مسيرة الإصلاح والتنمية في الأردن تصل عامها الستين رغم التحديات الاقليمية

الرابط المختصر

ستون عاماً مضت على استقلال الأردن مر خلالها بالكثير من المتغيرات والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, نجح خلال الأردنيون بتجاوز هذه التحديات, وترسيخ كيانهم السياسي وسط إقليم يشهد تغيرات وصراعات كثيرةوبهذه المناسبة أقيم في قصر رغدان ظهر اليوم الخميس احتفالً قال خلاله الملك عبد الله الثاني إننا لن نتخلى " عن واجبنا تجاه أمتنا أو قضاياها العادلة".وأضاف إن "الأردن سيظل العربي المسلم المنتمي لامته العربية والإسلامية والحريص على النهوض بواجبه القومي والديني تجاه كل قضاياها".وقال "لن نقبل تحت أي ظرف من الظروف أن تكون علاقتـنا بأي بلـد أو جهة، على حساب علاقتنا بأمتـنا العربية أو الإسلامـية".
واعتبر الملك أن "الركيزة الأساسية في قوة الأردن هي الحفاظ على الوحدة الوطنية والتكامل والتماسك بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة وتحقيق التنمية الشاملة التي تعزز قوة الأردن وتمكنه من تقديم الدعم والإسناد للأشقاء العرب".
وأعرب الملك عن اهتمامه الموصول بإيجاد حلول للظروف الاقتصادية الصعبة التي يجتازها المواطنون التي يجب التغلب عليها بأسرع وقت ممكن لتحسين مستوى معيشتهم. ولفت إلى أهمية أن "نعتمد على أنفسنا وأن نكون يداً واحدة. وقال إذا لم نساعد بعضنا، فلن يساعدنا أحد".
فايز الطراونه : الأردن أنجز الكثير رغم موارده القليلة

ومن جهته علق رئيس الوزراء الأسبق الدكتور فايز الطراونه قائلاً إن الأردن عاش ستون عاماً في حالة كفاحية ونضالية منذ تأسيس الإمارة وقبل الاستقلال بعقود وما تم انجازه هو الكثير إذا ما قيس بموارده القليلة.
وأشار الطراونة إلى أن الأردن يعيش حالة تنمية شاملة أحيانا تدور حول نفسها وأحيانا تتباطأ وذلك لا يعود إلى غياب الإرادة السياسية وإنما بسبب موقعه الجغرافي في الإقليم الذي تعصف به الأحداث وتزداد حدتها مع الزمن ولذلك فالسياسة الأردنية تتطلب دائما إعادة الحسابات والقيام بحركات تكتيكية لتفادي هذه العواصف الإقليمية.
وأضاف الطراونة إن إشارة الملك في خطابه على ضرورة أن نعتمد على أنفسنا هي دعوة في مصلحة الأردن أولا الذي يجب أن يحصن أمنه ووضعه الداخلي حتى يكون قادر على تقديم العون لأشقائه في المنطقة.
والأردن أولا يعني "أن احمي نفسي من التوترات التي تشهدها المنطقة وان يكون لي حضور مع الدول المؤثرة في العالم وخاصة الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن لكي اكون قادراً على تقديم المساعدة والعون لدول الجوار في العراق وفلسطين".
 
عدنان بدران : لا يوجد تغييب للأجندة إنما هناك أولويات للحكومة الحالية
 
ويرى رئيس الوزراء السابق الدكتور عدنان بدران إن الأردن يشهد نمو على كافة الأصعدة "فثبات النظام السياسي وبناء دولة المؤسسات ووجود دستور وقوانين وسلطات ثلاث تنفيذية وتشريعية وقضائية إضافة إلى السلطة الرابعة" كل ذلك وغيره ساهم بشكل كبير في نمو الديمقراطية وفي رسم هذا المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي الأردني الحالي. والذي ساهم في توفير  مناخات جاذبة للاستثمار, حيث كان يدرك الملك عبد الله الثاني ومنذ توليه لقيادة البلاد أن المساعدات الأجنبية للملكة ستشهد تراجعاً كبيراً ولذلك فقد عمل على توفير المناخات المناسبة والجاذبة للاستثمار ففي عهده دخل ما يزيد عن السبع مليارات من الاستثمار إلى المملكة.
وحول الأجندة الوطنية أكد بدران انه لا يوجد تغييب للأجندة إنما هناك أولويات للحكومة الحالية فرضتها الظروف الإقليمية فموضوع الإرهاب احتل مساحة واسعة في اهتمام الحكومة وأنا أؤيد ذلك , وأضاف أن الأجندة الوطنية تم إرسالها إلى مجلس الوزراء الذي سيعكف على مناقشتها.
ووصف بدران الأجندة بأنها خارطة طريق إصلاحية للأردن لذلك يجب التروي في إقرار بنودها وهذا يتطلب حوارا وطنيا خاصة ما يتعلق بقانوني الأحزاب والانتخابات النيابية والإصلاح السياسي, داعياً إلى ضرورة إشراك الشارع والأحزاب لتدلوا بدلوها في هذا الموضوع حتى تقود إلى تحسين ما تم طرحه في الأجندة,
وقال إن الأجندة الوطنية ترسم للحكومات المتعاقبة مسارات رئيسية للسنوات العشرة القادمة وتهدف تعزيز النمو والانتماء وتحديث وتطوير تشريعاتنا ومساراتنا بحيث ننتقل من الدول النامية إلى المتقدمة من خلال القضاء على الفقر والبطالة" معتبراً أن الاستثمار الأفضل للحكومات يجب أن يكون في الصحة والتعليم وجلب الاستثمارات للأردن والإصلاح الإداري للقطاع العام .
وأكد أن مواجهة الفقر والبطالة تحتاج إلى  تدريب وتشغيل العمالة الأردنية والقضاء على ثقافة العيب وإنشاء صندوق التشغيل لدى وزارة العمل والذي سيؤدي إلى مشاركة القطاع الخاص في تدريب العمالة الأردنية للإحلال التدريجي مكان العمالة الأجنبية, فمن المعروف أن العمالة الأجنبية في الأردن بلغت حوالي 450 ألفا بينما البطالة لدينا 180 إلى 200 ألف.
 
معروف البخيت: أن الأردن يعتمد سياسات الاعتدال الحقيقي
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت في حديث لراديو صوت العرب "إن الأردن منذ الاستقلال يعيش حالة متطورة من النمو والتطور في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا اكسب بلدنا وقيادتنا صورة ومصداقية مشرقة لدى العالم"
وأكد إن الأردن يعتمد سياسات الاعتدال الحقيقي مبينا في هذه المناسبة حجم التضحيات التي قدمها الرواد من الأجيال لتوطيد البناء وإرساء قواعد الدولة.
 
عبد الهادي المجالي: مجلس النواب يقف سندا قويا إلى جانب الدولة الأردنية
 
ومن جهته قال رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي "إن عيد الاستقلال ليس يوم نحتفل به وإنما يوم نتذكر فيه المسيرة الوطنية ونحاول جهدنا إن نعزز هذا الاستقلال من خلال العمل والجهد والإنتاج".
وأضاف المجالي إن مجلس النواب يقف سند قوى إلى الدولة الأردنية من خلال التشريعات العصرية والتي تراعي الإصلاح في جميع مناحي الحياة".