مركز انترنت للنساء فقط
هدفي الأساسي من افتتاح المركز أن أهيئ جوا أكثر راحة ويسرا لطالبات ومعلمات يقتضي عملهن استخدام الانترنت لساعات طويلة"، ذلك ما تقوله ميسون جعفر صاحبة مركز انترنت عمدت إلى تخصيصه للنساء فقط.
وفي عرضها لفكرة إنشاء مركز خدمات انترنت خاص بالإناث في حي الفضيلة بمنطقة صويلح، تضيف ميسون ان "فكرة إنشاء المركز جاءت بعد نصيحة من إحدى صديقاتي المقربات باستبدال محل أدوات منزلية افتتحته لتمضية وقت فراغي خلال ساعات المساء بمحل انترنت مختص بتقديم خدمة ذات جدوى وتلقى رواجا وقبولا في المنطقة".
راقت الفكرة لميسون ووجدت في الفكرة الجديدة ضالتها، لا سيما وأنها تحاكي شغفها بالحاسوب والإنترنت، الذي تقضي أمامه أوقاتا طويلة، ويمتد عدد ساعاتها في تصفحه يوميا إلى عدة ساعات، لا سيما وانها تدرس حاليا دبلوم تكنولوجيا المعلومات.
وتقول ميسون، المعلمة في إحدى المدارس، إن مدة 13 عاما التي قضتها في مهنة التدريس واستخدام الحاسوب صقلت قدرتها على التدريس والتدريب باستخدام الحاسوب، مشيرة إلى أنها مرشحة لتصبح مدربة "انتل" في وزارة التربية والتعليم.
وعن تخصيصها هذا المركز للإناث فقط دون الرجال، تبين ميسون أن توجهها لتأسيس المركز كان بهدف مساعدة الطالبات والمدرسات لإتمام مهامهن المطلوبة منهن على صعيد الدراسة والأبحاث او متطلبات المعلمات بكل سهولة ويسر من خلال توفير جو أكثر راحة بالنسبة لهن في مركز يقتصر استقباله على النساء فقط.
وتضيف ميسون أن رسالتها من إنشاء المركز، الذي بدأ بخمسة أجهزة فقط متصلة بشبكة الإنترنت بالإضافة إلى الخدمات المساندة، العمل على تغيير وجهة النظر السلبية لبعض الناس حول استخدام الانترنت لأغراض الدردشة او تصفح مواقع غير محببة.
وأكدت أن مركزها يركز على التعلم من خلال الانترنت وإعداد الأبحاث والدراسات ومتطلبات العمل، مشيرة إلى أنها مهتمة بمراقبة استخدام الموقع لضمان تحقيق هدف ورسالة المركز.
ووفق تقرير حديث أصدرته دائرة الإحصاءات العامة بعنوان "مسح استخدام تكنولوجيا المعلومات داخل المنازل 2009"، فإن نسبة الإناث اللواتي يستخدمن الانترنت في المملكة ضمن الفئة العمرية 20 إلى 24 عاما تبلغ 42.7 % مقابل 49 % للذكور، ونحو 45 % للفئة العمرية 15 إلى 19 سنة.
ووفق التقرير ذاته، فإن نسبة المستخدمات ترتفع بين المشتغلات والمتعطلات.
كما بلغت نسبة من لديهن بريد الكتروني ممن تبلغ اعمارهن 5 سنوات فأكثر نحو 25.5 % في مناطق الحضر و 10.2 % في مناطق الريف.
وبلغت نسبة الإناث اللواتي استخدمن الانترنت العام 2009 نحو 22.4 % مقارنة مع 18.3 % العام 2008 ونسبة زيادة بلغت 22.4 %.
وبين قبول هذه الفكرة أو عدمها يقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية، الدكتور حسين خزاعي، إن توفير مثل هذه المراكز يشجع الفتيات على ارتيادها بحرية أكبر، لا سيما إذا ما كان جميع المتواجدين داخل المحل من الفتيات.
كما يرى الخزاعي أن هذه المراكز تساعد من لم تتح لهن فرصة تعلم الانترنت ممن ليس لديهن اشتراكات في منازلهن أو من ربات البيوت على تعلمه.
ويشير إلى ان مساعدة الفتيات على استخدام الانترنت يساهم في زيادة نسبة انتشاره في المملكة ويزيد من مهارة استخدامه.
غير ان أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة، الدكتور حسين محادين، يقول "إنه على الرغم من احترامه لتفضيلات الآخرين إلا أنه يرى ان من ابرز التحديات امام المجتمعات النامية تقليص الفرق بين الجنسين والانفتاح بينهما وزيادة التكاتف من اجل تعميم الفائدة وتوزيع الفوائد الأكاديمية بين الذكور والإناث".
من جهته، يؤيد مدير عام مجموعة المرشدون العرب المتخصصة في دراسة اسواق الاتصالات العربية، جواد عباسي، وجود محلات تفصل بين الجنسين ما يوفر خيارات أكبر للمستهلكين طالما ان المستهلك له الحق في الخيار.
ويضيف عباسي أن هذه الأماكن تحفز الفتيات على استخدام الانترنت، لا سيما بالنسبة للفتيات اللواتي يواجهن صعوبة في تقبل أولياء أمورهم لفكرة ارتيادهن مقاهي الانترنت المختلطة.
وفي حديثه عن التباين في نسب استخدام الانترنت بين الجنسين، قال عباسي إن استخدام الذكور للانترنت يفوق بشكل كبير استخدام الإناث في العالم العربي، معتقدا ان وجود محلات متخصصة باستقبال الإناث قد يساعد على انتشار استخدامه، لا سيما فيما يخص الأبحاث والدراسات واستخدام الخدمات الالكترونية.
يذكر أن عدد مشتركي الانترنت في المملكة وصل أخيرا إلى نحو مليوني مستخدم بنسبة انتشار تصل إلى 30 %، بمعنى أن ثلث سكان المملكة يستخدمون الشبكة العالمية.
ويتجاوز عدد مزودي الانترنت في المملكة 15 مزودا منهم 5 شركات تقدم خدمة الإنترنت اللاسلكية بتقنية الواي ماكس التي دخلت السوق المحلية العام 2007، بينما يعتمد المزودون والتقنيات الأخرى على خط الهاتف الثابت في استخدام الانترنت.











































