ملامح ازمة مائية مع دخول الاربعينية

الرابط المختصر

تواجه وزارة المياه والري انحسار الهطل المطري لمعدلات غير مسبوقة مع دخول أربعينية الشتاء للموسم المطري الحالي مساء اليوم ووجود مناطق تسمى مناطق "سوداء" خارج السيطرة, فيما يمتنع المسؤولون في الوزارة عن الادلاء بأي تصريحات عن خطة طوارئ لمواجهة موسم مطري صعب.

 

وفي تصريحات صحافية سابقة له قال وزير المياه والري رائد ابو السعود أن خطة الطوارئ التي تقدمت بها الوزارة الى رئاسة الوزراء في ايلول الماضي تضمنت تحويل مياه قناة الغور الشرقية لاغراض الشرب في حالة كان الموسم المطري الحالي صعبا.

وبالتوازي يواجه القطاع الزراعي في البلاد تحديا استراتيجيا يتمثل في توفير المياه لهذا القطاع حيث يعتبر توفير مياه "الشرب" أولوية تليه "الصناعة". وتحل الزراعة في أدنى سلم أولوية وزارة المياه رغم اطلاق مبادرة عام 2009 عام الزراعة.

وقدمت الوزارة الى رئيس الوزراء تقريرا مفصلا عن الواقع المائي في البلاد والخطط المستقبلية للتنسيق مع وزارة الزراعة فيما يتعلق بمبادرة العام الزراعي بحسب مصادر في وزارة المياه.

غير أن الشح المطري يتقاطع مع شكوى مسؤولين في قطاع المياه مما سموه "المناطق السوداء" التي تشهد ارتفاعا في نسب الفاقد تصل الى 90 بالمئة ورفض من قبل الاهالي لدخول فرق الوزارة لتلك المناطق من أجل قراءة العدادات.

وبحسب تصنيف غير رسمي تعتبر مناطق جنوب عمان والاغوار ومحافظة معان والمفرق مناطق خارج صلاحيات وزارة المياه.

ويقدم التصنيف ارقاما مغايرة لنسب الفاقد في مناطق جنوب عمان حيث تصل الى 90 بالمئة على عكس الارقام الرسمية التي تقدرها 70 بالمئة, اضافة الى شكوى عاملين في وزارة المياه من تعد من قبل مواطنين على فرق التحصيل كما هي الحالة في معان التي تصل حصة الفرد فيها الى 270 مترا يوميا والمفرق والاغوار.

المفارقة ان هذه الشكوى تتزامن مع حديث رئيس الحكومة نادر الذهبي حول مكافحة المخدرات مع مسؤولين امنيين في وزارة الداخلية أكد فيها انه من غير المسموح به القول بوجود اي شخص او منطقة فوق القانون.

وتجد وزارة المياه نفسها الحلقة الاضعف في مواجهة التجاوزات عليها رغم الجهود التي تبذلها للعمل على توفير المياه الى المواطنين وتنظيم وصول المياه الى المواطنين وفق برنامج الدور.

ولا يخفي مسؤولو الوزارة انتقادهم لتجربة شركة مياهنا التي ستخضع لمراجعة شاملة في بداية العام المقبل. ومن ابرز هذه الانتقادات أن الشركة لم تقم بخفض نسب الفاقد بشكل جدي مقارنة مع شركة ليما الفرنسية منذ عام 1999 الى عام 2006 وأن انخفاض نسب الفاقد مرده تجديد الشبكات وليس فاعلية الشركة.

في ذات السياق, أظهرت احصائيات وزارة المياه أن سدود المملكة لم تخزن مترا مكعبا منذ أول هطل مطري في تشرين أول الماضي باستثناء سد الموجب الذي خزن 2 من اصل 31 مليون متر مكعب سعته التخزينية.

ولم تخزن سدود وادي الاردن سوى 59 مليون متر مكعب فقط من اصل 216 مليون متر مكعب هي السعة التخزينية للسدود التسعة.

أما سد الوحدة على الحدود الاردنية السورية فما يوجد فيه اليوم عبارة عن طمي ومياه غير صالحة حيث يصل حجم التخزين الحالي فيه 6 ملايين متر مكعب من اصل 110 ملايين متر مكعب هي سعته التخزينية.

ويعتبر سد الملك طلال اعلى السدود تخزينا بنحو 18 مليون متر مكعب من المياه المعالجة في محطة الخربة السمرا, من اصل 75 مليون متر مكعب هي سعته التخزينية.

ولم يتجاوز مخزون السدود للعام الماضي 45 بالمئة من سعتها التخزينية, حيث عملت وزارة المياه والري, التقنين في التوزيع على المزارعين مياه الري إلى 8 ساعات اسبوعيا, وخفض حصة المزارعين إلى نسب تصل إلى 31 بالمئة من حصصهم المائية في منطقة وادي الاردن .