(مظهري أهم شيء).. وعلى الراتب السلام

الرابط المختصر

"لا يمكن أن أخرج من البيت دون أن أكون راضية عن مظهري"، والأهم من ذلك "أن يراني الجميع بشكل جميل ومميز طوال الوقت"، هذا هو مبرر بعض النساء للإجابة على سؤال (لماذا كل هذا الصرف هذا على المظهر الخارجي؟)، قد تكون الفتيات هن الرائدات في هذا الاستهلاك والصرف، ولكن ما هو المعدل الطبيعي لهذا الإنفاق!لا يرتبط الاستهلاك بالنساء دائما، لكن طبيعة تكوينتهن الأنثوية تحتم عليهن ذلك، وهذا لا يعني أنه ليس طبيعياً، فللاستهلاك مناحٍ سلبية وإيجابية، وعلينا كما يدعو اختصاصي الطب النفسي الدكتور سليم الصباغ أن نفرق بين الاستهلاك الطبيعي، وذلك الذي يعتبر غير طبيعي.



فالأمر يبقى طبيعياً إذا كان الصرف على المظهر ضمن حدود المعقول، ويقول الدكتور الصناع إذا كانت الفتاة تصرف على مظهرها ضمن ميزانيتها وضمن حدود معينة معقولة فهذه قمة الطبيعية، لأن من المفروض أن ينتبه الإنسان الى مظهره، فالمظهر الخارجي هو جزءاً من طبيعة الإنسان".



إيمان الزعبي تصرف على مظهرها الكثير شهرياً وتقول "أصرف ضمن ما أجده مناسباً وليس من الضروري أن أشتري ثيابا كل شهر، لكن حينما أشتري اشتري كثيراً" وتشاطرها أماني الخطيب الرأي في أنها تشتري بكثرة لكن حينما يتوفر لديها المال والوقت.



وعد النسور طالبة ماجستير وموظفة، تقول "معظم راتبي أصرفه على مظهري، فأنا أصرف 200 دينار في الشهر على اللباس والمكياج، و100 بانزين للسيارة، و(أُنزنق) في نهاية الشهر".



وتتسوق براءة هاكوز إذا كان لديها مناسبة فقط ، فإن لم يكن هناك مناسبة فهي لا تصرف كثيرا وتصل حدود صرفها على مظهرها الخارجي ولباسها الى 50 دينار شهرياً، وتشاطرها زميلتها صفاء الرأي في أن اللباس مهم لمظهر الفتاة ويجب الاهتمام به دائماً ولكن بحدود وبدون بزخ.



أما هديل 23 عاماً فتقول "لا يكون صرفي على مظهري كل شهر فهناك أشهرا لا أصرف فيها كثيرا، بينما أحيانا أجد نفسي بحاجة الى ثياب معينة فأصرف الكثير، لكن هذا لا يكلفني فوق ميزانيتي، فمثلا لو وجدت بنطال أو بلوزة غالية الثمن بحيث لا أقدر على الدفع فلا أقدم على شرائها".



اهتمام هديل بنفسها ليس جذبا للأنظار وإنما "لأني أحب أن أكون مرتبة وبمظهر لائق، مع اني أحيانا لا اهتم بمظهري كثيرا".



وتعاكس سهير عبدالرحمن 28 سنة وهي متزوجة هديل الرأي في أنها "طبعا أصرف كثيرا على مظهري، فكل شهر لابد أن اشتري قطعة أو أكثر لأني أرى أنه يجب أن أهتم بمظهري وشكلي، فنحن كنساء يجب علينا الاهتمام بشكلنا، فأنا أهتم بنفسي لي ولزوجي وللناس أيضا لا شك".



وتشاركها حنين الرأي فهي كما تقول "طبيعي أن أشتري قطعتين أو أكثر كل شهر، أما شعري فلابد أن اغير لونه او أقصه كل ثلاثة أشهر، فكل شخص يحب أن يهتم بنفسه وبمظهره، بالإضافة الى ان شكل الثياب بالسوق يغري للشراء". وتجد حنين أنها يمكن أن تتدين لشراء ما تريد، لكنها لا تحمل نفسها فوق طاقتها وفوق دخلها الشهري.



الوضع يكون غير طبيعي لو اضطرت الفتاة الى التدين لشراء الثياب والإكسسوارات، لكن لو نظرنا الى السبب في اهتمام المراة بمظهرها تصبح المسألة طبيعية، يشرح الدكتور سليم ويتابع "لأن طبيعة الأنثى وشخصيتها أن تهتم بمظهرها وهي تعتبرها قمة الحضارة، فهل يجب أن يكون مظهر الفتاة منفر لكي نصفق لها، بالعكس فاهتمامها بمظهرها جزء من كونها أنثى".



ويرى الصناع أن ارتباط ثقافة الاستهلاك بالمرأة عادي "لأن طبيعتها وسعادتها في الظهور أن تكون جالبة للنظر ومركز اهتمام الآخرين، فهرموناتها الأنثوية تجبرها أن تأخذ النمط السلوكي الاستهلاكي ضمن الطبيعي، لكن ليس أن تصل الى حركات هستيرية لكي تجلب الانتباه وهذا ما يدخلنا الى النطاق المرضي.



ويتابع "نحن نعيش في نطاق اقتصادي عالمي جديد، وقمة تطور الاقتصاد هوة الاستهلاك، فماذا نعني بنمط استهلاكي؟ نحن عندما نستهلك نشجع الاقتصاد على النمو، فإذا ما ارتدينا ثياب وصرفنا ضمن نطاق دخلنا الفردي فهذا قمة الصحة النفسية وقمة الحضارة، هذا حسب رأي الكثير من النساء





وبرأي الدكتور الصناع فعندما يصل الاستهلاك على المظهر فوق الدخل المادي والقدرة المالية للفرد، فحالة تعتبر مرضية، فالأمراض النفسية هي مشاعر إنسانية عادية عند الجميع لكن إذا زادت عن حد معين وأصبحت تشكل إعاقة للشخص فسنعتبره مريضا، فالاستهلاك إذا زاد عن حده ووصل الى درجة الاستدانة للصرف على مظهرنا فهذا يعتبر مرضا.



وبرغم هذا كله فالفضائيات بمسلسلاتها وأفلامها، والفيديو كليب، وانتشار المحلات التجارية والمولات الضخمة التي تحوي على محلات لأشهر الماركات العالمية، كل هذا ساهم بشكل كبير في زيادة ثقافة الاستهلاك لدى العديد من المواطنين ذكورا وإناثا، فهناك اليوم العديد من الشباب الذين يهتمون بمظهرهم الخارجي مثل النساء تماما ويقومون بتخصيص مصروف شهري لشراء الملابس وتغيير قّصّات الشعر ومتابعة آخر صيحات الموضة.

أضف تعليقك