مصابة بالوضوح: سؤال الذات والبحث عن الصدق

الرابط المختصر

هل عليك أن تكون صادقا مع الغير، هل عليك أن تكون غامضا مع الغير، هل أنت مصاب بالوضوح، تساؤلات أثارت من كان حاضرا لمسرحية "مصابة بالوضوح" من تأليف وإخراج سوسن دروزة ومن تمثيل وصياغة ساندرا ماضي، حيث تعيش في أجواء من صخب الحياة عبر ساندرا التي كانت تتحدث عن هموم وعلاقة المرأة المخرجة بالكاميرا، والتي كانت تدلعها حينا بأم العيون السود والست زبيدة، تقطن في بيتها الجديد والذي بدا خاليا من أثاث البيت باستثناء بعض الحاجيات والتي كانت العلاقة بينها وبينهم، علاقة حياتية يومية، فالكاميرا رفيقة دربها ومؤنسة وحدتها والمرّوحة مخففة الحرارة عن جسدها الصاخب من حياته. تضعك ساندرا منذ بداية العرض؛ وهي ترتدي ملابسها الجديدة التي قامت بشرائها، حيث ترتدي خمسة قمصان ملونة، في إشارة إلى أنها قادرة على الشراء والرأي، فالعفوية في العرض اعتمدت كي تتواءم مع فكرة المسرحية، التي تحاكي الوضوح لدى المواطنين ومدى حريتهم في التعامل مع الأشياء.



وتوصف المسرحية بالموندراما، حيث الشخص الأوحد في العمل، هو المحور، وتضعك مخرجة العمل – سوسن دروزة- وسط محاكاة مع الذات، ومراجعة ما يقوم به المرء من أعمال طيلة يومه العملي، يطرح النص تساؤلات بلا أجوبة.



ووظفت الممثلة ساندرا إيماءاتها وحركاتها الجسدية في التحدث مع ذاتها وعرض ما تقوم به كمخرجة، فالأداء الجسدي والتلاعب على نبرة الصوت، واللغة المحكية المستخدمة مع اعتمادها على حمل المايكريفون والتحدث باللغة الفصيحة، عند انفعالاتها، مع توظيف الأشياء المنتشرة في المكان، كالكاميرا التي تشعلها في الألواح الخشبية وبالتالي تظهر صورتها وهي تتحدث معها.



بدت الممثلة ساندرا ماضي مقنعة في تأديتها للدور، حيث تجذب الحاضر لحظة دخولها إلى المسرح، وعند خروجها، حيث تنصهر الشخصية في كل مشهدية تقدمها، من المرأة الجامعة والهادئة والصاخبة والضاحكة، تشعل مرة المسجل لسماع كامليا جبران – ملحنة ومغنية فلسطينية تغني لمحمود درويش وأدونيس...، كانت عضو في فرقة صابرين- تغني معها وتنصهر في معاني أغنياتها، ثم ترقص على أغاني أجنبية وتردد معهم، ثم تارة تجدها جالس على الدرج تتساءل ماذا تفعل.



وتنتهي المسرحية لدى تسليط ساندرا الكاميرا على الجمهور الذي يخرج في العرض وتنطفئ الأنوار، وهنا ينتهي العرض.



مصابة بالوضوح؛ عرض في مهرجان المسرح في دمشق ونال الاهتمام والإثارة لدى عرضه سواء في دمشق أو حلب، ثم نال الجوائز من مهرجان المسرح الأردني الثاني عشر، وعرض مساء يوم السبت على مسرح المركز الحسين الثقافي.

أضف تعليقك