معبر طريبيل مع الأردن تحت سيطرة "حزب الله" العراقي

معبر طريبيل مع الأردن تحت سيطرة "حزب الله" العراقي
الرابط المختصر

رغم مرور نحو 5 أشهر على إعادة افتتاح العراق والأردن، باتفاقية رسمية، المنفذ البري بينهما لأغراض التبادل التجاري وحركة المسافرين، إلا أن المنفذ البري المعروف باسم معبر طريبيل ما زال خاضعاً لسيطرة مليشيا "حزب الله" العراقية، أحد أبرز فصائل مليشيا "الحشد الشعبي".

 

وعلى الرغم من إشارة ضباط وزعماء محليين إلى أن بعض المناطق التي يمر من خلالها الطريق ما تزال غير آمنة، إلا أن سياسيين يعتبرون هذا الطريق شريان حياة للأنبار، وحلقة وصل مهمة بين العراق ومحيطه العربي.

 

وأكد مدير شركة نقل المسافرين والوفود العراقية، عبد الله لعيبي، أن أول حافلة لنقل المسافرين من بغداد إلى عمان انطلقت الخميس الماضي.

 

مبيناً أن العمل على هذا الخط سيستمر خلال المرحلة المقبلة. وأضاف أن "الشركة عملت، منذ تحرير الأنبار من عصابات داعش الإرهابية، على تهيئة أسطول لنقل الأشخاص براً، واستئناف الحركة وتطوير حركة نقل الأشخاص عبر الطريق الدولي الرابط بين عاصمتي البلدين من خلال منفذ طريبيل الذي تم افتتاحه أخيراً".

 

موضحاً، في بيان، أن شركته وضعت خططاً مستقبلية لتطوير خطوط النقل البري التي تربط العراق بدول الجوار، خصوصاً الأردن. وتابع أن "الشركة كانت تنتظر إصلاح الأضرار التي لحقت بالطريق نتيجة ما قام به داعش من تفجيرات أدت إلى أضرار بليغة في الطريق والجسور المقامة عليه"، مشيداً بالجهود الأردنية التي أدت إلى استئناف نقل الأشخاص براً بين البلدين، وتهيئة مستلزمات ذلك.

 

 

وعبّر عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار السابق، راجع بركات، عن تفاؤله بإعادة افتتاح الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن، مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الخطوة ستنعكس بالإيجاب على العراق عموماً ومحافظة الأنبار خصوصاً.

 

 

وأشار إلى أن أغلب المناطق التي يمر بها الطريق مؤمّنة، لكنه يحتاج رغم ذلك إلى قطعات عسكرية إضافية ليتم تأمينه بشكل كامل، مبيناً أن الحدود العراقية أصبحت مفتوحة الآن أمام حركة النقل والمسافرين. ونبه بركات، وهو عضو المكتب السياسي لحزب "متحدون"، الذي يقوده أسامة النجيفي، إلى الأبعاد السياسية والاقتصادية  لفتح الطريق بين العراق والأردن.

 

موضحاً أن هذه الخطوة التي تربط العراق بالأردن كدولة عربية ستسهم في صنع الاستقرار السياسي في البلاد. وأضاف "سيكون لفتح طريق بغداد - عمان أثر اقتصادي كبير على محافظة الأنبار وإعمار المحافظة التي دمرتها الحرب على تنظيم داعش الإرهابي"، مبيناً أن أغلب شاحنات نقل البضائع بين العراق والأردن توجد في محافظة الأنبار.

 

وعلى الرغم من تفاؤله، إلا أن بركات حذّر من احتمال انعكاس الصراعات السياسية في محافظة الأنبار بالسلب على هذه الخطوة، مشدداً على ضرورة أن يحسب فتح الطريق للعراق، ولا يجيّر لصالح حزب أو جهة على حساب الآخرين. وتابع "يجب أن يكون الهدف هو المواطن وخدمة العراق، وأن يكون قوة ونجاحا للدولة العراقية، وليس قوة لبعض الأحزاب على حساب الأخرى". العربي الجديد

 

 

 

ودعا عضو "تحالف القوى"، محمد المشهداني، القوى السياسية المتصارعة في الأنبار ومناطق العراق الأخرى، إلى التخلي عن هذه التجاذبات، والنظر إلى مصلحة العراق، مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أن العراق اليوم أمام فرصة تاريخية تتيح له العودة إلى محيطه العربي الذي يبدو اليوم منفتحاً على بغداد، أكثر من أي وقت مضى. وأشار إلى أن إعادة افتتاح الطريق بين العراق والأردن يمثل ربطاً واضحاً للعراق بعمقه العربي الذي ابتعد عنه منذ الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، معبراً عن أمله في أن تنعكس هذه الخطوة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق، والتي عانت الكثير من الأزمات خلال السنوات الماضية.

 

وعلى الرغم من التفاؤل بإعادة افتتاح طريق بغداد - عمان، إلا أن الوضع الأمني في مناطق عدة يمر بها الطريق ما يزال غير مستقر. ويؤكد المقدم في فوج طوارئ الأنبار، علي عبد العلياوي، أن طريق بغداد – عمان فتح، في وقت سابق، أمام حركة نقل البضائع، موضحاً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الحركة على الطريق بطيئة بسبب الخشية من الهاجس الأمني. وأشاد بخطوة نقل المسافرين براً بين العراق والأردن، مطالباً بمزيد من العناصر الأمنية لحماية الطريق، لأن عددا غير قليل من المناطق التي يمر بها ما تزال غير آمنة، لارتباطها بصحراء الأنبار الغربية.

 

أما الزعيم القبلي مخلف المحلاوي فاعتبر أن عودة حركة النقل بين بغداد وعمّان إجراء مهم لإنعاش الوضع الاقتصادي المتدهور في الأنبار، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالمحافظة التي عانت، أكثر من ثلاث سنوات، من الخراب والدمار والفوضى. وأشار إلى أن إقدام وزارة النقل على تسيير رحلات لنقل الركاب براً بين العراق والأردن خطوة جيدة، لكنها لا تخلو من المخاطر، مبيناً، لـ"العربي الجديد"، أن الطريق يمر بمساحات صحراوية غير مؤمّنة بشكل كامل. وأضاف أن "القوات العراقية حققت النصر بشكل كامل على تنظيم داعش الإرهابي، لكن ذلك لا يعني أن جميع مناطق العراق قد طُهرت من الخلايا النائمة للإرهابيين"، داعياً إلى تسيير مروحيات على طول الطريق لرصد أي تحرك مفاجئ لعناصر "داعش" المتخفين في الصحراء. يشار إلى أن الطريق الدولي بين بغداد وعمان كان قد أغلق مطلع 2015، إثر سيطرة تنظيم "داعش" على أغلب مدن محافظة الأنبار، قبل أن تعلن السلطات العراقية، في أغسطس/آب الماضي، عن إعادة افتتاح الطريق بعد السيطرة على منفذ طريبيل الحدودي بين العراق والأردن. العربي الجديد