موجة اسعار تجتاح الاسواق

الرابط المختصر

الاسعار مرتفعة..والدخل محدود..وقسوة  العوز في شهر الرحمة تقابلها مزيد من ارتفاع الاسعار اللئيمة ليشكل مثل الجود من الموجود مرجعية اجتماعية للعديد من البيوت.. فكيف تتدبر الاسر الفقيرة امورها في ظل هذا التغول المجنون للاسعار, وكيف تضبط السلع التموينية اسعارها وتمنع من التمدد  .. الجوع وحده من سيبحث للفقراء عن اجابة.

 

يشكل غلاء اسعار المواد الغذائية التي تعد المطلب اليومي للناس,الهاجس الاكبر في انشغال الغالبية العظمى من الذين ينتمون الى اندية الدخل المحدود..ذلك الدخل المقترن بغلاء لا محدود الذي تحول عند البعض بما يشبه النكتة في محاولة للخروج من مأزق الضيق ودائرة الهموم.

وبشيء من الرصد الميداني لحركة التجارة والسوق, من قبل ابناء محافظة اربد قبيل رمضان بايام معدودات نجد ان ثقافة التقشف  قللت كثيرا من الاحتياجات الطبيعية لمطابخ الاسر التي كانت تنعم قبل عدة سنوات بخير وفير.

الاسعار مرتفعة..والدخل محدود..وقسوة في الاسعار قبل شهر الرحمة والاسعار اللئيمة تجتاح الاسواق قبيل حلول الشهر الفضيل..ليشكل مثلالجود من الموجود مرجعية اجتماعية للعديد من البيوت التي اكتوت بيوتها واسرها بغلاء الاسعار.. كيف تتدبر الاسر الفقيرة امورها في ظل هذا التغول المجنون للاسعار, وكيف تضبط اسعار السلع التموينية ومنع تمدد ارتفاع اسعارها..كانت تلك اسئلة ممن التقتهم العرب اليوم في اربد الا ان الاجابات التي جاءت على غير لسان اختلفت في توصيف الغلاء, والاراء توحدت في الاتفاق على ان الاسعار اصيبت بمس من الجنون.

الراتب لربع شهر!

ويروي الموظف في بلدية اربد الكبرى محمد ابو الرب قصة الغلاء باسلوب يبعث على الحيرة في عملية ربطه بين الدخل وحجم الغلاء مشيرا الى ان كل شيء صار اغلى مما كان متوقعا, وان الراتب ما عاد يكفي لسد ربع الشهر لاسرة تتكون من 4 افراد.

وبكثير من الاستغراب يعتقد ابو الرب ان غلاء الاسعار قرار عالمي لا محلي فحسب الا انه اشار الى ضرورة اعادة هيكلة رواتب الموظفين ضمن قاعدة الربط بين الغلاء وسلم الرواتب.

ويشير رب الاسرة احمد محمد حسن المكونة اسرته من 7 ابناء منهم طالبتان في الجامعة ان معدل الاسعار في السلع واحتياجات الاسرة ارتفع الى اكثر من 4 اضعاف في فترة زمنية قصيرة موضحا ان راتبي الموظف وزوجته الموظفة قبل 5 سنوات كانا يكفيان لتأمين مستلزمات الاسرة والبيت مؤكدا ان الاسرة هذه الايام بحاجة الى 3 اضعاف الراتب حتى توازي بين المتطلبات الضرورية ونفقات الدراسة.

حماية المستهلك

وبحسب متابعات جمعية حماية المستهلك التي اشارت مصادر فيها الى ان غلاء الاسعار قفز الى عدة اضعاف في العديد من السلع الاساسية التموينية التي لا غنى عنها لكل اسرة من ضمن احتياجاتها الاساسية اليومية.

بشكل متواصل تدعو جمعية حماية المستهلك الى ضرورة مراقبة وضبط الاسعار كي لا تصاب بفلتان وعشوائية اكثر مما هو قائم الان مما ينعكس ذلك على حياة المواطنين من اصحاب الدخل المحدود الذين يشكلون نسبة عالية في المجتمع المحلي.

وسجلت خطوة مقاطعة اللحوم الحمراء نجاحا جيدا في محافظة اربد بعد ارتفاع اسعارها ودعوة جمعية حماية المستهلك الى مقاطعتها الامر الذي اثار استياء الكثير من محلات الجزارة في اربد.

وكانت اسعار السلع التموينية والخضار والفواكه قد خرجت عن مسارها اكثر من مرة خلال النصف الاول من العام الحالي الذي شهد ارتفاعا ملحوظا في اسعار العديد من السلع التموينية في محافظة اربد.

وبشيء من التندر, تشير المواطنة هدى الطوباسي الى غلاء الاسعار بقولها ان ما يحدث من غلاء لاسعار المواد التموينية جعلنا نفكر بالتحول الى النبات غير انها تستدرك قائلة حتى النبات اسعاره غالية واصبح المواطن غير قادر على شراء مستلزمات البيت بالطريقة نفسها التي كانت قبل 5 سنوات.

وتؤكد الطوباسي التي تعمل في محل لبيع الزهور في اربد والام لثلاثة اطفال ان الحد الادنى لمصروف العائلة البسيطة اصبح بحاجة الى 300 دينار شهريا حتى تتمكن الاسرة من مواصلة حياتها بشكل طبيعي واصفة الاسعار بانها في العلالي.

صلاة الجماعة

ولم يكن ذلك الرجل الذي رصدته العرب اليوم في حسبة اربد القريبة من المسجد الكبير سوى نموذج للعديد من العائلات التي قصمت غلاء الاسعار ما تبقى من ثبات واستقامة عمودها الفقاري, حيث عكست صورة الرجل السبعيني وهو ينتقي عددا من حبات البندورة والخيار ويتفحصها قبل ان يضعها في الميزان ليشتري ما مقداره نصف كيلو من كل صنف حسب قدرته المالية حسب ما افاد بذلك ل¯:العرب اليوم المواطن الذي فضل عدم الاشارة الى اسمه ليستطرد قائلا : ربنا يكون بالعون  ثم حمل كيسه ومضى باتجاه جامع اربد الكبير ليلتحق بصلاة الجماعة.

مشاهد من اسواق المدينة

لاسواق اربد سمة يرتاح لها البال, والمدينة عموما ليس عندها ما تخفيه, ولا عندها اسرار, فكل شيء واضح بما في ذلك التأوه الدائم من غلاء الاسعار , فشارع الحسبة الذي يعد بورصة الخضار والفواكه ومؤشر حركة البيع والشراء للمواد الغذائية والتموينية والخضار والفواكه, كان نهار ظهيرة الاحد الماضي شارعا هادئا رغم الحراك الشعبي الذي يموج جيئة وذهابا, ورغم توقف الناس عند اكثر من بوابة محل لبيع الخضار والمواد الغذائية, ناس تشتري بكثرة, وناس على قد الحال وهي الغالبية, وناس تتفرج على البضائع المعروضة, تقلبها وتتركها وتذهب الى محل اخر طمعا في ايجاد سعر اقل حتى وان كانت الجودة اقل من المطلوب.

بعد ساعات من الهدوء اشتدت حناجر الباعة وعلت اصواتهم بالمناداة على اسعار البضاعة المعروضة, بندورة..بطاطا..كوسا ودوالي,وباذنجان برسم البيع,واشياء اخرى في خطوة للفت انتباه المارة واستقطابهم الى محلاتهم في خطوة تنافسية الا ان البعض من المارة ينظر ويحوقل ويتابع المسير, فيما يردد البعض الاخر عبارات يلفها الغموض لم يفهم منها سوى اللعنة  على غلاء الاسعار.