مهرجان أوديسا يجمع أشهر شعراء العالم في الأردن

الرابط المختصر

مهرجان أوديسا العالمي للإبداع الشعري والإلتقاء الحضاري الذي سينعقد في الأردن في الخامس والعشرين من شهر أغسطس وحتى الرابع من أيلول هو مشروع بدأ قبل أربع سنوات من التفكير والتحضير. عقده في الأردن؛ سيجعله بوابة أوسع على العالم، وهو المقام لأول مرة في الشرق الاوسط، والهدف من هذا المهرجان بحسب منير مّزيد مدير المهرجان، هو جمع الثقافات المختلفة مع بعضها لتقوية العلاقات، وإيجاد تواصل أفضل وتوطين وتقوية الصداقات والروابط وإعطاء المشاركين فرصة الإطلاع على قضايا كل دولة مشاركة.



اسم المهرجان ولد من الملحمتين الشعريتين "الألياذه" و"أوديسا" للشاعر الإغريقي الضرير "هوميروس"، وذلك مما للحضارة والثقافة اليونانية من دور كبير في اثراء الادب العالمي في الشرق والغرب.



"صورة الإنسان العربي كانت في الغرب صورة سلبية دائما"، هذه هي الفكرة الرئيسة التي قام عليها مهرجان أوديسا، حيث بدأ الشاعر والروائي منير مزيد مدير المهرجان، "كان عندما يقوم انسان عربي بارتكاب خطأ يقول الإعلام الغربي انظروا الى العرب ماذا يفعلون فبحثنا عن وسيلة لإظهار الصورة الحقيقية للعرب، وتغيير الصورة السلبية، بدأنا بعدة لقاءات مع عدة مثقفين أوروبين وأمريكان لإفهامهم أن الصورة المنطبعة لديهم عن العرب ليست هكذا، بدأت أكتب قصائدي وكتبي باللغة الإنجليزية، فكان هناك إقبال جيد عليها، فبعد الهجمه الشرسه على العرب بعد أحداث سبتمبر، أصبح كل إنسان عربي يوصم بالإرهاب".



وعن فكرة المهرجان "بدأت أفكر كيف أغير هذه الصورة وتحدثت مع كتاب وصحفيين وشعراء من العالم كله حول كيف سنوصل للأمريكان أن لنا قضايانا واننا لا تعادي لا الشعوب الاميريكية ولا شعوب العالم ونحن شعب مسالم ونؤمن بالسلام فجاءت فكرة أن نأتي بهؤلاء الشعراء والمثقفين الى هنا ليطلعوا على ثقافتنا وعلى صورة الإنسان العربي الحقيقية وأن هناك شعوب متحضرة ومبدعة".



من هم المشاركون؟ يجيب مزيد "أخترنا مجموعة من شعراء العالم، 15 شاعرا من أميريكا، و15 شاعرا من أوروبا، و15شاعرا من الأردن، و10 شعراء من الوطن العربي؛ فمن الولايات الأميريكية المتحدة هناك لانس ديفيد هنسون، لينا غليلاند، أليسون هيدج كوك، كيمبرلي شوك، جينيفر كمبينيت، وإدوارد روبرتس وغيرهم وكلهم بارزين وبنفس المستوى، وهم يتفاوتون بالشهرة ولكنهم كلهم مبدعون. ومن رومانيا الشاعر الكبير جدا سيزار أفينسكو، وبولينا بوبا ومن إيطاليا لويجي ومن روسيا لوبا بلاكوفا".



أما من الدول العربية فقد تم اختيار مجموعة كان منهم: من مصر منال الشربيني، ومحمد شهاب عماشه، ومن سوريا عبدالحق الهواس ومن ليبيا جمعه الفاخري ومن اليمن الحارث بن الفضل وغيرهم.



بالنسبة للشعراء الاردنيين المشاركين، يقول "بدأنا بشعراء أردنيين رأينا انهم مبدعين وأردنا أن نعطيهم الفرصة لابراز ابداعهم والصورة الحقيقية للابداع الأردني، لم نهتم كثيرا بالأسماء، كان يهمنا الإبداع، طبعا هناك الكثيرين يحتفون علينا الطوب والحجارة ويقولون لنا لماذا اخترتم هذا الإسم وهذا لا، نحن لم نختر الأسماء، نحن فتحنا الباب للشعراء ليشاركوا معنا بتقديم قصائدهم".



كيف تم أختيار الشعراء المشاركين؟ يجيب مزيد "الشعراء الغربيين وصلوا بشهرتهم، وبعرقهم وتعبهم وعلى هذا الأساس اخذناهم، وبالنسبة لشعراء الوطن العربي فقد فتحنا الباب لتقديم القصائد وقمنا بترجمة القصائد وشكلنا لجنة من شعراء اردنيين ونقاد وشعراء أوروبيين واميركان وبعثنا قصائدهم دون وضع الاسماء. واللجنه كانت تعطينا درجه معينة على أن هذا يصلح او لا يصلح. فالشاعر التي لا تصلح قصائده نستثنيها والشاعر التي تصلح قصائده نضعها بعين الاعتبار كي نعطيه الفرصة وهل سيبدع لنشجعه ونستثمره؟ فباب أوديسا مفتوح للجميع وخاصة الاردنيين"، لافتاً "لا نريد اشهار الشعراء المعروفين، نريد إشهار غير المعروفين، ونوصل أن الأردن لديها مبدعين قادرين أن يصلوا بابداعهم لكل العالم".



شعار المهرجان (الشعر يأتي أولا)، ولكن سيكون هناك فعاليات أخرى تنضم، يقول مزيد "المهرجانات التي تقام في الشرق الأوسط يكون الشعر على الهامش، لكن اوديسا ارتأت ان يكون الشعر هو بالدرجة الاولى لكن هذا لا يعني أنه سيكون هناك فعاليات اخرى. دعونا فرقة باكستانية وفرقة رقص امريكية فلكلورية وهناك عروض ازياء شعبية للدول المشاركة، ولكن القيمة الجمالية لهذا المهرجان هو الشعر".



ابداع الشباب له نصيب كبير من المهرجان، "اعطينا للشعراء الشباب نصيب كبير من المشاركة، وهناك اسماء كثيرة مثل أنور سرحان وعماد أبو سالم ونعلن أن من يحب المشاركة فليقدم مشاركاته فإذا لم يشارك هذه السنة باستطاعته المشاركة في المرات المقبلة، والأسماء التي ذكرت ليس بالضرورة ان تشارك في كل مرة. فنحن لا نكرر أحد ونريد أن نبدع".



ما هي توقعات المهرجان، وماذا سينتج عنه، قال مزيد "لا نريد أن نتوقع شيء، نريد أن نعمل أولا ما علينا أن نفعله ثم نترك النتائج على الناس المطلعين. نأمل ان يكون هناك تفهم لقضايا الشرق الاوسط، وأن يحمل الزائرين للمهرجان الصورة الجميلة عن وطننا ليتحدثوا عن تجربتهم في الاردن ليجدوا بلدا متحضرا واناس طيبين وفيها شعراء ومبدعين".



الهاجس الاكبر الآن هو كيف تبرز صورة الأردن امام قامات الشعر في العالم "كيف سيتم الإفتتاح؟ ما هي الفرق الشعبية المشاركة؟ من الشعراء المشاركين؟ فنحن لا نتكلم عن مهرجان محلي نحن نتحدث عن مهرجان عالمي يضم شعراء ليسوا معروفين على مستوى العالم وأعمدة الشعر فقط بل هم شعراء ونقاد وروائيين وحاصلين على جوائز مسرحية، وهذا شيء ليس سهل لكن أوديسا ستكون عند حسن الظن".



ويتحدث مزيد عن ميزانية المهرجان، "وضعت كل ما جمعته من خلال سفري وكتاباتي في المهرجان وساعدني أصدقاء. لم نتلق أي قرش من أي مؤسسة لا حكومية ولا خاصة . لكننا نطمح أن تقدم لنا جهات راعية ما نريده. المبلغ 200 ألف دينار وهذا مبلغ خيالي".



يذكر ان منير مزيد هو شاعر وروائي، وصاحب مؤلفات كثيرة باللغة الإنجليزية، منها في الرواية: الحب والكراهية،عروس النيل، السقوط. وفي الشعر: الألواح المفقودة، صور من الذاكرة، فصل من الإنجيل، قصائد حب مختارة، الوجه الآخر من الجحيم. وله كتب أخرى مثل: كتاب مفهوم الاسلام وكتاب مفهوم الشعر وماهيته قديما وحديثا وكتاب أصول الأديان.

أضف تعليقك