موقع بريطاني يتساءل لماذا صور صدام حسين في كل مكان بالأردن (صور)
تساءل موقع ميديل إيست آي البريطاني عن سبب انتشار صور الرئيس العراقي السابق صدام حسين على السيارات وواجهات المحلات في الاردن.
وعرض التقرير الذي أعده الصحفي محمد العرسان صورا للرئيس العراقي صدام حسين منتشرة في كافة مناطق الأردن.
في شوارع العاصمة عمان كما هو الحال في محافظات مختلفة من الأردن تنتشر صور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على المركبات أكثرها شهرة وهو بلحية كثيفة أثناء فترة محاكمته عام 2005.
في عمان تستطيع أن تتناول كوبا من القهوة برفقة صدام حسين او تجلس بجانبه في إحدى مركبات التاكسي لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، صور صدام حسين حرفيا في كل مكان، مطبوعة على الكمامات الواقية من كورونا، على الهواتف الخلوية، على الولاعات، عطور السيارات، حتى أن معجبي صدام حسين أسسوا صفحة على الانستجرام أطلقوا عليها "صدام في عمان" لرصد كل صور الرئيس الذي أعدمته الحكومة العراقية في 30 كانون الأول/ديسمبر 2006.
تنشر الصفحة صورا لصدام حسين وقد ظهر على اطباق تباع في وسط البلد عمان، الى جانب بوسترات كبيرة على واجهة المحلات التجارية، وعشرات المركبات الخاصة والتاكسي ضع ملصقات داخل وخارج الزجاج الأمامي والخلفي، ذهب الأمر الى ان أشخاص يضعون وشوما لصدام حسين..لكن لماذا كل هذا الاهتمام والحب لصدام حسين الذي يراه البعض انه "ديكتاتور".
سامر الزعبي صاحب محل للهواتف الخلوية في مدينة اربد، يبيع كفرات موبايلات تحمل صورا لصدام حسين، بـ4 دولارات للكفر الواحد لا يخفي حبه لصدام حسين يقول "كان رجلا حرا قاوم الامريكان انه رجل"، لكنه في نفس الوقت يعتقد ان "صور صدام ايضا مادة دعائية جيدة تجد اقبالا وترفع المبيعات".
يرتبط صدام حسين بمواقف سياسية واقتصادية جيدة مع الأردنيين، فقد زود نظام صدام حسين الأردن بالنفط بأسعار تفضيلية عام 1991 الى جانب براميل مجانية، الا أن السبب الأبرز الذي يجعل عدد كبير من الأردنيين يحبون صدام حسين كما ذكروا لـmee هو " قصف اسرائيل في شباط 1991 الى جانب تقديم دعم مادي لاسر الشهداء الفلسطينيين، وتقديم منح دراسية جامعية مجانية للأردنيين والفلسطينيين".
وذهب الأمر إلى ان يضحي اردنيين في مدينة الكرك (120 كم جنوب عمان) و في مدينة الرمثا (100 كيلو شمال عمان) بجمال وخراف كقربان عن روح صدام حسين كل عيد أضحى وهو التوقيت الذي أعدم به صدام. بينما قررت عشيرة النوايسة عام 2010 تسمية كل مواليدها الذكور باسم صدام حسين.
اسامة يعقوب 25 عاما صاحب محل تجاري في وسط العاصمة عمان، يضع صورة صدام حسين خلفية لهاتفه الخلوي يقول "صدام مقاومة وافضل زعيم عربي في وجهة نظري قاتل الاحتلال انه بطل وانا افتخر بانني احمل صورته لا اراها ديكتاتورا ، قد ضحى بنفسه من أجل شعبه".
ويتفق معه ابراهيم التعمري سائق تاكسي الذي يزين مركبته بصور لصدام "اعلقها في السيارة كي يتذكر الركاب ان هناك زعيم عربي قاتل من أجل فلسطين وقصف الاحتلال الاسرائيلي في وقت لم يجرؤ اي زعيم عربي على ذلك".
وحول ردة فعل الركاب يقول "الآراء مختلفة البعض ينزعج وخصوصا هناك عراقيون في الأردن لا يحبون صدام، لكن غالبية من يركبون معي يحبون الصور والتقى تعليقات جيدة".
لكن ليست جميع اراء الاردنيين واحدة، معاذ الشاذلي 39 عاما، لا يتفق مع محبي صدام، يرى في حديث لـmee أن " لا اراه بطلا السبب الرئيسي لانتشار صور صدام هي العقلية الشعبية في محبة صدام حسين بسبب البروبجندا العراقية الي انتشرت في التسعينات وقبلها في الثمانينات ونظر الناس اله كبطل عربي حارب اسرائيل وتصدى لأمريكا وسقوط النظام في ٢٠٠٣ وثم اعتقاله والاستعراضات في المحاكمة خلقت في الأذهان صورة لبطل أسطوري اساسها أولاً عقلية المجتمع الذكورية السلطوية، بعدين إعدامه الذي عزز هذه الصورة".
"صدام كان يقود النظام في العراق بنمطية شيخ العشيرة والزعيم الأوحد بدون نظرية معرفية وأيدلوجية سياسية، صدام نظر للعروبة على أساس العنصر العربي واعتبار العنصر العربي أفضل وأسمى من بقية العناصر والأعراق وهذا نوع من الفكر الفاشي".
أما نادين المعايطة من العاصمة عمان لا ترى في صدام حسين بطلا اسطوريا ايضا "دمر العراق عندما غزا دولة عربية هي الكويت، جلب لنفسه ولشعبه المصائب، ارتكب جرائم مثل الجرائم ضد الأقليات العرقية كإبادة الأكراد في حلبجة بالكيماوي و بالطبع جريمة احتلال الكويت والتنكيل بشعبها".
وليد حسني، مؤلف كتاب "وصايا الذبيح" وهو كتاب يتناول فيه الكاتب محطات احتلال العراق ومنع من النشر في الأردن وقاد مؤلفه إلى محكمة أمن الدولة عام 2010 يرى أن سبب انتشار صور صدام حسين وحب أردنيين له يكمن في " صدام قد مثل للاردنيين صورة للبطولة العربية التي يفتقدها في مواجهة أمريكا وإسرائيل فضلا عن كونه قد اعدم وهو يهتف باسم فلسطين بل ودفع حياته ثمنا لهذا الموقف الي جانب دعمه اللامحدود للأردن مما جعل من شخصية صدام صورة للبطل المتفوق والنبيل حتى أصبح حضوره في الشارع الأردني يتفوق تماما على حضور شخصية جمال عبد الناصر.".
وتنتشر على بوسترات صدام حسين في الأردن اقتباسات تمجد بصدام حسين بعضها قالها الرئيس الراحل نفسه وأخرى تم تأليفها مثل "نحن متواضعون بدون ضعف و أقوياء بلا غرور"، "إن قوة الحق عندما تجابه الباطل والانحراف تتحول إلى طاقة فعل هائلة". "إذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألا تخونك قيم الرجولة".