"يجب أن لا يكون هناك تطبيع عربي بالمجان، وعلى الحكومات العربية أن تقوم بخطوات مدروسة لتفعيل المبادرة العربية للسلام"...كان هذا من ابرز محاور الحديث التي دارت في اجتماعات البرلمان العربي التي عقدت في مقر الجامعة العربية في القاهرة الأسبوع الماضي.

وقال النائب محمد أبو هديب "عضو البرلمان العربي الانتقالي أنه تقرر في تلك الاجتماعات أن يترك للأردن ومصر أي اتصال مباشر مع الحكومة الإسرائيلية وذلك لتسهيل بدء المفاوضات المباشرة على جميع المستويات".
وهذا يتضمن حسب أبو هديب" الدعوة بأن تكون زيارة الفريق العربي الموسع للاتصال بالحكومة الإسرائيلية والتشاور حول سبل تحقيق التسوية السلمية في إطار زمني محدد جزءا من اتفاقية السلام وبأن تكون مهمة هذا الفريق بحث إنهاء الصراع العربى الإسرائيلي وفقا لمبادرة السلام العربية والمبادئ والأسس التي استندت إليها.
كما تقرر أن يتم الدعوة إلى قمة عربية طارئة في حال حدوث تطور ملموس على المبادرة لبحث كافة الخيارات والإمكانات المتاحة للأمة العربية لاسترجاع كامل حقوقها، وفي حال عدم حدوث عكس ذلك يدعى لاجتماع لدراسة الأسباب التي أدت لذلك.
هذا وتم تشكيل لجنة برلمانية عربية دائمة بعضوية النائب أبو هديب ممثلاً عن الأردن بموجب قرار البرلمان العربي لتعمل كحلقة اتصال بينه وبين الجامعة العربية والبرلمانات والهيئات الوطنية والإقليمية والدولية لحث تلك البرلمانات والهيئات على دعم الجهود العربية المبذولة لإقامة السلام العادل و الشامل في الشرق الأوسط وفق قرارات الشرعية الدولية، مؤكداً أن هذا القرار يأتي داعما لقرار لجنة المبادرة تشكيل فريق وزاري عربي لإجراء اتصالات إقليمية ودولية لتفعيل مبادرة السلام ".
هذا وستجتمع هذه اللجنة الأسبوع المقبل في العاصمة السورية دمشق للتباحث في التقارير التي من المتوقع أن تصلها من البرلمانات العربية حول مبادرة السلام العربية التي كلفت الأردن ومصر بموجبها بالاتصال مع اسرائيل لتفعيل المبادرة وتسهيل المفاوضات المباشرة طبقا لما ورد في قرار قمة الرياض، وأشار أبو هديب أن هاتين الدولتين لا يمثلان أنفسهما وإنما يمثلان جميع الدول العربية التي اجتمعت في الرياض.
وكان قرار لجنة المبادرة العربية قد ذكر انه مع قيام إسرائيل بوقف ممارساتها في الأراضي المحتلة وعلى رأسها رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ووقف بناء المستوطنات وبناء الحائط وإجراء الحفريات في القدس وكذلك العودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه في 28 ايلول عام 2000 يتم تشكيل فريق عمل موسع للاتصال بالحكومة الإسرائيلية والتشاور حول سبل تحقيق التسوية السلمية في إطار زمني محدد.
وأشار أبو هديب إلى ان كلمة الأردن التي ألقاها في الاجتماعات تناولت التأكيد على أهمية الخطاب الذي القاه الملك عبدالله الثاني في الكونجرس الأمريكي مؤخرا واصفاً إياه" بالانقلاب السياسي وهجوماً للسلام على الدولة العبرية"
واضاف ان قرار البرلمان العربي بهذا الخصوص تضمن أيضا الدعوة إلى وضع خطة إعلامية على المستوى الدولي للوصول إلى الرأي العام العالمي على أوسع نطاق ممكن لشرح عدالة المطالب العربية ومخاطر استمرار التعنت الإسرائيلي الرافض لمبارده السلام العربية على الأمن والسلام في الشرق الأوسط.
وكان البرلمان العربي الانتقالي قد اتخذ في بداية دورته للعام الحالي خلال الفترة من 8 إلى 10 آذار الماضي مجموعة من القرارات المتعلقة بالقضايا العربية من بينها إدانة الحفريات الإسرائيلية في محيط الأقصى والاعتداءات التي تتعرض لها مدينة القدس وكذلك دعوته إلى إنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات الدموية في العراق وأيضاً تأييده لاتفاقية ابوجا للسلام في اقليم دارفور السوداني ورفضه التام لأي تدخل دولي دون موافقة الحكومة السودانية.
وناقش البرلمان في اجتماعاته تقارير أعدتها اللجان الدائمة في المجلس خلال اليومين الماضيين حول تفعيل قرارات قمة الرياض المتعلقة بمبادرة السلام العربية والأمن القومي العربي وتطوير التعليم في العالم العربي وإقامة اتحاد جمركي عربي وتنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في الدول العربية ووضع برنامج جماعي عربي لاستخدامات الطاقة النووية في الأغراض السلمية .
ويضم البرلمان العربي الانتقالي 88 عضوا بواقع 4 أعضاء من كل دولة عربية ويمثل الأردن في البرلمان رئيس اتحاد البرلمانيين العرب رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي والعين سلوى المصري والنائب عبد الكريم الدغمي والنائب محمد ابو هديب.