مساحة ليوان.. فضاء يجسد التعايش الأردني مع الجنسيات الأخرى واللاجئين

الرابط المختصر

هذه القصة من إعداد:

محمود الشبول

بشرى العقلوفي

ولاء خليفة

أن تجمع مجموعة متنوعة من الشباب سواء لاجئين سوريين أو أردنيين من مختلف المناطق تحت سقف واحد بهدف التفاعلية والتشاركية، تجد نفسك أمام مساحة ليوان التي توفر البيئة الآمنة لمجموعات مختلفة من الشباب لتساعدهم على المضي قدمًا نحو مستقبل أفضل.

 

يقول سري السباتين، وهو مسؤول في مساحة ليوان: "أسسنا مساحة ليوان الشبابية، و المعنية بتعزيز المشاركة المدنية، والسياسية بالأردن؛ أي أن أي شخص يعيش بالأردن، ضمن إطار الأردن، ضمن قانون الأردن، هو قادر على أنه يكون جزء من تفاعلي ضمن مساحة ليوان الشبابية".

 

تأسست المساحة عام 2018 على أيدي 12 شاب وشابة من مختلف المناطق والجنسيات وكانت تدعمها مؤسسة طمي للتنمية إلا أنها أصبحت منفصلة الآن بشراكة أبدية مع منظمة NDO.

 

من مخيم الزعتري إلى مساحة ليوان

آلاء الحريري تعمل في مجال الدعم النفسي سورية تسكن مخيم الزعتري، كانت تستصعب آلاء فكرة الخروج من المخيم نظرًا إلى بُعد المخيم عن العاصمة عمان وصعوبة إجراءات الموافقة للخروج من المخيم، إلا أنها من خلال أصدقائها في المخيم سمعت عن مساحة ليوان تلك المساحة التي تشبه بالحد الكبير عمل آلاء كمقدمة رعاية ذاتية.

وتضيف "بالبداية أنا كثير مبسوطة لهذا الشيء، بتعرف أنت بمخيم وبتحس أنه في مساحة ضيقة أو اشي بأسرك، فلما تطلع لبرا، أو تتعرف على الناس الجداد، بتوسع عندك دائرة العلاقات والتواصل بصير عندك احسن".

وتوضح آلاء أنها شاركت في مسرحيات ولقاءات عديدة أُقيمت في مساحة ليوان مع مجموعة من الأردنيين والسوريين، اغلبها تهدف إلى التوعية ضد ممارسات العنف بكل أشكاله، وتسعد آلاء بالتنوع الذي وجدته في مساحة ليوان والاندماج ايضًا بين الشباب السوريين والأردنيين؛ "كنا كثير مندمجين مع بعض، نتشارك مع بعض، ولهلأ الصداقة دائمة من غير الشغل ومن غير الاجتماعات، صرنا نيجي على مساحة ليوان من غير ما يكون في اجتماعات ولقاءات، بس أنه نشوف بعض ونطمن عن بعض".

 

مساحة آمنة لشبكة واي بير العالمية

عبادة ضبيان سوري الجنسية يعمل صيدلاني في إحدى صيدليات المملكة، وبنفس الوقت مدير مكتب الأردن في شبكة واي بير لشبكة تثقيف الأقران واي بير، وهي شبكة عالمية موجودة في 52 دولة، وتهدف إلى تمكين الشباب، وتعزيز نمط حياة صحي للشباب من خلال أدوات، وفرص لاتخاذ قرارات مسؤولة، وهي شبكة شبابية تطوعية لدعم اللاجئين السوريين والأردنيين.

يقول عبادة: "عندما ترشحت لرتبة ضابط ارتباط مسؤول كان هناك منافسين أردنيين ايضًا، ولكن لقيت دعمًا كبيرًا من كلا الجنسيتين وترحبيًا بعضويتي، نعمل باتجاه الإندماج المجتمعي ونسعى أن نحقق جيلًا واعٍ ومدرك للتحديات التي تواجهه".

بدوره يرّحب باحتضان مساحة ليوان لأعضاء شبكة وايبر والتي تُعقد أغلب اللقاءات والاجتماعات ضمن مساحتها، كما توفر ليوان الدعم المعنوي والفني اللازم لمساندة شبكة وايبر في طرحها لأهدافها المتنوعة.

تبادل الثقافات.. اللهجات.. والأمثال الشعبية

من خلال تجمع الشبان والشابات في فضاء ليوان كما يسميها السباتين، يتناقلون الأحاديث حول ما مروا به من تجارب وصعوبات خاصًة اللاجئين السوريين و رحلة لجوئهم إلى الأردن، توضح لنا الشابة لين الشماسين طالبة طب في الجامعة الهاشمية ومستفيدة من المساحة وهي عضوة مع شبكة واي بير، "أنا ما كنت أعرف شي عن الحرب، يعني انا عايشة ببلد آمن فما كنت أتصور المعاناة غير لما سمعتها من أخواني السوريين".

كما تضيف: "أنا كنت كثير مستمتعة إنيّ بتعامل مع أخواني السوريين؛ لأنه أنا تعلمت غير لهجه، لهجتهم فيها شغلات كثير ما كنت بفهمها". وتؤكد الشماسين أنها استفادت من اجتماعاتها في ليوان على تعلّم آكلات مختلفة عن المطبخ الأردني وكانت تشعر أنها في مغامرة جديدة كل يوم. "يعني حتى الأمثال الشعبية الي بحكوها غير عن الي بنعرفها، كثير صرت أحب انخرط معهم".

 

وتتحدث عن بداية التحاقها في الاجتماعات؛ "كثير دعموني أصدقائي السوريين ببدايتي يعني وقفوا جنبي بالتدريبات، لازم احنا نخليهم يحسوا بأنه احنا كمان واقفين معهم، و رح أحاول أقدم جميع الخدمات يلي بقدر عليها للاجئين السوريين في المستقبل".

الأدوار الرئيسية في ليوان

يبين لنا السباتين أهم ما تقوم به مساحة ليوان التفاعلية؛ بالبداية تؤمن فضاء آمن لمجموعات من الشباب الذين يرغبون في طرح حوارات أو أفكار متنوعة ضمن الفئة العمرية 15 - 35 سنة، كما تساعد ليوان في تقديم الدعم الفني لهذه المجموعات من خلال فريق مختص وناشط في المجالات الشبابية المختلفة، مع توفير الفرص المتاحة عبر مؤسسات عدة تهتم في احتضان أفكار شبابية مختلفة، بالإضافة إلى تشبيك هذه المجموعات بمجموعات أخرى ليتولد فيما بينهم علاقات تشاركية وتفاعلية وإبداعية.

 

ويختم السباتين: "لو تعاملنا مع ليوان كنموذج للفضاء في المجتمع المدني، سنكون حاضرين بكل محافظة في الأردن، وفي كل بلد مؤمنة بأهمية العمل السياسي، والمدني، بالإضافة لفكرة تركيزنا على الأفراد من خلال برامج شبابية، تساعدهم على إنهم يكونوا مؤهلين وظيفيًا، بحيث على الأقل يكون عندهم أشياء يحكوا عنها".