يستحق شباب الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" التحية على مواظبتهم على طرح عناوين حيوية في العمل الطلابي, ويستحقون تحية خاصة بمناسبة احيائهم واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ الحركة الطلابية الأردنية, أعني ما عرف ب¯"انتفاضة اليرموك" عام 1986 واعتبارهم أحد أيامها يوماً للطالب الأردني.

أرجو ان يسمح الشباب في "ذبحتونا" بتصحيح بعض المعلومات التي استندوا اليها:

فمن غير المعروف لماذا اختارت الحملة يوم 13 أيار كيوم للاحتفال, فالتحركات في الجامعة حينها بدأت صباح يوم 11 أيار وانتهت صبيحة يوم 15 أيار بعد أن اقتحمت قوات الأمن الجامعة ليلة الرابع عشر من ذلك الشهر. والأمر الثاني هو عدد الشهداء الذي كان ثلاثة وليس خمسة كما نشرت حركة "ذبحتونا".

غير أن ما هو جدير بالانتباه والدرس من قبل كل الطلبة المهتمين بالعمل الطلابي هو يوميات الأشهر الثلاثة التي عاشتها جامعة اليرموك عام 1986 قبل الوصول الى منتصف أيار. فقد ذكرت حركة "ذبحتونا" أن التحرك كان بسبب قضية الرسوم الجامعية, وهذا ليس دقيقاً بما يكفي, فالتحرك من أجل قضية الرسوم بدأ في شهر شباط من ذلك العام, وقد حقق الطلاب هدفهم وتراجعت الجامعة عن قرارها, ولكن ما هو جدير بالانتباه أكثر هو ما تلى ذلك, فقد شهدت الجامعة في تلك الفترة مستوى غير مسبوق وغير ملحوق أيضاً من الحركة العميقة المحتوى, وانخرط فيها الطلاب من مختلف الاتجاهات, ولأول مرة كان الطلبة الاسلاميون يشتركون في التحركات الطلابية الجماهيرية بعد ان غادروا موقفهم التقليدي الذي تميز الى ذلك الحين بالوقوف الى جانب الادارة.

لقد بلغت الحركة أوجها بالوصول الى عقد اجتماع كبير في ساحة الجامعة سمي "المؤتمر الطلابي الأول" وفيه أعلن الطلبة عن رفضهم لما كان يعرف ب¯"الجمعيات الطلابية" واستقال أعضاؤها علناً, وأعلنوا انخراطهم في العمل من أجل اتحاد للطلاب, وكانت هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الأمر بقوة وبشكل علني. وبحسب الوثائق الرسمية حينها فقد أعتبر هذا الحدث أمراً خطيرا استدعى التحرك والتدخل واختيرت العطلة الصيفية كتوقيت, ولكن الطلبة استبقوا الخطة الجامعية/ الأمنية بأن أعلنوا الاضراب لدفع الادارة الى إعلان خطتها قبل العطلة.

هناك الكثير من التفاصيل ذات الأهمية الجوهرية في تلك التجربة, ولكن مرة أخرى لا بد من الاشارة الى أهمية إحياء المناسبة وتوجيه التحية للمبادرين.