مواهب ذوي الإعاقة إبداع بانتظار جهة داعمة
لم تكن الإعاقة البصرية التي يعاني منها سهيل النشاش عائقا يحول دون تحقيق طموحاته , فبرغم من عدم قدرته على الإبصار الا انه يمارس رياضة رفع الأثقال في المنتخب الأردني لألعاب القوى ليحصد عدة مداليات على المستوى الدولي.
يقول النشاش :"ان إعاقتي نتيجة خطاء طبي , و لكن انا لا اعتبرها إعاقة بل اعتبرها تميز,أسعى من خلاله لإبراز نفسي و إثبات وجودي في المجتمع ,اما موهبة الغناء واشتراكي في فرقة المدار للمكفوفين تحدِ آخر ,و نحن 9في الفرقة مكفوفين نريد ان نثبت ان الكفيف ممكن ان يتميز و يغير نظرة العطف والعجز اتجاهه ,كانت مشاركتنا في العديد من الفعاليا مثل مهرجان فحيص فخر و انجاز عظيم فمن خلاها أثبتنا إننا قادرين و مميزين ."
يتابع "ان المجتمع ينظر الى الشخص ذوي الإعاقة على انه إنسان عاجز ولا يوجد لديه أي مواهب,وكفيف هو كأي شخص مبصر ,و من واقع عملي مع الأشخاص المكفوفين ,وجدت انها تمكن بهم بعض المميزات و الإبداعات. "هذا ما قالته رئيسية الملتقى الثقافي للمكفوفين سهير عبد القادر.
وأضافت عبد القادر :"ان الملتقى الثقافي للمكفوفين يوفر البيئة التي تسمح للكفيف أن يظهر مواهبه و ان يبدع بها ,من خلال الملتقى ’الأيام الثقافية لذوي الإعاقة’ التي قام بها الملتقى بموافقة وزارة الثقافة منذ عام 2006, هدف أبراز قدرة ذوي الإعاقة باختلاف انواع إعاقاتهم في شتى المجالات مثل الشعر وعزف و حرف يدوية ,ومن خلال هذه الأيام اكتشفنا أول فرقة الغنائية للمكفوفين وهي فرقة المدار للمكفوفين , و التي تم دعمها من وزارة الثقافة من خلال الآلات الموسيقية و تدريب المكفوفين ."
اما رشا شعراوي التي تخرجت من دورة صناعة الأفلام التي تظمها المجلس الأعلى ,أعطتها الفرصة لتحقيق حلمها في دخول عالم الإعلام ,برغم من أعقتها الشلل الدماغي إلا أنها حازت على جائزة لمشاركتها في إخراج بعض الأفلام المخصصة لتوعية المجتمع بذوي الإعاقة ,و عن هذا التحدي قالت رشا :" لما كنت سأصل الى هذه الجائزة في حال وضعت إعاقتي حاجزا أمامي , ولكن المجتمع يرفض وضعي و اعاقتي ,ولكن يجب على الشخص ان يحاول ينمي نفسه وبحث عن فرصة لابراز من خلال جهة داعمة له ".
وبينت عبد القادر :"ان على مؤسسات المجتمع المدني ان تساند المؤسسات الرسمية لخدمة هذه الفئة ,وابراز مواهبهم ", و ناشدت عبد القادر أصحاب القرار لتبني مشاريع و مواهب الأشخاص ذوي الإعاقة لإعطائهم فرصة ليكونوا افراد منتجين في المجتمع..
و تعترف المادة 30 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة و التي وقع عليها المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص ذوي الاعاقة ,بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة في الحياة الثقافية وتطوير واستخدام قدراتهم الإبداعية والفنية والفكرية والاعتراف بهويتهم الثقافية واللغوية الخاصة ودعمها والمشاركة في الترفيه والتسلية والأنشطة الرياضية على قدم المساواة مع الآخرين