من هو "كارتل المخدرات" في الجنوب السوري مرعي الرمثان

الرابط المختصر

أسفرت غارة جوية، فجر الاثنين، على منزل بقرية الشعاب جنوب سوريا عن مقتل مرعي الرمثان وزوجته وستة من أبنائه.

وبحسب المرصد السوري فإن "طائرات تابعة لسلاح الجو الأردني هي التي نفذت الغارة"، فيما لم يصدر الأردن أي بيان، واكتفى وزير خارجيته أيمن الصفدي بالقول: "عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني ومواجهة أي تهديد له سنعلنها في وقتها المناسب"، في رده على سؤال حول مسؤولية بلاده عن الغارة.

من هو الرمثان؟

يتولى الرمثان مهمة تخزين المخدرات التي تصله من حزب الله ولبنان بمساعدة المليشيات الشيعية وقوات غير منضبطة من الجيش السوري ويعتبر مطلوبا للقضاء الاردني في قضايا تهريب المخدرات.

 

وحسب ما ذكرت وسائل اعلام ان الشحنات تصل الى مناطق الرمثان من محافظات أخرى ليتم تخزينها موقتاً ضمن "نقاط تجميع" تمهيداً لنقلها إلى الضفة الأردنية من الحدود. وأبرز نقاط التجميع هي قريتا الشعاب وأم شامة، جنوب شرقي السويداء.

 

وتعتبر قرية “الشعاب” بريف السويداء الشرقي والملاصقة للأراضي الأردنية، النقطة الرئيسية لتهريب المواد المخدرة إلى الأردن، كما تشتهر قرية “الشعاب” بتضاريسها المناسبة للتهريب، وأن معظم سكانها يعملون بالتهريب وحمل السلاح لحماية تجارتهم غير الشرعية، بالإضافة لطريق تهريب مباشر من دمشق إلى السويداء عبر طريق البادية ويصل إلى قرية “الشعاب”، وهي قرية محصنة بسبب السلاح الموجود مع سكانها البدو الذين يعملون بالتهريب، وعلى رأسهم المدعو “مرعي الرمثان”، وذلك حسب دراسة أعدها أخيراً مركز "الجمهورية نت" السوريّ المعارض.

 

وحسب مصادر سورية من البادية أن”الرمثان” من عشائر البدو، يعتبر رجل ميليشيا حزب الله الأول بتجارة وتهريب المخدرات في المنطقة الجنوبية، وإلى علاقته القوية مع تاجر الحشيش المعروف في لبنان، نوح زعيتر” ، وعلاقات الواسعة مع قوات الأسد، ويستخدم جهاز اتصال فضائي “ثريا”، وتمكن من تهريب أكثر من خمسين طن من الحشيش خلال فصل الشتاء الحالي، حيث يمنع دخول القرية الأشخاص الغرباء من قبل الأهالي عبر حواجز على مداخل القرية لحماية تجارتهم.

 

ويستقطب الرمثان شباب العشائر في المنطقة ويعمل على زجهم في الشبكة التي يديرها، ومهمتها تقتصر على عملية تهريب المخدرات، من مراكز التجميع في قرية الشعاب إلى الأراضي الأردنية. هذه المراكز عبارة عن بيوت سكنية قريبة من الحدود يجتمع فيها المهربون قبل الانطلاق إلى العملية. وتتشارك عمليات التهريب شبكات منظمة من العصابات والمجموعات المسلحة ذات الارتباطات الأمنية، وتؤدي كل مجموعة أدواراً متعددة رغم أنها محددة، مثل حماية الطرقات وتأمين حمولة المخدرات في مناطق نفوذها.

 

وتتركز معامل الإنتاج، غالباً، في لبنان وأرياف دمشق وحمص. وبعد الإنتاج تبدأ جماعات مسلحة متعددة الولاءات بنقل الحمولة ضمن مناطق نفوذها، بحيث يحصل تسليم دوري من مجموعة إلى أخرى، وصولاً إلى الوجهة النهائية في مراكز التجميع جنوب سوريا. 

 

وتعبر تلك الجماعات نقاط التفتيش بطرق مختلفة، منها عبر الرشوة أو الارتباط المباشر بقوى أمنية وعسكرية تابعة للنظام مثل الفرقة الرابعة وشعبة المخابرات العسكرية. كما يتولى في بعض الأحيان متعاقدون مدنيون مع هاتين الجهتين عملية نقل المخدرات عبر الحواجز الأمنية. وعند دخول محافظة السويداء تنتهي مهمة المتعاقدين، حيث تُسلم الحمولة لجماعات محلية مسلحة ذات نفوذ في مناطقها، وتنقل المخدرات إلى مراكز التجميع لتتولى شبكات جديدة داخلها عملية التهريب إلى الأردن، وفق الدراسة السابقة.

 

وذكرت دراسة صادرة عن "الجمهورية نت" وهي مجلة إلكترونيّة تُعنى بالشؤون السياسية والثقافية للمسألة السوريّة، أن شبكات التهريب تسلك ثلاث طرقٍ لنقل المخدرات من سوريا إلى الأردن، تختلف عن بعضها باختلاف المنطقة وطبيعة تضاريسها.

 

 ففي جنوب محافظة درعا يستغل المهربون حركة التبادل التجاري في معبر جابر - نصيب، لنقل المخدرات داخل شاحنات نقل البضائع عبر إخفائها بمخابئ سرية أو حشوها بين البضائع. وفي 7 شباط (فبراير) الجاري، أعلنت الجمارك الأردنية إحباط كوادرها في مركز جمارك جابر محاولة تهريب حبوب مخدرة من نوع كبتاغون تقدر كميتها بمئتي ألف حبة.

 

أما المناطق الحدودية جنوب السويداء، حيث لا توجد أي معابر رسمية، "تستغل عصابات التهريب التضاريس الصعبة وانتشار الوديان، مثل وادي خازمة، ولا تتحرك إلا في الأجواء الضبابية التي تضعف الرؤية فيها، وعندها يتسلل المهربون إلى الأردن سيراً على الأقدام، وفي مجموعات يراوح عدد أفرادها بين 15 و20 شخصاً، حيث ينقل كل مهرب حمل مخدرات يزن حوالى 30 إلى 35 كيلوغراماً، ويلبسه كسترة شتوية. وتتألف الحمولة عادةً من الكبتاغون والحشيش والترامادول والكريستال ميث". 

 

ويتقاضى المهرب الواحد ما بين 8-10 آلاف دولار إذا نجح في إيصال حمولته إلى منطقة في الداخل الأردني تبعد من الحدود مسافة كيلومتر تقريباً، حيث يسلمها لأشخاص أردنيين ويعود إلى سوريا. 

 

ويرافق كل مجموعة شخصان مسلحان على الأقل، مهمتهما إطلاق النار والتغطية على أفراد المجموعة الذين يتخلصون من حمولتهم في حال حدوث أي اشتباك مع حرس الحدود، ويفرّون باتجاه الأراضي السورية.

 

الطريقة الثالثة تعتمد على نقل المخدرات بواسطة سيارات دفع رباعي تحمل كميات كبيرة من المخدرات، وأحياناً الأسلحة.

 

 تتبع عصابات التهريب هذا الأسلوب في البادية السورية - الأردنية التي تُعد المسافة الأطول للحدود المشتركة، ويسهل فيها هامش المناورة. 

 

وفي ليلة 11 شباط (فبراير) الجاري أعلن الأردن عن إحباط المنطقة العسكرية الشرقية، في عمليات متزامنة في مواقع عدة، محاولات تسلل قامت بها مجموعة من الأشخاص الذين يقودون آليات لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة الآتية من الأراضي السورية. ونشرت القوات المسلحة الأردنية في صفحتها على فايسبوك صوراً لمخدرات وأسلحة وسيارات صادرتها خلال العملية، وقالت لاحقاً إنها اكتشفت جثتين للمهربين بعد تمشيط المنطقة.

 

مقتل الرمثان



نقلت وكالة رويترز، عن مصادر استخباراتية ودبلوماسية، أن الأردن نفذ ضربتين جويتين ضد معمل لإنتاج الكبتاغون في درعا والأخرى استهدفت منزل الرمثان في السويداء جنوب سوريا.



وأوضحت مصادر "رويترز"، أن استهداف الرمثان كان في قرية الشعاب في محافظة السويداء السورية على الحدود مع الأردن، خلال وجوده في منزله مع أسرته.



وقالت مصادر استخباراتية ودبلوماسية لـ"رويترز"، إن ضربة استهدفت معملا للكبتاغون في درعا مرتبط بالمليشيات المدعومة من إيران وحزب الله، فيما قتلت الأخرى ما تعتبره عمّان المطلوب الأول لديها بتهريب المخدرات إلى الأردن، ويدعى مرعي الرمثان.



وأشارت الوكالة إلى أن  معمل المخدرات في درعا، كان يعتقد أنه مركز للقاءات المهربين الممولين من قبل حزب الله.



وكان المرصد السوري، قد أشار، في وقت سابق من العام الماضي، إلى أن مخابرات النظام السوري اعتقلت الرمثان، لعدة أيام قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا.

أضف تعليقك