مرض شارون يلقي بظلاله على الأردن..وإلغاء التأشيرات أول الغيث

الرابط المختصر

الخارطة السياسية في إسرائيل غير ثابتة ؛ حراك حزبي نشط ولاعبين جدد في الساحة -على شاكلة أيهود أولمرت مهندس الانسحاب الأحادي من قطاع غزة- كل هذا ليس بعيدا عن الساحة الأردنية ...التي تراقب بحذر تدهور الوضع الصحي "لارئيل شارون وما ستؤول إليه الأوضاع في حال غيابه عن الساحة السياسية.



وما سيدور غرب النهر من أحداث، سيلقي بظلاله على شرقه، شئنا أم أبينا، وذلك للروابط التاريخية والديمغرافية بين الشعبين الفلسطيني والأردني، حتى موت شارون سينعكس بطريقة أو بأخرى على الأردن، وترى الصحفية رنا الصباغ " لن يؤثر الموت الفعلي أو السريري لشارون على العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية بين الأردن وإسرائيل، المدعومة باتفاقية سلام أصبحت حجر أساس استراتيجي في سياساتهم الداخلية والخارجية, وعبر مقتضيات الواقعية السياسية, وعوامل الجغرافيا".





لكن بعض المؤشرات بدأت تظهر في تداعيات مرض شارون على الساحة الأردنية، أبرزها إيقاف السفارة الإسرائيلية منح رجال الأعمال الأردنيين تأشيرات السفر. وتزيد الصباغ على ذلك وتقول لعمان نت "الحكومة الأردنية قد تتحمل ثلاثة أشهر أو أكثر من تباطىء وتعطيل الأشغال والإعمال في جانب العلاقات الثنائية مع إسرائيل, لكنها معنية أكثر بالصورة الأكبر والمرتبطة بمستقبل عملية السلام، وحماية مصالح الأردن وتخفيف أية تهديدات قد تمس الأمن الوطني السياسي".



الخبير في الشؤون الإسرائيلية غازي السعدي يقول ان غياب شارون لن يغير في السياسة الإسرائيلية تجاه الأردن في المستقبل ويقول " أي حكومة قادمة لن تكون أسوأ من حكومة شارون وعلى سبيل المثال يهود اولمرت أكثر مرونة من شارون، وعلى أي حال أي حكومة اسرائيلة قادمة هي بحاجة لوجود أردن قوي وآمن لان ذلك من مصلحة إسرائيل".



وترى الصباغ في زيارة الملك عبد الله الى واشنطن بداية الشهر المقبل فرصة جديدة لإقناع بوش بضرورة إعادة الالتزام بخارطة الطريق والطلب من اولمرت" رئيس وزراء إسرائيل المحتمل" استعمال مفرداتها التي تحظى بإجماع العالم والأمم المتحدة والعرب.



ولعل غياب شارون هو الخيار الأفضل لغالبية الأردنيين مهما حاول الموقف الرسمي إخفاء ذلك لان الخيار الأردني (الوطن البديل) الذي كان شارون يطرحه دائما لا يزال قائما، وركنا أساسيا في الإستراتيجية السياسية لهذا الرجل، ربما ليس بالمفهوم الكلاسيكي القديم، أي الترحيل الى الأردن، لكن بصورة أخرى من خلال تشجيع اتحاد فدرالي بين السلطة والمملكة يضمن انتقال الأشخاص بحرية من الغرب للعيش بالشرق تحت راية الحكومة الأردنية.



تكهن احد المحللين السياسيين بأن يكون المستفيد الأول من غيبة شارون عن المسرح السياسي الإسرائيلي هو حزب الليكود والعمل وليس أي نظام عربي، لكن اغلب الظن ان الأردن سيفضل إسرائيل بلا شارون على إسرائيل بشارون، كون الأخير من ابرز الشخصيات الإسرائيلية التي عارضت عملية السلام بين الطرفين عام 1994 .

أضف تعليقك