منتدون : التطبيع يمثل الوجه الآخر لصفقة القرن وأبرز أدوات تمريرها وتصفية القضية الفلسطينية

الرابط المختصر

أكد المتحدثون في الندوة الالكترونية التي أقامها التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن مساء أمس أن التطبيع يمثل أحد اركان استمرار المشروع الصهيوني و أبرز أدوات تمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، وإضعاف الأمة وتشتيتها، إضافة لما للتطبيع من تداعيات خطيرة على مجتمعات الدول التي تنخرط في مساره ومصالحها الاستراتيجية، معتبرين أن مواجهة التطبيع واجب وطني وديني وقومي.

واعتبر المتحدثون خلال الندوة التي أدارتها النائب السابق الدكتورة ديمة طهبوب وجاءت بعنوان ” التطبيع: قراءة في الواقع والمآلات في ظل الهرولة الرسمية وصمود الرفض الشعبي” أن مشاريع التطبيع لم تنجح في اختراق المجتمعات العربية والإسلامية رغم تطبيع الأنظمة الرسمية،  مؤكدين على أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال بمختلف الوسائل لما يمثله الشعب الفلسطيني من رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيون، وتنظيم حملات  ومبادرات  محلية ودولية لفضح جرائم الاحتلال والضغط على السياسيين العرب لرفض اتفاقيات التطبيع، وإحياء حراك المقاطعة ومقاومة التطبيع، والتشبيك مع المنظمات الحقوقية في الدول الأوروبية لدعم القضية الفلسطينية، والمشاركة في الفعاليات الداعمة لفلسطين، وإيجاد مناهج مساندة لدعم القضية الفلسطينية.

العكايلة: الاحتلال فشل في فرض التطبيع على الشعوب التي لن تسلم به وستواصل مقاومته

وأكد رئيس التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن الدكتور عبدالله العكايلة ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني بمختلف الوسائل في التصدي للمشروع الصهيوني الخطير الذي يستهدف الامة، معتبراً أن ما قامت به بعض الأنظمة من التطبيع مع الاحتلال جاء خروجاً عن إرادة شعوبها، وأن هذا التطبيع لن تقبل به الشعوب التي ترى في الكيان الصهيوني العدو الاول ولن تقبل بالتفريط بأي ذرة من تراب فلسطين.

كما أكد العكايلة على موقف الشعب الأردني الرافض لكافة أشكال التطبيع رغم مرور ربع قرن على وادي عربة، وهو ما ينطبق على الشعوب العربية والإسلامية، مهيباً بالشعوب العربية والاسلامية توحيد الجهود وتجنيد الإمكانيات و الهيئات الشعبية والمجتمعبة والثقافية لإعلان التعبئة ضد التطبيع  والتصدي لمحاولاته اختراق المجتمعات العربية، معتبراً أن التطبيع في هذه الظروف أكثر جرما وأشد حرمة من ذي قبل ، وأنه يمثل ضوء استمرار العدو الصهيوني في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني والأرض والمقدسات.

ودعا العكايلة الشعوب لاستنفار الطاقات للتصدي  لمؤامرات التطبيع ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني ودعم انطلاق ثورة عارمة على كامل التراب الفلسطيني لطرد الاحتلال وتحقيق استراتيجية للتحرير، مضيفاً ” ما استطاع الصهابنة احتلال فلسطين بقوتهم بل بسبب ضعف الأمة وتفرقها وتهاونها وغياب الإرادة السياسة عن الحشد والمقاومة، فها هي صواريخ المقاومة نجحت في تركيع الاحتلال وفرض معادلة الرعب معه بعد توفر الإرادة السياسية لدى المقاومة في غزة، لذا توفر الإرادة السياسية لدى النظام الرسمي وتحرك الشعوب لدفع الانظمة لتوجيه البوصلة نحو فلسطين سيتغير المعادلة”.

البرغوثي: كثير من الانظمو لم تكن لتتجرأ على التطبيع لو كان فيها ديمقراطية حقيقية

فيما أكد الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية أن مسار التطبيع يواجه انتكاسة بفعل الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الممارسات، إضافة للتضامن العربي والمواقف الشعبية ضد التطبيع، مشيراً إلى أن التطبيع كان جزءا من صفقة القرن ضمن مساعي تصفية القضية الفلسطينية  بما في ذلك تصفية قضية اللاجئين.

واعتبر البرغوثي أن اتفاق اوسلو كان خطيئة تاريخية بحق القضية الفلسطينية وأحد الذرائع لدى بعض الانظمة للسير في مشاريع التطبيع الذي وصل لمرحلة التحالف مع المشروع الصهيوني لدى بعض الأنظمة بما يضع الشعوب كأداة في الصراعات الإقليمية لصالح المشروع الصهيوني الذي يسعى للهيمنة على المنطقة وإضعافها، داعياً للتخلص من تبعات أوسلو وشق استراتيجية وطنية نضالية في مواجهة الاحتلال في ظل فشل نهج المفاوضات، كما أكد تمسك الشعب الفلسطيني بصموده على أرضه وضرورة تبني نهج المقاومة ضد الاحتلال وتعزيز صمو الشعب الفلسطيني على أرضه والتكامل  بين مكوناته في الداخل والخارج وبناء قيادة طنية فلسطينية موحدة.

وأضاف البرغوثي ” كثير من الأنظمة لم تكن لتتجرأ على هذا التطبيع لو كان فيها ديمقراطية حقيقية وتمثيل لإرادة الشعوب التي ترفض التطبيع بكافة أشكاله ولما يشكله من طعنة في ظهر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لذا فالتصدي للتطبيع يتطلب جهدا عربيا جامعاً وتبني حركة فرض العقوبات و المقاطعة للكيان الصهيوني شعبيا ورسمياً

بشور: التطبيع يمثل الوجه الآخر لصفقة القرن وأحد وسائل تمريرها

من جهته أكد معن بشور عضو المؤتمر القومي العربي من لبنان أن التطبيع يمثل الوجه الآخر لصفقة القرن وأحد أبرز إفرازاتها ووسائل تطبيقها، وأهمية تجميع الطاقات والقوى الشعبية في مواجهة التطبيع الذي  يمثل مساراً متلازماً لمسار تصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الشعوب عبرت على الدوام عن رفضها لكافة أشكال التطبيع رغم تطبيع الأنظمة الرسمية مع الاحتلال، والتأكيد على أن المقاومة بكافة أشكالها هي الطريق لمواجهة العدو الصهيوني وأن الشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في معركة مواجهة التطبيع وأن وحدته هي عنصر القوة في مواجهة مشاريع الاحتلال، معتبراً أن سعي الاحتلال للتطبيع مع عدد من دول الأطراف في العالم العربي يؤكد أن معركة التطبيع ومواجهته مستمرة .

واعتبر بشور أن الطريق الأساسي لمواجهة التطبيع يبدأ من خلال ترسيخ الوحدة بين الشعوب العربية، معتبراً ان التطبيع  تسلل إلى الأمة مستغلاً ما شهدته من حالة انقسام  على المستوى الشعبي وتخاذل رسمي، مما يؤكد أهمية توحيد الموقف العربي في مواجهة المشروع الصهيوني، مشيراً للدعوة لعقد المؤتمر العربي العام تحت عنوان “متحدون ضد التطبيع” للتأكيد على فكرة التكامل والتصالح بين الشعوب وصولاً  للتصالح بين الأنظمة الرسمية للوصول لموقف مشترك في خدمة القضية الفلسطينية.

كما أكد ضرورة الإدراك بأن التطبيع لا يهدد القضية الفلسطينية فقط وإنما يهدد كل الدول العربية، وان التطبيع سيكون له تداعيات خطيرة على المجتمعات تلك الدول ومصالحها الاستراتيجية.

المقري: من يسير في ركب التطبيع منخرط في المشروع الصهيوني ومساعي إضعاف الأمة وتشتيتها

فيما أكد الدكتور عبد الرزاق المقري رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر أن التطبيع ركن أساسي من أركان المشروع الصهيوني الذي يستند في استمراره على أساسات في مقدمتها التوسع في احتلال الأرض وتفريغها من سكانها عبر إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره، والتفوق التكنولوجي والعسكري والاقتصادي، والاعتماد على دعم قوى عظمى في مقدمتها الولايات المتحدة والغرب، إضافة إلى التطبيع، معتبراً أن المشروع الصهيوني نقيض وجود الامة ويسعى للهيمنة عليها وإضعافها ومنع نهضتها، مما يجعل ممن يسير في ركب التطبيع منخرطاً في المشروع الصهيوني وخائناً للأمة ومساهماً في إضعاف الأمة وتشتيتها، مما يجعل رفض التطبيع واجباً شرعياً ووطنياً وقومياً، عبر مواجهة مشاريع التطبيع رسمياً وشعبياً والتصدي لمحاولات الاختراق الصهيوني للمجتمعات العربية، ومواصلة اختراق بعض الانظمة الرسمية التي تحالف بعضها مع المشروع الصهيوني، مما يهدد بالوصول إلى الدولة الفاشلة وإضعاف بنيتها.

وأكد المقري سعي المشروع الصهيوني لتمرير التطبيع عبر إضعاف الحصانة الفكرية للنخب عبر التضليل وتزوير الرواية الفلسطينية، وإضعاف الحصانة النفسية في المجتمعات عبر الفساد الأخلاقي، ومحاولة الترويج لبعض النخب الثقافية التي تشوه  الرواية  الفلسطينية لصالح الرواية الصهيونية، واستغلال بعض مؤسسات المجتمع المدني، واستغلال حالة الفقر والعوز لدى قطاعات من الشعوب.

كما أكد على ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يمثل رأس الحربة في مواجهة التطبيع، وذلك عبر دعم صموده مجتمعياً، ومساندة المقاومة بمختلف الوسائل المتاحة، وفضح مشاريع الاستسلام والدعوة لتحقيق الوحدة الفلسطينية، مع ضرورة تمتين الجبهة الداخلية وتميك التحول الديمقراطي وتجسيد الإرادة الشعبية بما يشكل حصانة أكيدة للدول ضد التطبيع ودعم للقضية الفلسطينية، وتفعيل البرلمانات والنقابات ومؤسسات المجتمع الدولي في مواجهة التطبيع وإطهار خطر المطبعين وفضحهم وملاحقتهم عبر برنامج عمل ومنهجية فاعلة، مشيراً إلى تراجع المشروع الصهيوني في مختلف المجالات.

الصانع: موجة التطبيع التي شهدتها بعض الدول العربية ليس لها جذور قابلة للاستمرار

فيما اعتبر النائب الكويتي الدكتور ناصر الصانع أن موجة التطبيع التي شهدتها بعض الدول العربية  ليس لها جذور قابلة للاستمرار وانها جاءت نتيجة ترتيبات بين بعض الانظمة العربية والكيان الصهيوني والإدارة الامريكية لخدمة اجندات مؤقتة انتهى مفعولها وخفتت بعد سقوط ترامب، مؤكداً الرفض الشعبي في الدول التي سارت في ركب التطبيع لهذه الاتفاقيات، الأمر الذي يشكل هاجساً لدى الكيان الصهيوني، مما يؤكد ضرورة تمتين هذا الموقف الشعبي وفضح المطبعين وممارساتهم.

وأشار الصانع لتجربة الكويت في مقاومة التطبيع ومنها قانون تجريم التطبيع، والتجربة البرلمانية في مواجهة ممارسات التطبيع في مختلف المحافل الدولية بدعم من قيادة الكويت والتأكيد على الموقف الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، كما اكد على ضرورة السير بمبادرات تكشف فضائح الاحتلال وضعفه في مواجهة الشعوب ونجاح المقاومة في تركيع الاحتلال الصهيوني ، ودعم حملات المقاطعة الاقتصادية للاحتلال في الدول العربية والساحة الدولية.