مياه الدولة في الشوارع...وعطب أنابيب المياه العنوان الأبرز

الرابط المختصر

"لا نرى مياه الحكومة في خزان المياه بقدر ما نراها في الشوارع" هذا ما يقوله المواطن خالد العدوان القاطن في حي المزارع منطقة ماركا الشمالية، يؤكد أن أهالي الحي قد قدموا الشكاوى إلى بلدية ماركا وأمانة عمان الكبرى وشركة ليما للمياه، إلا أنهم لم يصلوا إلى حل جذري حتى هذه اللحظة. أنبوب المياه المكشوف في حي المزارع عرضة للعوامل الجوية ومرور المواطنين والسيارات، ما يؤديه إلى انفجار الأنبوب المحمل بالمياه النظيفة، ويقول العدوان "عندما تأتي الأمانة لتعبيد الشارع وشركة ليما لتصليح الأنابيب المعطلة في وقت واحد، يصبح كل شيء جديد لا تسريب للمياه وشوارع معبدة، لكن بعد أسبوع تبدأ المياه تتسرب من بين الإسفلت، الأمر الذي يعيد المشكلة إلى سابق عهدها".



وتنتشر ظاهرة الأنابيب المكسورة في كثير من أحياء العاصمة عمان، لاسيما في المناطق الشرقية، وبحسب متابعات لعمان نت فأن أكثر الأحياء التي تظهر فيها الأنابيب المكسورة؛ هي جبل الجوفة خصوصا حي التينة، وحي المزارع والعبداللات في ماركا الشمالية، وبعض شوارع حي نايفة في الهاشمي الشمالي، بدر، وجبل النصر.



محمد علي علاء الدين مواطن يقطن في حي العبداللات ماركا الشمالية، يشتكي ويقول "المياه تخرج من بين الإسفلت، اتصلت بسلطة المياه أكثر من مرة لكن دون جدوى، هذه المياه ألا تشكل هدرا للحكومة والمواطن على حد سواء". ويتابع "كثرة هدر المياه، خفف وصول الماء ألينا لكن ما الحل".



رغم الجهود التي تبذلها أمانة عمان ووزارة المياه والري وشركة ليما للمياه في محاولة درء هذه الظاهرة، تظهر بعض الطرقات تغص بمستنقعات المياه النظيفة، حيث سوء استعمال شبكات الصرف الصحي، حيث ضخ المياه إلى المناطق يولد ضغطا كبيرا على هذه الأنابيب، التي لا تحتمل الضغط ومن ثم تنفجر وتختلط بأنابيب مياه المجاري، وبالتالي تخرج المياه إلى الشارع، وهو ما حدث في ماركا الشمالية قرب مسجد فاطمة الزهراء، حيث اختلطت المياه الصالحة مع مياه المجاري في أكثر من عشرين شارعا قبل ثلاثة أشهر، لتتخذ سلطة المياه وليما إجراءات من أجل الحيلولة دون انتشارها.



هدر المياه!!

شركة ليما للمياه قامت ووزارة الصحة بعزل جزء من شبكة مياه شارع المناذرة قرب المسجد احترازيا، بعد أن تبين تسرب مياه خارج المواصفات الأردنية.



30% هدر المياه في العاصمة، حسب ما تؤكده بعض المصادر لعمان نت، لكن سلطة المياه تقول نسبة الفاقد من المياه خلال الخمس سنوات الأخيرة كان 7% فقط، وتضع عدة إجراءات من أجل خفض نسبة الهدر السنوي بنسبة 5 إلى 4 %.



وزارة المياه والري، تقول إنها تعمل على إيجاد حلول جذرية لتخفيف نسبة الفاقد بشقيه الفني والإداري من خلال إقامة مشروعات، تهدف إلى تأهيل شبكات المياه في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى المراقبة الحثيثة من قبل الوزارة لعمليات الوصلات غير المشروعة.



ماذا تقول أمانة عمان؟

لأمانة عمان وجهة نظر، "اتفاق عملي تقيمه أمانة عمان وشركة ليما ووزارة المياه والري حول قيامهم بحفر مكان تسرب المياه، والأمانة تقوم بالتعبيد في فترة واحدة"، يقول مدير دائرة صيانة الطرق في الأمانة المهندس أحمد خريسات.



ويضيف "مشكلة تسرب المياه تؤرق الأمانة؛ لأنها المتضرر الوحيدة من هذا التسرب، إذ عندما نعبد المكان، نستخدم الآليات والمواد، وبعدها نُفاجأ بخروج المياه مرة أخرى".



وحول تعبيد الشوارع والإجراءات التي تقوم بها الأمانة، يعلق خريسات "قبل أن نعبد أي شارع نقوم بإرسال كتاب إلى جميع الهيئات المعنية بالشارع، ونسألهم ماذا يحتاجون من خدمات كي نقدمها لهم، لكن نكتشف بعد ذلك أن ليما تعود لحفر مكان الأنبوب، وبالتالي نكتشف أنهم حفروا دون علمنا". لافتا إلى أن الصعوبة بمكان التعامل مع بنية الأماكن الحديثة.



التنسيق مع المؤسسات الخدماتية في العاصمة توليه الأمانة أهمية كبرى، حيث أسست لديها دائرة التنسيق، تعمل على متابعة أعمال المؤسسات الخدماتية، في مجال البنية التحتية، لكن وعلى حد مدير دائرة صيانة الطرق أحمد خريسات فأن التنسيق أقل من المطلوب.



وحول رصد الأمانة لأكثر المناطق التي يتسرب فيها المياه، يقول خريسات أن منطقة بدر والنصر أكثر المناطق ترصدها الأمانة تسريبا للمياه.



شركة ليما: القانون لا يجيز ربط مزاريب المياه على الشبكة الرئيسية مباشرة

شركة ليما تقوم على تمديد مزاريب المياه للمنازل، تتابع أوضاع أنابيب المياه، تعمل وبالتعاون مع وزارة المياه والري على تدشين لشبكة لصحية المائية في هذه الفترة.



لكن، ضغط المياه بسبب مياه الأمطار دفع الكثير من عبّارات المياه إلى عدم استيعاب الكم الهائل من المياه، الأمر الذي دفع المياه بالخروج بشكل كبير في شوارع العاصمة، وتأثيرها على بعض خطوط شبكة المياه.



حول هذا الموضوع، ينتقد مدير إنتاج المياه والنوعية في زي وعمان ومساعد المدير التنفيذي في شركة ليما، المهندس سعد صالح أبو حمور، يقول "منذ بداية فصل الشتاء ونحن نتلقى الشكاوى حول هذه القضية، والمشكلة تكمن في أن الكثير من المنازل تربط مزاريب بناياتهم وبيوتهم مباشرة على شبكة الصرف الصحي، الأمر الذي يولد الضغط الكبير، وبحسب القانون فأن هذا يعتبر مخالفة صريحة له، لكن ما يدفع المواطنين للاعتداء هو أن تنفيذ الشبكات الداخلية بمنأى عن شركة ليما ووزارة المياه والري".



خطة توعوية ستقوم بها شركة ليما تهدف إلى توعية المواطنين حول الاستخدام الأمثل لشبكات الصرف الصحي، وإيجاد وسيلة لكشف المخالفين الذين يربطون قنواتهم بالشبكة الرئيسية، يعلق أبو حمور "آلية العمل في الكشف وتغيير أنابيب معطوبة، يكمن من خلال إذن يؤخذ أمانة عمان للمباشرة بالعمل، أو إذا قمنا بمد أنابيب لبناية فيجب أن تكون مرخصة وضمن القانون كي نمدها بالخدمات".



بمبلغ 250 مليون دولار أمريكي، تكلفة مشروع تأهيل شبكة مياه عمان القديمة، تقوم بتنفيذه وزارة المياه والري؛ يقول في هذا الصدد أبو حمور أن هذه الشبكة ستحل معظم مشاكل شبكة عمان الصحية، وما ينسحب عليها من تقليل الفاقد من المياه في الشبكات، وتحسين التزويد المائي. هذه الشبكة الحديثة للمياه، تقوم عليها سلطة وزارة المياه والري وبالتعاون مع الأمانة، وستعمل قريبا في مناطق العاصمة، من أجل الحد من هدر المياه، والترشيد باستخدام المياه.



العبث بشبكة التصريف الصحي، ورمي القاذورات، وعدم المحافظة عليها كلها مجتمعة تكون حاجزا للمياه، بالتالي تتكسر الأنابيب. لذا فالكثير من المواطنين مدعون إلى العمل مع الجهات كي نحد من هذه الظاهرة الآخذة بالتكرار في كل فصل شتاء.

أضف تعليقك