معاكسات داخل "العمومي" وفتيات لا يجرأن على الحديث

الرابط المختصر

تشتكي غالبية الفتيات من معاكسات يتعرضن لها في وسائط
النقل العام، والمشكلة لديهن أنها ممارسات يتعرضن لها يوميا في وسيلة نقل لا يمكن
التخلي عنها، أما الحديث حولها "غير مهم" كما يجد بعض السائقين والركاب
على سواء.ولأن الحافلات وسيلة نقل لكافة المواطنين فأعداد الركاب
كبير، والفتيات جزء من الركاب، ولكن أوضاعهن مختلفة عن غيرهن من الركاب.


معاكسات ولمس وإشارات بالأعين وبالحركات من قبل شبان،
وكل واحد منهم يحاول أن "يتحركش" بالفتاة ظنا منه بأنها فريسة سهلة
الوقوع. أما الفتاة فهي "خوفا من الناس" تضطر مرغمة على السكوت، أو
"لأنه لا يمكنها التفوه بكلمة واحدة لأنه سيقوى عليها المعاكس وسينعتها بأقسى
الكلمات وبالتالي تخرج من المعاكسة هي الخاسرة الوحيد".


سمر فتاة جامعية أرادت الحديث باندفاع لكونها تعاني من
مضايقات متكررة عليها في وسائط النقل العام: "هناك الكثير من السائقين عيونهم
تراقبك دون انقطاع، ولو أعطيتهم المجال سيذهب إلى مقصد آخر".


وصديقتها ميس لا تجد المشكلة التي تعانيها من معاكسات في
التكاسي وحافلات النقل العام، تقول: "بصراحة، ما يحدث في الحافلات والتي كثيرا
من الأحيان أضطر واقفة، هو إذا أردت الجلوس وبجانبي شاب أو حتى رجل كبير في العمر،
سيقترب علّي أكثر ويحاول أن يضع يده وهنا لا تتوقعني إلا أن أنهض واقفة في الحافلة،
وعندها لا تسعدني شهامة البعض بالوقوف لي وجعلي أجلس مكانهم".


ورانيا برأيها أن المعاكسات وعموم الظاهرة يعتمد على
الفتيات ولباسهن المغري، معتبرة أن الشاب أو السائق أيا كان هو "ضحية"
عندها.


أما الشاب محمد وهو طالب جامعي يختلط دوما بالفتيات في
الحفلات والنقل العام، يقول: "الفتاة هي التي تدفع الشاب إلى المعاكسة،
فاللباس أو النظرات والتلطيش كله يدفع الشاب إلى معاكستها".


وللشباب نصيب

والشاب علي يذهب إلى أكثر من ذلك، "فالغمز والنظرات
غير الطبيعية، لم تقتصر على تعرض الفتيات لها إنما على شبان أيضا"، متحدثا عن
ما حدث له ذات يوم "كنت راكبا مع تكسي، وكان السائق شابا في أواخر الثلاثينات
من عمره، وقال لي هل لديك أفلام جنس في موبايلك، قلت له لا، رغم أني موبايلي
ممتلئ، وبعدها بات يحدثني عن شبان يركبون معه ويمارسون الجنس معه، وعندها تأكدت أن
نيته ليست سليمة وبعدها بلحظات من رواياته الكثيرة حول ذلك قال لي تذهب معي نشرب
القهوة، عندها قلت له أنزلني هنا".


وفتاة أخرى رفضت الإفصاح عن أسمها تقول: "أنفس
الناس مريضة، والكبت الجنسي في المجتمع يخلق أناس شرهة، وبالتالي أي حركة ليست في
مقصدها ستحدث علاقة مع الآخر".


وترفض الناطقة الإعلامية في هيئة تنظيم قطاع النقل العام
إخلاص يوسف، ربط هذه الظاهرة بوسائط النقل العام، تقول: "هذه الظاهرة غير
محصورة في وسائط النقل العام إنما موجودة في المجتمع بعمومه".


في حين يرى أستاذ الاجتماع حسين الخزاعي أن سهولة انفتاح
المجتمع الأردني مع العالم وتقدم وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومشاركة المرأة الرجل
في جميع مناحي الحياة "فجأة" أوائل التسعينات أحدث علاقات وتصرفات لم
تكن في السابق ولأسباب عديدة.


القيم في المجتمع الأردني تأثرت بحسب ما يقول الخزاعي
وهو مختص بالقضايا التنموية، "المجتمع لم يتأقلم بعد على التوسع الهائل والذي
يشهده العالم وفرص التواصل مع الآخر ازدادت، وهو ما أحدث تغييرا وربما خللا في بعض
الأحيان".

أضف تعليقك