يضع العديد من الأشخاص قائمة طويلة لمنغصات فصل الشتاء، على رأسها أسعار المحروقات وبرودة الطقس وصعوبة التنقل لضغط المواصلات، وكل هذه الأشياء وغيرها نسبية تختلف من شخص لآخر، لكن العامل المشترك بين الجميع في هذا المجال هو مرض الإنفلوزا.

فمرض الانفلونزا لا تقيده حدود لا الفارق الاجتماعي، ولا العمر أو الجنس فالجميع معرض للإصابة به في فصل البرد، ومعاناة أعراضه التي قد تشتد وتؤدي إلى تعطيل من تصيبه عن عمله.


بعض الشركات الأردنية خاصة تلك التي عانت لسنوات من تعطيل أعمالها في الشتاء نتيجة مرض الكثير من موظفيها بالإنفلونزا فكرت في طريقة تجنبها هذه الخسارة، فألزمت موظفيها بأخذ مطعوم الانفلونزا ولتشجيعهم على ذلك وفرته لهم ولعائلاتهم مجاناً.

وتأتي هذه الخطوة من باب تأمين الوقاية والرعاية الصحية لكافة الموظفين، ولحرص الشركات على تفعيل برامج المسؤولية الاجتماعية المؤسسية تجاه موظفيها، بحسب ما أعلنته هذه الشركات في الصحف اليومية.

واتبعت بعض هذه الشركات سبل ووسائل مختلفة لترغيب وإقناع موظفيها بمطعوم الانفلونزا ومن هذه الأساليب: المباشرة في حملات توعوية لوقاية موظفيها من مرض الأنفلونزا لتجنبهم هذا المرض أو التخفيف من حدته أعراضه.

ماهر الخريشة، 34 عاماً موظف في شركة بيبسي، تلقى المطعوم قبل أسبوع، بين لراديو البلد الطريقة التي اتبعتها الشركة لإقناعه هو وزملائه بذلك " أجرت الشركة حملة توعية للموظفين من خلال المحاضرات وتوزيع النشرات والملصقات حول مرض الإنفلونزا ومدى أهمية هذا المطعوم بالنسبة لهم ولعائلاتهم".

"وتتوفر في جميع فروع الشركة عيادات طبية مجهزة بكوادر طبية يتلقى من خلالها الموظفين المطعوم، أما بالنسبة لعائلة الموظف فتتلقاه في عيادات خاصة تابعة للتامين الصحي" كما يوضح الخريشة.

كفاح عبد الهادي في بداية الأربعينيات، تعمل في شركة مصفاة البترول الأردنية اعتبرت أن المطعوم الذي تلقته بقرار الشركة بالغ الأهمية " المطعوم مفيد لأنه يخفف من أعراض الإصابة، وحتى عندما أصاب بالمرض فان الأعراض تكون اخف من المعتاد، ومن فوائدها أنني استطيع أن أمارس عملي وأتنقل بكل راحة خلافا للماضي".

وتتابع كفاح انه "تم أعطاء المطعوم في الشركة للموظفين ما فوق الأربعين عاما، وبعدها طبق القرار على باقي موظفي الشركة إلى أن شملت جميع الموظفين في التامين الصحي ".

ويشار إلى قرار شركة مصفاة البترول الأردنية بإعطاء موظفيها هذا المطعوم جاء بعد خصصتها، فهذا القرار لم يكن متبعاً في السابق.

الأخصائي في الطب العام د. إبراهيم تفاحة يشجّع على تلقي مطعوم الانفلونزا بعيدا عن الهدف الذي تعنيه الشركة والمتعلق بالجانب الاقتصادي "المطعوم يعمل على زيادة المناعة في الجسم لأنه يعمل على تنشيط عمل الأجسام المضادة لمقاومة الأمراض بعكس المضادات الحيوية، وفي النهاية الشركة يعنيها الجانب الاقتصادي بما يتواءم مع مصلحتها؛ لأن الموظف عندما يأخذ هذا المطعوم فان نسبة تعرضه للامراض تقل وبالتالي تقل نسبة العطل والتغيب عن الدوام".

مرض الأنفلونزا له نوعان، العادي (سلالاته A,B,C) والموسمي، والثاني ينتقل عندما يكون هناك تجمهر للناس أو نتيجة تغير في درجات الحرارة وتغير المناخ، ووفرت وزارة الصحة المطعوم المناسب لهذا النوع من الأنفلونزا بما يقارب 35000 جرعة تم توزيعها على الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بخطر مرض الأنفلونزا الموسمي.

ويعطى اللقاح عادة في بداية فصل الشتاء (شهري تشرين الأول والثاني) عندما تكثر الإصابة بالأنفلونزا، ويمكن تأخير التطعيم إلى ما بعد ذلك، ولكن في هذه الحالة لا تحصل المناعة لذلك الفصل وإنما للسنة التالية لأن المناعة تبدأ بالتكون بعد مرور شهر من التطعيم وتستمر لمدة سنة.