موجة الحر تلقي بظلالها على الصالونات السياسية
ألقت موجة الحر التي عاشها الأردنيون مؤخرا، بظلالها في الحياة الطبيعية في مشهد لا يختلف عن بعض الدول الخليجية، فقلما تجد أناس في الشوارع في أوقات اللهيب أو ما تعرف بالذروة، خاصة في شهر رمضان.
شوارع المملكة قبيل الإفطار تكون خاوية من المارة، ولكن سرعان ما تمتلئ جوانبها في ساعات المساء، والتي قد تمتد لساعات الفجر بالمواطنين الهاربين من موجة الحر، والمتعطشين لنسمة هواء عليل على أمل!.
الزائر الجديد غير المتوقع في مثل هذا الوقت من السنة والذي جاء بدرجة حرارة 46 فما فوق، فرض نفسه على كثير من بيوت الأردنيين التي قامت اغلبها بتركيب جهاز المكيف هربا من لهيب الحر؛ مما زاد من إقبال المواطنين على شراء المكيفات إلى ما نسبته 200% وفق تجار، الذي استغل بعضهم الإقبال برفع أسعارها.
أما في الغور والبادية فقد ابتكر أهالي هذه المناطق طريقة "على قد الحال" وذلك بوضع غطاء ابيض مبتل بالمياه الباردة، لتبريد أجواء منازلهم، والتخفيف من وطأة الحرارة، فضلا عن رش أنفسهم بالماء البارد.
من المفارقات التي صاحبت الحالة الجوية التي تشهدها المملكة هو أن حرارة الجو طغت على حرارة الحديث عن السياسة والانتخابات وتحولت الصالونات السياسية واللقاءات العائلية للحديث عن تأثير الموجة الحارة، فالكل ينقل معاناته مع الحر وخبرته في مواجهة النسمات الحارة!.
المواطن يوسف، قرر شراء مكيف بحجم 2 طن لمواجهة موجات الحر المتتالية، حيث أكد في حديثه لعمان نت انه "لا يمكن الاستغناء عن المكيف في هذه الأجواء". وأضاف:" لقد اشتريت المكيف ولكن لم يتم تركيبه بعد في منزلي جراء الضغط المتزايد على أجهزة التبريد، حيث من المتوقع أن يتم تركيبه من قبل موظفي الصيانة بعد 10 أيام على اقل تقدير".
محال أجهزة التبريد تشهد في هذه الأيام إقبالا منقطع النظير، حيث لم يعتد المواطن الأردني على موجة حر كهذه، صاحب محل أجهزة تبريد يؤكد لعمان نت أن الإقبال يفوق 100%، مشيرا بأنه يبع في اليوم الواحد ما يقارب الـ60 مكيف وبإحجام مختلفة من 1 طن بـ 350 دينار و 1.5 طن بـ 450 دينار و 2 طن 550 دينار.
وبين صاحب المحل الذي رفض ذكر اسمه أن مدة التركيب تستغرق أسبوع واحد جراء الضغط على المحل بسبب كثرة المواطنين الراغبين باقتناء مكيف، لتبريد أنفسهم من الأجواء الحارة.
المواطن الأردني كالهارب من الرمضاء للنار، فرغم قضائه وقتا طويلا خارج المنزل وشراء أجهزة التبريد إلا أن جيبه ستكون اشد لهيبا من حرارة الطقس!، فهذه السلوكيات الجديدة والتي رافقت الحالة الجوية تؤثر نفسيا واجتماعيا على المواطن الأردني وفقا لما قاله د. علم الاجتماع حسين خزاعي لعمان نت.
وأوضح الخزاعي أن موجات الحر التي شهدتها المملكة تؤثر على أنماط وسلوك المواطن قد دفعه إلى التوتر والعصبية وعدم القدرة على التحمل واضطراب المزاج ، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى خلق مشاكل ومشاجرات، فضلا عن انحسار أوقات الخروج من المنزل أثناء النهار إلى الليل.
هذا الصيف، جاء استثنائيا فقط شهدت المملكة انقطاعات متكررة للكهرباء بعد أن تجاوزت الأحمال إلى ما يقارب 2400 ميغاواط وأكثر. بحسب مدير العمليات والتشغيل في شركة الكهرباء الوطنية أمين الزغل.
انقطاع الكهرباء بات يؤرق الأردنيين في مختلف مناطق المملكة حيث قد يمتد الانقطاع إلى أكثر من 5 ساعات.
مدير العمليات والتشغيل في شركة الكهرباء الوطنية أمين الزغل، أكد أن الانقطاعات التي شهدتها المملكة جاء بسبب نقص القدرة التوليدية، فضلا عن الأعطال الفنية التي رافقت شبكة التوزيع.
الانقطاع لم يقتصر فقط على الكهرباء بل امتد ليطال المياه، حيث خلق انقطاع المياه أزمة في كثير من المحافظات الوسط والشمال، التي لا تزال اغلبها عطشى وتعاني من شح في المياه.
وأدت موجة الحر، التي تشهدها المملكة، إلى ارتفاع ملحوظ في استهلاك المياه المعبأة والمياه المعدنية، وبنسب تجاوزت خلال اليومين الماضيين 30%.
إلى ذلك، أكد مدير دائرة الأرصاد الجوية عبد الحليم أبو هزيم أن موجة الحر بدأت بالانحسار اعتبارا من يوم أمس، وتستمر بالانخفاض التدريجي، ويكون الجو صيفيا عاديا حتى نهاية الشهر الجاري، ودرجات الحرارة حول معدلها السنوي.
وصلت درجة الحرارة العظمى في العاصمة عمان أمس إلى (40) درجة مئوية، لتنخفض ليلا إلى نحو (23) درجة مئوية، ويطرأ اليوم الأحد انخفاض آخر على درجات الحرارة لتصل إلى 36 درجة مئوية، لتبقى أعلى من معدلها السنوي بنحو 3 درجات، بحسب مدير دائرة الأرصاد الجوية.