مواقع الانترنت الاردنية .. واوهام الارقام والاحصاءات
تدور منافسة شرسة بين اصحاب المواقع الاخبارية الاردنية على اثبات من يتلقى اكبر عدد من الزوار. وبعد مقالة الاسبوع الماضي عن مقياس اليكسا وعدم دقة ارقامه الخاصة بعدد زوار المواقع، تلقيت العديد من الاستفسارات عن بدائل اليكسا وكيف يمكن ترتيب المواقع الاخبارية حسب شهرتها.
والجواب بكل بساطة على هذا السؤال لا يوجد بديل علمي ودقيق لاليكسا لانه لا داعي لهكذا بديل. فالاساس في عملية الاعلان على الانترنت ليس عدد الزوار بل نوعيتهم. فماذا يكسب بنك محلي بالاعلان على موقع اردني يتلقى مئة الف زائر شهرياً ان كان 10 الآف من الزوار من داخل الاردن بينما 90 الف من خارج الاردن؟ اليس من الافضل له ان يعلن على موقع يتلقى 50 الف زائر شهري يكون 30 الف منهم من داخل الاردن؟ فعلى عكس ما يتوقع اغلب الناس فان اغلب المواقع الاردنية الاخبارية لا يتجاوز عدد زوار الاردن لها عن 20-30% من مجمل عدد الزيارات. لهذا السبب على المعلنين الاردنيين ان يغيروا من طريقة تفكيرهم ويركزوا على النوع وليس الكم عندما يقررون اي المواقع الالكترونية عليهم الاعلان بها.
فحتى لو كان هنالك بديل عن اليكسا لقياس العدد الحقيقي لزوار الموقع فمن الممكن لصاحب اي موقع ان يشتري زيارات لموقعه من دول آسيا وافريقيا من العديد من شركات الانترنت باسعار لا تتجاوز الخمسة دولارات لكل 10 الآف زائر شهري. فلدى هذه الشركات اجهزة كمبيوتر بتلك الدول تحتوي على برنامج خاص يقوم بزيارة المواقع التي تريدها الشركة بشكل منظم. فباستثمار لا يتجاوز المئة دولار شهري يمكن لصاحب اي موقع ان يعلن وبصدق ان موقعه يتلقى اكثر من 200 الف زائر شهري ولكن هذا لا يعني ان زواره اشخاص حقيقيون او يأتون من دولة تهم المعلن او يطالعون موقعه اكثر من ثانية واحدة!
السؤال الذي يتبادر الى الذهن: ماذا يفعل المعلن؟ وكيف يمكن له ان يعرف الرقم الحقيقي لعدد زوار الموقع الذي يريد ان يعلن فيه ومن اين يأتوا الزوار؟ الجواب بكل بساطة: لا احد يعرف الرقم الحقيقي لعدد زوار الموقع غير صاحب الموقع. فالسيرفر (جهاز الكمبيوتر) الذي يستضيف الموقع هو المكان الوحيد الذي يتم تسجيل عدد الزوار الحقيقي فيه. ولكن من مصلحة اغلب اصحاب المواقع تضخيم اعداد الزوار امام المعلن فكيف للمعلن معرفة الحقيقة؟
لنفهم قليلاً عملية تسجيل الزوار في سيرفرات المواقع. عندما يقوم الزائر بزيارة الموقع، يطلب كمبيوتر الزائر من السيرفر تزويده بالصفحة الرئيسة للموقع، وعندها يقوم السيرفر بتسجيل طلب الزائر في ملف خاص يدعى Raw log file حيث يتم تسجيل رقم عنوان اتصال الانترنت للزائر IP address و الصفحة التي طلبها الزائر ووقت وتاريخ الطلب بالاضافة الى بعض المعلومات التقنية الاخرى كنوع متصفح الانترنت الذي يستخدمة الزائر ونوع نظام التشغيل وامور اخرى لا تهمنا في الوقت الحالي. ولمن لا يعرف ما هو رقم الـIP فهو رقم شبيه برقم الهاتف يكون مخصص للزائر وحدة من قبل شركة الانترنت التي يستخدمها الزائر ولا يتشابه زائرين في العالم بنفس الرقم حيث يستخدم رقم الـIP لتحديد الزائر من غيره وفي اي مدينة ودولة هو موجود.
بعدها يقوم برنامج متخصص للاحصائيات مثل برنامج Awstats او Webalizer كل اربع وعشرون ساعة بقراءه هذا الملف واستخلاص الاحصائيات منه وحفظها على السيرفر على شكل تقارير يسهل قراءتها والقيام بطباعتها لتزويد المعلنيين بها. وقد يظن المعلن ان هذه التقارير كافية لبيان عدد الزوار وطبيعة حركة الموقع الا ان الجواب لا يزال لا. فبامكان صاحب الموقع ان يتلاعب باعدادات برنامج الاحصاء لبيان عدد زوار اكبر. ولهذا لا يمكنك الاعتماد على التقارير المنمقة ذات الرسومات البيانية لبيان طبيعة زوار الموقع. ويعود سؤال كيفية معرفة حقيقة زوار الموقع الى الطاولة مجدداً.
يكمن الحل الوحيد امام المعلن لمعرفة اعداد زوار الموقع بشكل حقيقي ان يطلب ببساطة ملف الـRaw Log File من صاحب الموقع ويقوم هو نفسه بتحليل الملف باستخدام برنامج كمبيوتر مجاني لينتج الاحصائيات التي يحتاجها. ومع انه من الممكن نظرياً تزوير ملف الـRaw Log File، الا ان ذالك يتطلب خبرة تقنية عالية لا تتوفر عند الغالبية العظمى من خبراء الكمبيوتر في الدول العربية. هنالك العديد من البرامج الرخيصة او المجانية لتحليل ملف الـRaw log file مثل برنامج 10-Strike Log-Analyzer و eWebLog Analyzer و Raw Log Files analyzer ويكفي عمل بحث على محرك البحث غوغل عن اسماء هذه البرامج ليحصل الشخص على وصلة التنزيل لهم.
في الاسبوع المقبل سنتحدث عن مفاهيم ومصطلحات احصائيات المواقع الالكترونية: ما هي وما معناها وماذا تعني للمعلن وكيف يمكن للمعلن الحكم على جودة الزائرين من تقارير احصائيات المواقع.
* خبير امن معلومات











































