مزارعو شرق النهر بين نارين...اسرائيل والخنازير!
"لا نملك السيطرة على مزارعنا " هكذا تحدث مزارعو زور السعيدية التابعة لمنطقة كريمة في لواء دير علا " لراديو البلد " فجميعهم جمعتهم هموم واحدة ومطالب آملين أن تتحقق ، حيث تقع مزارعهم على مناطق حدودية محاذية للجهة الغربية من نهر الأردن ، والذي لا يفصلهم عنه سوى عشرات الأمتار .
مزارعو زور السعيدية والذي يقارب عددهم ستين مزارعا ،كغيرهم من مزارعي المناطق الزورية المحاذية للجانب الإسرائيلي ، يمنع تواجدهم في مزارعهم بعد الساعة الرابعة مساءا وفقا لأوامر عسكرية ، مما لا يمكنهم من حماية زراعاتهم ليلا .
هذا الأمر يكلفهم الكثير ويعرضهم لخسائر فادحة نتيجة بقاءهم ساعات محددة في المزارع ،وهذه الخسائر ناتجة عن ضربات الصقيع وخاصة أن منطقتهم منخفضة وشديدة البرودة ، مما يفوت عليهم فرصة اتخاذ وسائل الحماية من ضربات الصقيع كالتدخين ، وري المزروعات أثناء الليل ،وهذا ما أكده المزارع أبو حابس والذي خسر ما لا يقل عن خمسة عشرة ألف دينارا في زراعات الكوسا والبطاطا خلال ضربة الصقيع الأخيرة " لقد راجعت عدة مرات الجهات العسكرية لكي تسمح لنا البقاء في مزارعنا خلال فترة الصقيع الأخيرة ، لكن لم يسمحوا لنا بذلك ، حتى ان تأخرنا بعد الساعة الرابعة فان تصاريحنا تؤخذ للأمن العسكري " .
ومعاناتهم لا تقف عند هذا الأمر ، فقطعان الخنازير من الجانب الإسرائيلي تدمر مزارعهم ليلا مما يضيف عليهم عبئا آخر بحسب المزارع سلامة سعيد :"تهاجم الخنازير مزارعنا ليلا وتدمرها ، على الرغم من وضع اسياج معدنية ، وهذه وسائل لا تجدي نفعا ، فنحن بحاجة أن نبقى في مزارعنا ليلا لكي نستطيع حمايتها من هذه القطعان " .
ناهيك أيضا عن حاجتهم لعدد كبير من العمال لإنهاء أعمالهم خلال فترة الساعات المحددة من الثامنة صباحا ولغاية الرابعة مساءا ،وهذا ما لا يتوفر لهم بسبب قرارات وزارة العمل بمحدودية الأيدي العاملة بناءا على مساحة الأرض ، وهذا ما أشار إليه المزارع سلامة سعيد :" يعمل لدي خمسة عمال في ثلاثين دونم ، وهذا لا يجدي نفعا لإنهاء العمل في مزرعتي خلال فترة قصيرة لا تزيد عن ثماني ساعات ، فعلى وزارة العمل مراعاة ظروفنا والسماح لنا بزيادة عدد العمال " .
فيما أكد المزارع وائل عبدالله على تأخر المزارعين صباحا للوصول لمزارعهم ،وذلك بسبب إجراءات التفتيش عند نقاط التفتيش والتي تحتاج إلى ساعتين على الأقل "يتم تفتيش المركبات وحصر أعداد المزارعين والعمال ، وهذا الامر يجعلنا نصل الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا ، ويؤخرنا لجمع محاصيلنا وبيعها في سوق معدي والذي ينتهي عند الساعة الثانية عشرة ظهرا ".
فيما انتقد مزارعو زو السعيدية والذين يتواجدون في ثلاثة أحواض زراعية هي 19 ، 20 ،21 مديرية زراعة وادي الأردن لعدم توزيعها أجهزة إنذار للكشف المبكر عن ضربات الصقيع عليهم ،بالإضافة لعدم زيارة لجان الكشف عن ضربات الصقيع لهم خلال ضربة الصقيع الأخيرة .
فالمزارع خالد والذي خسر خمسة آلاف طن من محصول البطاطا خلال فترة الصقيع الأخيرة أكد على عدم وصول أجهزة الكشف المبكر عن ضربات الصقيع لحوض واحد وعشرين ، مطالبا بضرورة تعويض مزارعي هذه المناطق نظرا لظروفهم الخاصة " هذه الأجهزة حصل عليها المزارعون خارج المناطق الزورية على الرغم من حاجة مزارعي مناطق الزور لها ، ونحن لا نريد من الحكومة تعويضنا مبالغ مالية لكن نحتاج لتعويضنا عن الأسمدة والبذور التي خسرناها " .
وزير الزراعة مزاحم المحيسن رفض الحديث عن قضية مزارعي المناطق المحاذية لنهر الأردن بحجة أنها قضية أمنية .
فيما أكدت نجاح المصالحة مديرة زراعة وادي الاردن على توزيع كافة اجهزة الانذار والبالغ عددها واحد وثلاثين جهاز على العديد من المزارعين ، مؤكدة في الوقت نفسه على زيارة لجان كشف أضرار الصقيع لهم خلال ضربة الصقيع الاخيرة" اعتمد لكل حوض زراعي مزارع واحد حصل على جهاز كشف الإنذار المبكر ، حيث شمل توزيعها خارج وداخل مناطق الزور " .
فيما ختم مزارعو زور السعيدية حديثهم بمطالباتهم بضرورة النظر فيما يواجهونه من ظروف صعبة ، مع التأكيد على السماح لهم بالإقامة في مزارعهم ليلا ،وإيجاد حلول جذرية لمشكلة مهاجمة قطعان الخنازير لمزارعهم .











































