مقرات المرشحين: منافع آنية بعيدة عن البرامج الانتخابية

المقرات الانتخابية التي نصبت في شوارع عمان وعلى كل ناصية وباشكال مزينة تلفت نظر المار لدخولها عله سيجد ضالته في هذا المرشح الذي سينتخبة في العشرين من الشهر الحالي.الهدف المعروف أن هذه المقرات تستخدم لترويج المرشح لبرنامجه الانتخابي وما سيقدمه في المجلس القادم عبر لقاءاته مع الناخبين الذي يأمل بحصد أصواتهم أملا بالفوز بمعقد الاحلام.

مغريات كثيرة تقدم داخل هذه المقرات، بدءً ببطاقات الخلوي والطرود الغذائية وانتهاءً بالمال وسيد الموقف على الدوام الأكلة الأردنية الشهيرة " المناسف" وعبارات مثل "تفضل جيرة الله لا تظل كقاعد خلي بينا يكون خبز وملح" هي ما ستسمعه في غالبية هذه المقرات.
 
هذه وغيرها من المغريات تندرج كلها تحت استقطاب الأصوات من خلال الأعطيات والعزايم وطرود الخير. التي هي مجرمة في قانون الانتخاب تماماً كشراء الأصوات.
 
فما يقدم فهذه المقرات أصبحت ملجأ للباحثين عن وجبة مجانية وغيرها في ظل ارتفاع الاسعار الذي حرم الشريحة الاكبر من المجتمع من تذوق اللحمة لشهور وغيرها من السلع الاساسية التي اصبح المواطن الفقير يشتم رائحتها فقط في المناسبات.
 
ولكن للأسف فهذه العروض سارية لمدة شهر واحد فقط في هذه المقرّات التي تعتبر فرصة ذهبية ليس فقط لفقراء المواطنين وإنما لفئات أخرى منتفعة رغم اقتناع الأغلبية منهم بعدم جدوى الانتخابات.
 
موسم مربح...
والمنتفعين مادياً من الانتخابات كثر على غرار الخطاطين، وسائقي الباصات والتاكسي وأصحاب المطاعم، والمطابع، وشركات الإعلان، وفي حالات نادرة وجديدة ما يعرف ب"البودي جارد" أو الحرس الشخصي، بحسب أحد المواطنين، أن أحد المرشحين يتنقل بين المقرات برفقة حرس شخصي لحمايته من بعض الاعتداءات المتوقعة نتيجة تهديدات وردت عليه على حد تعبيره".
 
أبو زكريا الخمسيني، يعمل سائق سرفيس يواظب يوميا على زيارة المقرات في منطقة جبل النصر تحديدا منذ ان افتتحت للبحث عن لقمة عيش اخرى تضاف إلى رصيد عمله كسائق.
 
فتربطه علاقة صداقة مع غالبية مرشحي منطقته ويساندهم يوميا بزيارة المقر حاصدا مزيدا من الأصوات لمرشحة فضلا عن الانتفاعات الأخرى.. وكل هذا بمقابل طبعاً.
 
يسرد أبو زكريا لعمان نت تفاصيل تنقله بين المقرات الانتخابية بقولة:" هناك مصلحتان عند زيارتي للمقرات الانتخابي أولها مصلحة عامة متمثله بماذا سيقدمه المرشح لسكان منطقته من خدمات فأنصت عند إلقاء المرشح لخطابة وبعدها أقرر من الأفضل رغم عدم استفادتي من المجلس الرابع عشر، فأتوقع أن لا استفيد من المجلس الخامس عشر أيضا".
 
"ثانيا المصلحة الخاصة وهي مدى انتفاعي فانا أقدم خدمات للمرشحين وأتعطل عن عملي لساعات طويلة فلا بد أن احصل على مقابل بسبب العطل والضرر الذي وقع علي".
 
وفي كل مقر انتخابي تختلف الضيافة كما وصفها أبو زكريا منهم من يقدم المناسف والحلويات ومنهم من يكتفي القهوة وبحبة التمر ومنهم من يقدم ارجيلية وعلى ذوقك".
 
انتخابات طيلة السنة...
"أتمنى أن تستمر الانتخابات النيابية على مدار السنة... نريد أن نعيش" هذا ما تمناه أبو زكريا ويضيف:" لماذا لا يستفيد المواطن من هذه المقرات فنحن لا نأكل اللحمة طول الشهر وهذه المقرات فرصة لنا نحن الطبقة الفقيرة وان شاء الله طول الشهر يكون لدينا انتخابات، حتى نتناول المناسف واللحمة التي حرمنا منها بعد الغلاء الذي نهش جيوبنا".
 
ويضيف:" في احد المقرات الانتخابية الخارجة عن دائرتي الانتخابية ذهبت إلى المقر بعد أن سمعت انه سيدعو كافة الناخبين في منطقته على وجبة منسف فضلا عن تقديم 10 دنانير، ذهبت رغم انه خارج دائرتي الانتخابية وباقي الطعام جلبته معي لأسرتي".
 
"نصف المملكة منتفعة من هذه الانتخابات لسنا نحن الوحيدين فقط فالسائق والخطاط وحتى الإعلام مستفيد أيضا في ظل هذه الإغراءات التي يقدمها المرشح للناخب، فالانتخابات موسم مربح لكل فئات المجتمع".
 
ويضيف:" البعض يأتي إلى هذه المقرات مبديا في الأصل عدم رغبته في الانتخاب أو أن هويته لا تحتوي على دائرة انتخابية، والمرشح يكون على علم بذلك... فالمرشح يكون بحاجة إلى تكملة العدد فقط وان يستفيد اكبر قدر ممكن من ما يقدمه حتى يبرهن لنا انه أفضل من هذا أو ذاك المرشح".
 
ومن خلال جولاتي المكوكية على المقرات الانتخابية مع أبو زكريا في منطقة جبل النصر، كان يخبأه في جيبه عدد من الهويات تقدر بعشرين بطاقة جلبهم للمرشح حتى يحصد مزيدا من الأصوات، سألته ماذا ستحصل في المقابل، أجابني:" اتفقت مع المرشح على اللي فيه النصيب".
 
أبو زكريا هو واحد من المنتفعين من الانتخابات وبإشكال مختلفة.. بعد أن اعتمد المرشح أسلوب شراء الصوت بطريقة أو بأخرى.. أساسا للترويج عن نفسه للفوز بالسباق الانتخابي.

أضف تعليقك