مشعوذون يستخدمون جلد الحيوانات والبخور لفك السحر

الرابط المختصر

لم أكن اعلم قبل أن ادخل لبيت المشعوذ بأني سأخرج " ممسوسا بالجن" على حد قوله، في البداية لم يكن من السهل مقابلة "الشيخ" المشعوذ إلا بوجود حجز مسبق لتذهب لبيته الذي تدخله من ممر شبه مظلم ينتهي بغرفة متواضعة جدا ...معلق على جدرانها المتآكلة مجموعة من السور القرآنية وأشخاص غير معروفين، وأول شيء يصادفك عند دخول هذه الغرفة رائحة البخور المنبعثة من موقد جمر صغير يجلس خلفه شخص بالعقد الرابع من العمر ذي لحية كثيفة وشعر أجعد ومظهر مزري يجلس بجانبه مساعدا له.



وبعد أن جلست على الأرض طلب مني المشعوذ أن اصف حالتي ومما أعاني وأخبرته مدعيا بأني قمت بضرب قط اسود وبعدها شعرت بألم بأذني اليمنى كما راودتني أحلام سيئة، ثم نظر الي المشعوذ وهز برأسه وأخذ يقراء آيات قرآنية لتحضير جماعته من الجن الذين غاصوا داخل جسدي ليخرجوا بنتيجة مفادها بأني مسكون من جنية كانت تسكن بجسد القط الأسود.



ورأى الشيخ انه من الضروري أن يتم تحضيري نفسيا قبل إخراج الجنيه مني لذلك أحضر ماء وملح وأخذ يقرأ عليهم بعض الطلاسم الغير مفهومة مثل " بخبخ ابريوفوش ساعة الواحل العجل اظهروا يا خدام هذه الأسماء.. الخ" وطلب مني ان اشرب الماء الذي شربته رغما عني ثم اخذ بعض الماء ومسح على وجهي ورأسي وطلب مني الاستلقاء على الأرض واخذ يمرر يده على جسمي محاولا إخراج الجن من رأسي إلى صدري وكان الخوف الأكبر أن تلامس يداه المايكروفون المخبأ داخل ملابسي وهذا الذي لم يحدث.



وأخيرا توصل الشيخ المشعوذ بأنه يحتاج لمبلغ من المال يبلغ 250 دينار كدفعه أولى ثمن مواد لازمه لإخراج الجنيه من جسمي حيث اتفقنا على دفع المبلغ في الجلسة القادمة وغادرنا بيت الشيخ وأنا احمل معي فكره مفادها انه مشعوذ وليس معالج كما يدعي ثم.



لقاء مع المعالج محمد المغربي



عمان نت التقت الشيخ محمد المغربي المعالج بالقران الكريم لبيان الفرق بين المعالج والمحتال، ويقول المغربي "لا احد يملك الشفاء إلا الله تعالى والمعالج بالقران هو وسيلة لذلك ومن يدعي غير ذلك فهو محتال، وأنا أقوم بقراءة القران على المريض كما انصحه ان يمارس هذا الفعل بنفسه دون الحاجة للمعالجين، أما المشعوذ فهو شخص يدعي فك السحر والتفريق بين الزوج والزوجة وما إلى مقابل المال، ويمتاز هؤلاء المشعوذون بالذكاء الشديد والقدرة على الإقناع باستخدام أساليب عديدة كأن يستخدم أدوات محددة في عملية الاحتيال مثل البيض وجلود الحيوانات".



ويروي المغربي حادثة حصلت لأحد العائلات تم النصب عليهم باستخدام اسمه قائلا " لقد قام احد الأشخاص يإستغلال اسم محمد المغربي واحتال على عائلة بعد ان أقنعهم بأنه يستطيع تحويل بعض الأوراق لدولارات من خلال استخدام الجن وبالفعل اخذ هذا الشخص مبلغ كبير من العائلة لشراء مستلزمات العملية ولاذ بالفرار".



ويحذر المغربي المواطنين من إتباع بعض الإعلانات التي تنشر في الصحف الإعلانية حيث تروج هذه الإعلانات لأشخاص محتالين يدعون معرفة الغيب وفك السحر وعلاج الأمراض.



القانون وملاحقة المشعوذين..

تقوم محافظة العاصمة بالتنسيق مع مديرية البحث الجنائي بمتابعة وتوقيف المشعوذين، وعن دور المحافظة، بهذا الخصوص يبين محافظ العاصمة الدكتور سعد وادي المناصير" إن جهاز المحافظة الميداني وجهاز الأمن العام في حال إلقاء القبض على أي شخص يعالج بالشعوذة أو السحر يتم التحقيق معه وإحالته للمحافظ حيث يتم اتخاذ الإجراءات بحقه كون هؤلاء الأشخاص يشكلون خطر على حياة المواطنين من خلال استعمالهم المواد غير الطبية".



ويضيف الدكتور المناصير في بعض الأحيان تتلقى المحافظة شكاوي من المواطنين أن احد الأشخاص يمارس الشعوذة وهنا تقوم المحافظ بتحري ومتابعة هؤلاء الأشخاص وتوقيفهم وفي حال وقع احتيال ونصب مادي على الشخص يصبح الأمر من اختصاص المحاكم بعد التحقيق معه من قبل الأجهزة الأمنية لكن المحافظة تقوم بإتخاذ إجراءات احترازية لضمان عدم تكرار هذه الممارسات".



وطالب محافظ العاصمة المواطنين عدم التردد بتقديم الشكاوي ضد المشعوذين حيث لا مسألة قانونية للشخص الذي وقع عليه النصب والاحتيال.



ويعرف مدير البحث الجنائي العقيد عبد المهدي الضمور الشعوذة ويقول " هي إيهام الضحية من قبل الشخص المحتال بأساليب متعددة بأنه يستطيع إخراج الجن والبحث عن الذهب وفك الحجاب والعلاج وما إلى ذلك من أساليب مقابل مردود مادي".



وعن سمات جريمة الاحتيال بواسطة جريمة الشعوذة يقول الضمور " إنها غير مقتصرة على منطقة معينة، وهي جريمة يسهل ارتكابها ولا تطال فئة معينة من الضحايا وتتركز في المدن الكبرى ".



ويعتبر التستر على جريمة الاحتيال بواسطة الشعوذة أمر شائع وهذا عائد لأسباب عديدة منها الخوف من النظرة الاجتماعية والعادات والتقاليد والخوف من المشعوذة نفسه في بعض الأحيان من أن يسبب الأذى أو الخوف من المسألة القانونية".



وعلى الرغم من التستر على هذه الجرائم استطاعت مديرية البحث الجنائي ضبط 19 قضية شعوذة مع بداية هذه السنة حيث احتلت العاصمة المرتبة الأولى بمعدل 8 قضايا، اربد 4 ، جرش 2، الرمثا 2، الزرقاء1 ،الكرك 1، والبادية 1، بينما بلغ عدد القضايا لعام 2004 ما مجموعة 29 قضية.



ويفرض القانون الأردني عقوبة السجن مدة ما بين 3 شهور إلى 3 سنوات وهي عقوبة غير رادعه بالمقارنة مع نوع الجريمة.



وقفة

وبعد هذا المشوار الطويل في بيوت المشعوذين والشيوخ والمعالجين نستذكر قصة الفتاة التي توفيت ضربا على يد مشعوذ كان يحاول إخراج الجن من جسدها وفي نفس الوقت نستذكر ما قاله القرآن الكريم عن وجود الجن بأنه حقيقة وله القدرة على ان ينفذ من اقطار السماوات والارض ولكن ما يجب ان نعرفه جيدا ان نميّز بين الدجل والشعوذة وبين العلاج بالقرآن الكريم وبين الحقيقة التي قدمها الله لنا في كتابه الكريم متمنين ان تكون هذه التسجيلات الحقيقية لجلسات استخراج واستحضار الجن قد نبّهت العديد من المواطنين الذين ينفقون مئات الدنانير بل الألوف لاقتحام المجهول ومعالجة ما لا يتم معالجته بهذه الطريقة بأن ليس كل ما يقال وليس كل ما يسمع وليس كل ما يرى حقيقة...

أضف تعليقك