موائد الرحمن في الزرقاء..بنكهة انتخابية
"موائد الرحمن" ظاهرة تحظى بإقبالٍ متزايد من قبل المواطنين في شهر رمضان في مختلف محافظات المملكة؛ إلا أن تهافت الراغبين في الترشح للانتخابات على إقامة هذه الموائد في محافظة الزرقاء؛ ظاهرة ينظر إليها البعض بأنها نوعٌ من الدعاية الانتخابية وتخرج عن نطاق مساعدة الفقراء وكسب الأجر.
وتتضمن الموائد الرحمانية إقامة الولائم الرمضانية ودعوة المواطنين إليها، إضافة إلى الطرود الخيرية؛ حيث أن الهدف المعلن منها هو مساعدة الفقراء.
إلا أن آراء الراغبين في الترشح للانتخابات تتباين حول "موائد الرحمان" خلال هذا الشهر؛ حيث يعتبر بعض المرشحين المفترضين في الزرقاء بأن إقامة هذه الموائد يخرج من نطاق مساعدة الفقراء، ويدخل في نطاق الدعاية الانتخابية قبيل إجراء الانتخابات لإيصال برنامجه للمواطنين، بينما يعتبرها مرشحون آخرون أنه أمر مستحب.
النائب السابق ريم القاسم تنظر إلى إقامة "الموائد الرحمانية" من قبل الراغبين في الترشح بأنه سنة مستحبة ومنتشرة في المجتمع الأردني؛ إلا أنها تتكاثر وقت الانتخابات، وتضيف أن الاستعراض في إقامة موائد الرحمان يفقدها حسنتها.
وتؤيد القاسم إقامة مثل هذه الموائد وذلك بالنظر للظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون؛ حيث تؤيد وجود الموائد الرحمانية بعيداً عن دوافعها.
كما ويرى النائب السابق مرزوق الدعجه أن هذه الموائد تكاثرت في شهر رمضان بالنظر لقرب الانتخابات النيابية القادمة.
وأكد الدعجه على وجود راغبين في الترشح في الانتخابات في الزرقاء يقيمون موائد رحمانية بغية الدعاية الانتخابية.
وبالرغم من تهافت المواطنين في الزرقاء لحضور هذه الموائد الرحمانية؛ إلا أن آراء المواطنين تتباين حول مغزى وغايات هذه الموائد؛ فبينما يذهب البعض إلى أن تكون هذه الموائد دعاية انتخابية، يذهب البعض الآخر إلى كون هذه الموائد ظاهرة مهمة.
المواطن محمد الرفوع يرى أن إقامة الموائد الرحمانية من قبل الراغبين في الترشح يخرج عن نطاق غايته في مساعدة الفقراء، ويدخل في نطاق الدعاية الانتخابية وحشد الناخبين.
ويضيف أن الراغبين في الترشح يحاولون نشر سيرهم الذاتية لاستمالة الناخبين في أثناء قيامهم لهذه الموائد.
بينما ترى نادية أن هذه الموائد مهمة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية؛ حيث ترى أن النواب لا يفيدون بشيء، وبالتالي فإن إقامتهم لهذه الموائد قد يفيدهم.
ومع هذا فإن نادية تشكك في غايات إقامة هذه الموائد؛ حيث ترى أن الغاية منها هو حشد الناخبين والدعاية الانتخابية.
إقامة الموائد الرحمانية من قبل المرشحين للانتخابات أمر طارئ على المجتمع الأردني؛ حيث يرى الكاتب جهاد المحيسن أن هذه الظاهرة لوحظت في مصر؛ وبدأت تتضح في الأردن.
كما ويستبعد المحيسن أن تكون هذه الموائد المقامة من قبل الراغبين في الترشح بعيدة عن الدعاية الانتخابية. ويرى أيضاً أنه يقع على المواطن أن يحارب مثل هذه الظاهرة قبل أن تتسع وتتخذ بعداً في المجتمع الأردني.
وبحسب قانون الانتخابات الجديد فإنه يمنع على أي راغب في الترشح إجراء دعاية انتخابية قبل موعد إجراء الانتخابات بثلاثين يوماً؛ وبالرغم من ذلك فقد أوضح عبد الباسط الكباريتي رئيس قسم الشكاوى المتعلقة بالانتخابات في وزارة الداخلية أنه لا يوجد أي إثبات مادي قد يثبت أن إجراء الموائد الرحمانية من قبل الراغبين في الترشح يمثل دعاية انتخابية.











































