"لماذا تقوم الحكومة بإذلال المواطن بهذا الشكل! كان عليها إيجاد طريقة أفضل لإيصال الدعم للمواطنين" بهذه الكلمات انتقد المواطن علي أيوب الحكومة، بعد ان اصطف لساعات طويلة أمام مكتب البريد منتظرا دوره في الحصول على طلب تلقي الدعم عوضا عن ارتفاع أسعار المحروقات.الُمشاهد لطوابير المواطنين أمام مكاتب البريد يدرك حجم المعاناة الاقتصادية التي يعيشها المواطن الأردني الذي وجد نفسه مجبراً على الوقوف بطوابير طويلة للحصول على مبالغ زهيدة كأنه يتلقى الحسنة من صناديق المعونة والزكاة.

ويرى إبراهيم 41 عاما نفسه متسولا وهو يقف أمام مكتب البريد ويقول " حولتنا الحكومة لمتسولين، كان أجدر بها ان توصل الدعم بطرق أخرى تحفظ كرامة المواطن ومن هذه الطرق على سبيل المثال التنسيق مع دائرة الأحوال المدنية وإيصال الدعم للمنازل".

و يضيف زهير الذي يرفض الذهاب لمكتب البريد لملئ طلب التعويض " لا أرضى لنفسي ان أقف وقفة ذل ومن اجل 25 دينارا لا تسمن ولا تغني من جوع، أُفضل الجوع على هذا الذل".

من جهة أخرى لا يعلم العديد من المواطنين المتجمهرين أمام مكاتب البريد آلية تلقي الدعم والمبلغ المستحق وكيفية حسابه، كما ان البعض لا يعرف كيفية تعبئة الطلب الذي اشتراه البعض من السوق السوداء ولا يعلمون انه يوزع مجانا.

الصحفي فهد الخيطان علق على آلية الحكومة في إيصال الدعم للمواطنين و وصفها بالمهينة " بالإضافة إلا ان هذه الآلية غير عملية تعتبر مهينة حيث أحالت الحكومة جماهير المواطنين إلا جموع من المتسولين أمام مكاتب البريد، لذا تعتبر هذه الآلية أسوأ من قرار رفع أسعار المحروقات نفسه".

ويتابع الخيطان " أسوأ ما في المشهد انه يكرس سلوك الشحدة والحسنة عند فئات اجتماعية يطحنها غلاء المعيشة، ناهيك على ان واضعوا آلية التعويض لم يلتفتوا أبدا الى الجانب الإنساني في العملية فالكثير من الناس المرضى وكبار السن عانوا الأمرين جراء سلسلة طويلة من الإجراءات المعقدة ناهيك عن الزحام الذي رافق العملية".

بالنسبة للحكومة تعتبر هذه الآلية عادلة وتصل إلى كافة القطاعات كما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة في مؤتمره الأسبوعي أمام وسائل الإعلام، حيث قال " من خلال هذه الآلية ستصل الحكومة لذوي الدخل المحدود من القطاع الخاص".

وزير التنمية السياسية صبري ربيحات أكد لعمان نت ان مفتاح تقديم الدعم هو دفتر العائلة مما يضمن العدالة وتابع " سيتم جمع عدد لأفراد ويوزع عدد الدخل الكلي للأسرة على الأفراد فإذا كان نصيب الفرد الواحد اقل من 1000 سنويا فالأسرة مستحقة للدعم وكلما كانت أوضاع الأسرة أفضل كان الدعم اقل هذا الموضوع درس بعناية من قبل الحكومة ".


و يتجاوز تعداد مكاتب البريد 354 مكتباً منتشرة في مختلف أرجاء المملكة، منها 15 مكتباً بريدياً داخل الحرم الجامعي، و14 مكتباً تخدم تجمعات صناعية وتجارية، وأكثر من 17 مكتباً تخدم السائحين والزائرين في المراكز الحدودية.


وتتعاون مكاتب البريد مع ضريبة الدخل في توزيع طلبات تلقي الدعم، مما طرح سؤالا مهما عند العديد من الأشخاص مفاده هل هذه الطلبات التي ستقدم بالبريد ستكون مرجعية لضريبة الدخل في تحصيل الضرائب؟ لدرجة ان بعض الأشخاص وصفى هذه الطلبات بـ " كشف الذمة من المواطن للحكومة" .