مقعد طب: ردود وتعليقات

الرابط المختصر

عندما نشرت مقالتي يوم الخميس الماضي بعنوان مقعد طب توقعت أن أتلقى بعض الردود والتعليقات على وجهة نظري التي تضمنتها وقلت فيها إن الإقبال الشديد على دراسة الطب في الجامعات الأردنية يعكس نزعة إنسانية لدى المجتمع، لكنني لم أتوقع هذا العدد الكبير من الردود التي أيد بعضها وجهة نظري، لكن أكثرها يعارض ما ذهبت إليه معارضة شديدة ويتحامل على الأطباء، وقبل أن أعرض لهذه الردود أود أن أدافع عن وجهة نظري بالقول إن معرفة طالب الطب أن مسيرته الأكاديمية ستنتهي بالتعامل مع المرضى ومعالجة أمراضهم وتخفيف آلامهم ومعاناتهم، تدل على أن لديه القابلية للتعامل مع أبناء جنسه من بني الإنسان عن قرب، وهذا يتطلب استعدادا إنسانيا خاصا ونزعة إنسانية خفية تمكنه من التعامل معهم.

وربما تكون القسوة التي يشهدها مجتمعنا في هذه الأيام نتيجة ظروف عدة، سببا من أسباب الاعتقاد أن مجتمعنا بعيد عن الحس الإنساني.

وفيما يلي بعض التعليقات التي عارضت وجهة نظري:

التعليق الأول: من مرسل وقع تعليقه باسم (سام) يقول: يا دكتور هل أنت مقتنع بهذا الكلام! إنهم يتقاتلون ويتزاحمون على دراسة الطب ليس لناحية إنسانية أبدا، وأنت تعرف الصحيح، هم وأهلوهم يبحثون عما يملأ جيوبهم وكروشهم، وليست الإنسانية وحب الناس والخير من هذا بقريب، وشكرا لسعة صدرك .

التعليق الثاني: من ح. عطيات تقول: لقد قرأت مقالتك في صحيفة الرأي اليوم، ولكنني يا دكتور أخالفك الرأي بان الدافع وراء دراسة الطب هو فقط دافع إنساني ولتخفيف آلام المرضى، إن الدافع الأكبر هو دافع مادي، وذلك لأن دخل مهنة الطب في المستقبل هو الأعلى والأفضل، صدقني يا دكتور وعن تجارب شخصية عديدة أن مهنة الطب أصبحت تجارية بحتة ليس بها أي نوع من الإنسانية، حتى لو كان ذلك سيودي بحياة المريض، طبعا أنا لا أتحدث عن جميع الأطباء ولكن الغالبية العظمى منهم .

التعليق الثالث: من ي. ديبي، وهي رسالة طويلة بالإنجليزية، أقتبس منها: اسمح لي بأن أخالفك ما استنتجته من أسباب الإقبال المحموم على دراسة الطب، من خلال معرفتي الشخصية والواسعة في هذا المجال، فإنني أقول لك بكل ثقة إن استنتاجك غير صحيح البتة، فهؤلاء الطلبة يبحثون عن المكانة الاجتماعية والحلم بتحقيق الثروة .

التعليق الرابع: من ح.حسن، وهو بالإنجليزية أيضا يقول فيه: إنني أعتقد أن السبب وراء هذا الإقبال الكبير على دراسة الطب متصل بثقافتنا أكثر مما له صلة بإنقاذ الأرواح أو مساعدة الناس على التغلب على معاناتهم، إن معظم عائلاتنا تشجع أبناءها على دراسة الطب ليقولوا إن ابني دكتور وليفخروا أمام أقاربهم بذلك. وقد عرفت الكثير الكثير من الحالات التي أرغم بها الآباء أبناءهم على دراسة الطب حتى لو لم يكونوا مؤهلين لذلك أو راغبين فيه .

التعليق الخامس: من شخص رمز لنفسه باسم كارلوس ألفريدو أقتبس منه قوله: تساءلت وبكل جدية فيما إذا كنت جديا في مقالك، واستنتاجك غير المنطقي... اسمح لي يا دكتور أن أختلف معك 180 درجة وأقول إن الانطباع العام عن الطبيب الأردني أنه مثال للجشع والرغبة في الكسب السريع وعدم جعل الاعتبار الإنساني من أولوياته.... وما قصة الطبيب الذي ألقى أمام أبواب وزارة الصحة بخادمته الإندونيسية منا ببعيد،.... لا يجدر بك أن تبيعنا دعاية غير قابلة للتصديق .

التعليق السادس: من عمار قطامين، وقد أحالني إلى مقال له حول هذا الموضوع في أحد المواقع الإلكترونية ملخصه أن كثيرا من الأهالي يرون أن الطب هو أسرع الطرق لحصول أبنائهم على لقب دكتور.

لقد كشفت هذه الردود وغيرها مما لا يتسع المجال لإيراده هنا عن نتيجة ظهرت بالمصادفة، وهي ظاهرة التحامل على الأطباء ودارسي الطب، وهي ظاهرة جديرة بالتفسير وتستحق التأمل والبحث في أسبابها وبواعثها، مع الاعتذار والشكر لمن لم يتسع المجال لإيراد تعليقاتهم.