مركزية فتح تنفي وجود دعم أردني للحركة

الرابط المختصر

يبدو أن حركة فتح بعد إخفاقها الكبير بالانتخابات التشريعية تنبهت لضرورة إعادة تأسيس وتنظيم صفوفها وتسلمها للعمل السياسي في الداخل والشتات لسحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين "الحمساويين" في محاولة للتصدي للمد الإسلامي.قيادة منظمة التحرير اتجهت بعد إخراجها من لبنان عام 1982 للتواجد المدني في مناطق الشتات بما فيها الأردن و فرضت حضورا قويا في النقابات المهنية والأندية والجمعيات والمؤسسات.

و بدأت في عمان بمقر المجلس الوطني الفلسطيني قبل أيام اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح لبحث عن مخرج لما يعانيه الشعب الفلسطيني، وطالبت اللجنة المركزية بملاحقة ومحاسبة كل من أساء لمقدرات وتاريخ الشعب الفلسطيني وتقديمه للمحاكمة والقضاء العادل.

تبني الأردن لاجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح طرح العديد من التساؤلات على الساحة السياسية عن حجم التسهيلات الكبيرة التي قدمها الأردن إلى حركة فتح من خلال إعادة تأسيس وتنظيم صفوف الحركة في الأردن وتسليمها العمل السياسي في المخيمات، الذي برز من خلال فوز فتح الكاسح في انتخابات نادي البقعة.

ويرى عدد من المحللين ان هذه الاجتماعات " تهدف الى إعادة تجديد حركة فتح وتقويتها في فلسطين والأردن من اجل إعادة البيت الفلسطيني بما يتلئم مع المتطلبات الإسرائيلية".

والبعض يذهب الى ابعد من ذلك ويرى علاقة الاردن بحركة فتح "علاقة انتحارية" ويقول الصحفي ناهض حتر" دعم فتح مقابل حماس له علاقات انتحارية بالنسبة للأردن، فخلاف الحكومة الأردنية مع حماس وهو ناجم عن رغبة هذه الحكومة باستعياب حماس من خلال الضغط عليها للاعتراف بإسرائيل او تهميشها في حال الرفض، هذا المنهج السياسي ضد حماس يقود الحكومة الأردنية الى تقديم تسهيلات لحركة فتح لاستعادة نشاطها وترتيب تنظيمها في الاردن وهذا بالتالي سلوك انتحاري يطرح بقوة إيجاد عناصر للوطن البديل، و بالنسبة لفتح أصبحت تنظيم محسوب على من منظومة العلاقات مع إسرائيل و وجودها في الأردن أصبح يشكل خطرا جوهريا على الأمن الوطني الأردني".


ويتابع حتر " عمان ورام الله تسعيان للتركيز على المسار الفلسطيني ومحاولة المقاربة الجديدة على أساس تأهيل الشريك الفلسطيني في المفاوضات ".

هذا الطرح واجه انتقاد ورفض من قبل قيادات فتح المجتمعة في الاردن، ففي رده على دعم الحكومة الادنية لفتح يرد عضو الجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي " نحن لا نتدخل في شأن احد ولا نسمح لاحد ان يتدخل في شأننا الداخلي".

وقال زكي ان "المركزية عقدت لتحبث سبعة مواضيع على رأسها مناقشة الوضع التنظيمي للحركة ثم الوضع اسياسي العام والسلطة الفلسطينية والوضع الامني والمالي ورئاسة السلطة".

الحكومة رفضت أن تكون قد قوت فصيل على آخر، ففي سؤال عمان نت للناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة " إذا ما كانت الحكومة تدعم حضور فتح في الاردن لمواجهة التيار الإسلامي الحمساوي،علق جودة في احد مؤتمراته الاسبوعية " لا توجد مثل هذه الأجندات عندنا و الحكومة لا تعمل في هذا الإطار لان مسيرتنا معروفه، والانتخابات في أي مكان تسير بشكل نزيه ولا نعتقد أن الساحة الأردنية ساحة للتنافس بين الفصائل الفلسطينية".


. ولا يستبعد المحلل السياسي فهد الخيطان أن تكون هناك سياسة حكومية وراء تقوية حضور فتح بالمخيمات " بعد نتائج الانتخابات الفلسطينية عمليا أصبح هناك استنفارا في قواعد فتح في الداخل والخارج، وخصوصا في الساحة الأردنية ردا على الهزيمة، بمعنى أن فتح حاولت أن تثبت أنها مازلت قوة جماهيرية موجودة في الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج في الأردن، ونشاط فتح في المخيمات الأردن يعتمد رسميا سياسة دعم التيارات العلمانية المعتدلة في مواجهة نفوذ الإسلاميين و حماس في أوساط المخيمات وهذا أمر لم يعد سر لذلك أنا لا استبعد أن تكون الحكومة الأردنية قد وفرت تسهيلات مختلفة لنشطاء فتح في الأردن للعمل ضد الإسلاميين هذا الأمر لجأت له الحكومة الأردنية لأنه في بساطة مؤسسات الدولة الأردنية ليس لها وجود شعبي في المخيمات وهي لا تستطيع العمل إلا عبر فتح وما كان أمامها إلا هذا الحل" .

ويعود الكاتب فهد الخيطان ليذكر "هذه الصيغة ليست جديدة ففي المرحلة السابقة كانت الحكومة تدعم حماس في مواجهة فتح في المخيمات في فترة الثمانينات وهذه تحالفات تكتيكية مرحليه ولغايات مرحلية ولسياسات انيه، الأردن يريد أن يصل في النهاية لفك الارتباط تماما بين الحركة الإسلامية الأردنية وحماس، ويسعى لاحتواء نفوذ حماس في كل موقع بالأردن على المستوى الشعبي وكان مخيم البقعة مثالا على هذه السياسية، واعتقدت أنها نجحت لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفسر فوز فتح على الإسلاميين في المخيم وان نعزوه للدعم الأردني فقط واضح أن هناك على الأرض موازين قوى تعطي لفتح الأغلبية".

تاريخيا كان الأردن يتميز بعلاقة جيدة مع حركة حماس في بداية تأسيسها لمواجهة (الختيار) ياسر عرفات الذي سبب قلقا كبيرا للنظام الأردني في فترة سابقة . إلا أن تسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية وجلوس المنظمة على طاولة المفاوضات و تربع حماس على قائمة المنظمات المقاومة الفلسطينية وتنفيذها للعديد من لعمليات الاستشهادية في اسرائيل دفع الحكومة الأردنية لإعادة حساباتها وتحالفاتها بما يتفق مع مصالحها.

أضف تعليقك