مقابلة الملك: حقائق للتذكر والتفكير
وصل نص الحديث الذي أدلى به جلالة الملك لوكالة الانباء الأردنية متأخراً مساء أول من امس، لهذه الصحيفة كما للصحف الاردنية الاخرى. كانت الساعة تقارب الحادية عشرة عندما بثت الوكالة المقابلة، وهو الموعد الذي" ُنبيّت" فيه الجريدة، كما نقول نحن اصحاب المهنة المحررين فيما بيننا.
التأخير في التحرير يؤدي الى التأخير في التوزيع، كما يعلم الجميع، وما من فائدة ترجى من صحيفة لا توزع حتى لو كان فيها حديث بأهمية ما قاله جلالة الملك، الا اذا كنّا نبحث طبعاً عن القيمة التاريخية للعدد فقط.
في عجالتنا لنشر المقابلة في ابهى صورها وادق مفرداتها بأهم عناوينها مع طباعة العدد في الوقت المناسب ليلة الخميس، فاتنا ابراز نقاط في غاية الاهمية ذكرها جلالته، وأحبّ ان امرّ على بعض منها واذكرها لمن فاتته قراءة المقابلة بأكملها.
انصح اولئك ان يعودوا لصحف امس ويقرأوا الحديث كاملاً لانه يحكي قصة ما نمر به، وما مررنا به، خلال الخمسة أشهر الماضية، بأسلوب جميل وبدقة وحتى بتشويق كبير، واكثر من ذلك لانه يقال وينشر لاول مرة.
وكذلك انصح القراء المخضرمين أو النهمين والمهتمين بالشأن الاعلامي ان ينتبهوا لما لم تستطع الصحف ابرازه في العناوين ليس فقط لان المقابلة وصلت متأخرة وكان على المحررين السرعة في وضع عناوينهم الرئيسية والفرعية، ولكن ايضاً لأن في المقابلة من المواضيع والنقاط المهمة ما يكفي لملء صفحات كثيرة، لا تستطيع الصفحات الاولى والثانية والثالثة او حتى السابعة والثامنة استيعابه.
لا اريد ان اتحدث عن كل الصحف اليومية، التي تنوعت، في رسمها لصورة المقابلة او اخراجها، لكي تحكي القصة / الرسالة التي اراد جلالته ايصالها للشعب الاردني بأكملها. لكن دعوني اركز على "الغد" التي حاولت من خلال تغطيتها ان تكون الأكثر دقة وموضوعية ومهنية في نقل الصورة / الرسالة.
هذا بعض ما فات قراءنا، اولئك الذين ركزوا اما على العناوين او الاقتباسات فقط، او الذين لم يتسنَ لهم قراءة الحديث بأكمله، أورده من غير تعليق او إطلاق أحكام.
في كل الاحوال كلام الملوك يتحدث عن نفسه، وما قاله صاحب الجلالة امس واضح المعاني صريح العبارات ودلالاته لا تخفى على احد.
في البداية، تحدث الملك عن رغبة دول الخليج العربي القوية في مساعدة الاردن. وكشف جلالته النقاب عن قدرتهم زيادة المساعدات اضعافاً مضاعفة من خلال الاستثمار في المملكة، طالبا من كل اردني ان يتفهم حجم هذه الفرصة وضخامتها، خصوصاً في الظرف الحالي الذي تشهد فيه دول الخليج طفرة اقتصادية قد لا تتكررّ.
لكنه استدرك بمرارة: "ما اجده محزنا... هو ان بعض المنظرين مستعدون لاعطاء محاضرات مطولة حول العمل العربي المشترك... وعندما قدم المستثمرون العرب واخيراً الى الاردن، يعاملونهم وكأنهم جاءوا من المريخ لغزو بلدنا".
كذلك أكد جلالته ان الاستثمار يجب ان لا يكون على حساب الشفافية وبأن بإمكان المملكة الحصول على الاثنين معاً.
وفي معرض تفسيره لتكاثر الاشاعات، قال الملك ان هناك سببين رئيسيين لذلك. الاول ان الارتفاع في الاسعار سبب كثيراً من عدم الرضى لدى الناس، ما شكل ارضية خصبة لتصدير الاكاذيب والاشاعات، والثاني ان الناس يبدأون بصورة أوتوماتيكية بالتحدث عن الفساد عندما يبدأ الحديث عن استثمارات كبيرة لم يكونوا معتادين عليها تاريخياً.
مقابلة الملك: حقائق للتذكر والتفكير
* رئيس تحرير صحيفة الغد-نقلا عن صحيفة الغد الاردنية