مزارعون يغسلون محاصيلهم بمياه ملوثة

مزارعون يغسلون محاصيلهم بمياه ملوثة
الرابط المختصر

باتت المياه غير النقية و الملوّثة وسيلة بعض مزارعي لواء الأغوار الشمالية بمحافظة اربد لرش و ترطيب منتجاتهم الزراعية من محاصيل الملوخية و الجزر و البقدونس والفجل وغيرها تمهيداً للقيام بتسويقها في الأسواق المركزية المتواجدة في اربد و عمان بحسب ما أكده المواطنون هناك .

و أوضح المواطنون أنّ عملية الرش و الترطيب منتشرة بكثرة بين بعض المزارعين، وأنها أصبحت ظاهرة في ظل عدم اتخاذ الجهات المعنية أي عقوبة بحق المخالفين.

ويقول المواطن فيصل سميرات إنّ " شاحنات نقل محصول الملوخية عادة ما تتواجد وفي ساعات متأخرة من الليل بالقرب من أحد مصادر المياه الملوثة في المنطقة للقيام بعملية ترطيبها ".
 
وبيّن أنّ أولئك المزارعين يعتمدون على برك المياه المتراكمة بالقرب من منطقة الحمّة في الشونة الشمالية ، ومياه أخرى ملوّثة لترطيب المحصول ،  وإبقائه نضراً لتسهيل عملية تسويقه في الأسواق المركزية في كل من اربد ، و عمان .
 
ودعا سميرات الجهات المعنية إلى "  اتخاذ التدابير اللازمة ،  و مراقبة المخالفين من المزارعين من خلال ضبطهم أثناء قيامهم بتلك الممارسات السلبية عند مصادر المياه الملوثة التي باتت معروفة للجميع ، و " تزويد المزارعين بالمياه الصالحة والنقية للقيام بترطيب المحاصيل من خلال التنسيق المسبق ما بين مديريتي الزراعة و المياه " .
 
وأكد معروف فارس الهنداوي ، على قدم المشكلة ، مشيراً إلى أنّ " غسل و ترطيب المحاصيل الزراعية  بالمياه الملوّثة منتشرة بين بعض المزارعين " ، وأنهم " يعتمدونها منذ سنوات في ظل غياب الرقابة عليهم " ،  لافتاً إلى اعتمادهم على القيام بعملية الغسل و الترطيب أثناء الليل بعيداً عن أعين المواطنين .
 
وأوضح أنّ المزارعين يعتمدون على استخدام المياه الملوثة لزيادة وزن المحاصيل، وبيعها بسعر مرتفع وأبرزها الفجل و الملوخية و البصل و البقدونس ، مشيراً إلى أنّ الكثير من المزارعين يعتمدون المياه المتسربة من مياه طبقة فحل وهي غير معقمة ،  وأخرى من حمة أبو ذابلة في منطقة المشارع ،  فضلاً عن المياه الملوثة المتجمعة في منطقة الكريمة.
 
 وأشار الهنداوي إلى أن تلك الحافلات تتسبّب بوقوع حوادث سير نتيجة تسرب المياه على الطرقات  من المحاصيل المحمولة  على طول الطريق  المؤدي من مناطق لواء الأغوار إلى اربد ، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع الإنزلاقات ، لافتاً إلى أن عدة حوادث وقعت نتيجة ذلك .
 
وأكد يوسف الظهيرات على أنه شاهد بعض المزارعين الذين يعتمدون على المياه الملوثة صدفةً أثناء تجواله خلال ساعات الليل قبل حوالي ثلاثة أيام في منطقة الشونة الشمالية  ،وأوضح أنّ عملية رش و ترطيب المحاصيل كانت من خلال " اعتماد البعض على صهاريج المياه التي تحمّل مياه غير صالحة و ملوّثة " .
 
وبيّن أن ظاهرة اعتماد المزارعين على مصادر المياه الملوّثة قديمة ، إذ " كان يُفترض على الجهات المعنية حلّها قبل انتشارها على مستوى اللواء بين المزارعين " حسب قوله .
وناشد الظهيرات الجهات المعنية و المسؤولين اتخاذ التدابير اللازمة للحد من الظاهرة التي باتت تؤرق المواطنين ،  و تشكل خطراً على صحتهم ، لافتاً إلى  أن الكثير من المواطنين في مناطق الأغوار  " يمتنعون عن تناول مادة الملوخية و شرائها من الأسواق " .
 
وأوضح ابراهيم أحمد ذيبان أنّ " أكثر من حافلة محمّلة بمحصول الملوخية تأتي إلى المنطقة القريبة من حمة الشونة الشمالية ليلاً  لاستخدام المياة الملوّثة و المتسربة منها لرش و غسل الملوخية " .
 
وبيّن أن تلك المياه  " غير نقية و تحتوي على الشوائب " ، مشيراً إلى أن الكثير من الحيوانات تتواجد بالقرب من تلك التجمعات المائية .
 
من جهتها أكدت نجاح المصالحة ، مديرة زراعة وادي الأردن على قيام بعض المزارعين بالممارسات الخاطئة و السلبية ، موضحة أنّ المديرية " مستمرة في عقد الندوات و المحاضرات التثقيفية و التوعوية للمزارعين للحد من تلك الممارسات  " .
 
ولفتت المصالحة إلى أن مشكلة اعتماد بعض المزارعين على المياه الملوّثة " هي مشكلة فردية فقط " ، ستعمل على حلّها من خلال حملات  التوعية .
 
وأكدت على أنها " غير مخوّلة بمخالفة أولئك المزارعين " ، خصوصاً و أنّ " قانون وزارة الزراعة يخلو من تشريعٍ يجيز لها تحرير المخالفات بحقهم  " ، على حد قولها .
 
وحمّلت المصالحة مسؤولية متابعة المخالفين لمديرية البيئة ، مؤكدة في الوقت ذاته على أنّ البيئة تمتلك صلاحية ايقاع العقوبات بحق المخالفين من المزارعين .
 
من جانبه ، أوعز المهندس خلف العقلة  ، مدير بيئة محافظة اربد لـ شرطة البيئة بالكشف ومراقبة مواقع تجمعات المياه التي يرتادها المزارعون لغايات غسل وترطيب محاصيلهم الزراعية ، إذ سيتم المباشرة بعملية الكشف صباح يوم غد .
 
وأوضح العقلة أنّ " تواجد الحيوانات بالقرب من تجمعات المياه هناك ، يتسبب بتلوثها وجعلها غير صالحة لغايات الغسل ، على حد تعبيره ، الأمر الذي يوجب مخالفة من يُقدم على تلك الممارسات .
 وشكلت متصرفية لواء الأغوار الشمالية لجنة مشتركة من مديريات البيئة والصحة والبلدية للكشف الفوري على مواقع تجمعات المياه  ، ومراقبة مرتاديها  ، بحسب رئيسها مفيد عنانبه الذي أشار الى أنّ اللجنة ستقوم بأعمالها على مدار الساعة لمنع المزارعين استخدام المياه في حال ثبت عدم صلاحيتها.
وشدد عنانبه على إتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين من المزارعين حال ضبطهم ، مؤكداً على أنه "لن يتهاون في معاقبة من يثبت قيامه بتلك السلوكيات " ، موضحاً أنّ "  المخالفات والعقوبات ستتخذ بموجب قانون الصحة العامة والبيئة " .