مزارعون في الاغوار يقتلعون اشجار الحمضيات
تدني أسعار الحمضيات،وقلة المياه ورداءة جودتها،وارتفاع مستلزمات الإنتاج جميعها عوامل أجبرت العديد من مزارعي الحمضيات في وادي الأردن على تقليع أشجار الحمضيات في مزارعهم،واستبدالها بزراعات أخرى بديلة وصفوها"بالمجدية"،والبعض الآخر اخذ يفكر بالتوجه للتخلص من أشجار الحمضيات في مزرعته ليستثمرها في البيوت البلاستيكية أو أن يقوم بتأجيرها.
ويؤكد محمد الماضي احد مزارعي الحمضيات أن حوض 22 الزراعي في دير علا لم يتبقى منه سوى نسبة قليلة من مزارع الحمضيات،فالمزارعون يتعرضون للخسارة بسبب تدني سعر الحمضيات في الأسواق مقابل ارتفاع مستلزمات الإنتاج،وعلى سبيل المثال"صندوق المندلينا نبيعه ب40 قرش،في حين أن الصندوق الفارغ ثمنه25 قرش،ناهيك عن ثمن قطافها،وأجرة العمال،وارتفاع مستلزمات الإنتاج كالأسمدة،وغيرها".
مشكلة شح المياه وعدم توفرها بشكل كاف لمزارع الحمضيات أثرت بشكل كبير على نمو الحمضيات وجودتها،وخاصة بعد قرار سلطة وادي الأردن بتقنين المياه في الوادي،فيقول المزارع عثمان"قلة المياه أدت إلى قيام عدد من المزارعين باقتلاع أشجار الحمضيات ،واستبدالها بالخضار لأنها اقل تكلفة وخسارتها قليلة،ومنهم من اضطر لبيع أرضه أو قام بتأجيرها".
فيما يفكر المزارع مروان مسعود بالتخلص من شجر الحمضيات في أرضه واستبدالها بزراعات مجدية تكون اقل خسارة"سأقوم بإزالة أشجار الحمضيات من مزرعتي التي مساحتها 70 دونما زراعيا،ثم ازرعها خضار وأعلاف".
ورداءة نوعية المياه التي تغذي مزارعهم والتي مصدرها سد الملك طلال هي عقبة كبيرة تؤثر سلبا على مزارع الحمضيات ،حيث أكدوا أنها لا تصلح للري بسبب ملوحتها المرتفعة وتلوثها بمواد عديدة .
أما المزارع احمد صبح والذي أزال أشجار الحمضيات من مزرعته أكد أن الحمضيات حساسة للملوحة ومياه سد الملك طلال دمرت الحمضيات"زرعت نخيل وعنب بدلا من الحمضيات فهي لا تحتاج لمياه كثيرة كالحمضيات،ولها القدرة على تحمل الملوحة،ومنطقة الأغوار الوسطى أصبحت غير صالحة لزراعة الحمضيات فيها".
ووصفت نجاح المصالحة مديرة زراعة وادي الأردن هذه الظاهرة بالصحية،لان المزارع يستثمر بمحاصيل ذات جدوى اقتصادية أكبر من الحمضيات ويفتح مجالا للمنافسة في الزراعات المحمية"الاستثمار في زراعات العنب والنخيل عادت بمردود مادي كبير على المزارعين،كما أن الاستثمار في الزراعات المحمية يعطي فرصة للأردن للتنافس الاقتصادي بالنسبة للدول الجوار.
وأكدت المصالحة أن وزارة الزراعة ليس لديها صلاحيات بإيقاف المزارعين عن إزالة أشجار الحمضيات في مزارعهم " فإزالة الحمضيات يتركز في لوائي الشونة الجنوبية ودير علا، وان إنتاج الأغوار الشمالية يكفي للمملكة والاستثمار فيها مجدي اقتصاديا".
ونفت المصالحة أن تكون مياه سد الملك طلال غير صالحة لري أشجار الحمضيات"مياه سد الملك طلال غير نظيفة لكنها بيولوجيا صالحة للري،ونظرا لأننا من أفقر دول العالم بالمياه ،فيجب أن يتعاون المزارع ويستخدم أنظمة الري بالتنقيط لتوفير المياه".
هذا وتتوزع مساحة الحمضيات في وادي الأردن على 60 ألف دونم في الأغوار الشمالية،و 8 آلاف دونم في دير علا،وألفي دونم في الشونة الجنوبية.











































