مغازلة الموت
لعبة جديدة - قديمة يحلو لبعض الشباب ، ممارستها كنوع من أنواع "تخفيف الدم" واللعب به أيضا ، حيث يعمدون إلى إلقاء أنفسهم أمام السيارات التي تقودها فتيات ، في طريقة بائسة لمغازلتهن ، و"التحرش" بهن،.
الحادثة تكررت مرتين أو ثلاث مرات ، مع فتاتين ، الأولى كانت تقود سيارتها في الأغوار الشمالية ، حين فوجئت بفتى لا يزيد عمره عن الأربعة عشر عاما ، يلقي بنفسه أمام السيارة فيما كانت تسير ببطء ، كي يُري زملاءه الخارجين من المدرسة للتو مدى جرأته ، وشجاعته ، ومن فضل الله أن الفتى لم يُصب بأذى كبير ، ما خلا بعض الرضوض ، الحادثة الثانية وقعت في شارع الجامعة ، حين باغت شاب يبلغ من العمر تسعة عشر عاما إحدى الأخوات وهي تقود سيارتها ضمن أزمة سير ، حين ألقى بنفسه أمام السيارة ، ولحسن الحظ أيضا أن الفتى لم يُصب بأذى،.
كنت أعرف أن ثمة من يلقي نفسه أمام السيارة كي يأخذ من السائق أو السائقة بعض الدنانير ، كتعويض عن حادث الصدم المفبرك ، أما أن يكون اللعب مع الموت يهدف إلى المغازلة ، فهذا ما لم يخطر ببالي قط ، ولولا تأكيد الأختين وقوع هذين الحادثين معهما شخصيا ، لما صدقت أن مثل هذا السلوك يمكن أن يقع في بلادنا،.
مشهد آخر لا يقل غرابة عن الحادثين السابقين ، يتمثل بأن يتراهن شاب مع أصدقائه بقدرته على قطع الشارع أمام سيارة مسرعة جدا ، تسير على طريق سريع ، حيث ينتظر هذا المغامر مرور السيارة ، حتى إذا اقتربت منه ، اندفع لقطع الشارع بسرعة ، ومن نوادر هذه الحوادث ، محاولة أحد السائقين تفادي المخلوق الغريب ، بالانعطاف بعيدا عنه ، الأمر الذي جعل السيارة قاب قوسين أو أدنى من الانقلاب ، فيما كان الشاب "البطل ،"يتضاحك هو وأصدقاؤه،.
أنماط غريبة من السلوك ، تدفع هؤلاء للعب مع الموت ومغازلته ، أهو الفراغ وقلة التربية؟ أم أن شيئا آخر يحدث في نظام المجتمع ، يجعل الشاب من هؤلاء يعرض نفسه للموت ، سعيا وراء مغازلة فتاة ، أو استجابة لتحد فارغ من أصدقائه؟؟.
مجرد تساؤلات ، حول ظواهر غريبة ، تستحق مزيدا من الحفر والبحث والدرس،.
مسألة أخرى ـ إلى متى يبقى السائق مدانا؟ وإلى متى يظل مسؤولا عما يحدث لمثل هؤلاء ، حتى لو كانوا من العابثين ، فقط لأنهم اصطدموا بسيارته؟.











































