أكد رئيس لجنة إدارة الجمعية التعاونية وأبقار الضليل احمد الخطيب أن أسعار الحليب الموردة لمصانع الألبان مازالت مستقرة على السعر السابق الذي ارتفع إلى 45 قرشا في موجة الغلاء الأخيرة التي طالت معظم السلع الأساسية في المملكة.

وقال الخطيب لعمان نت إن مزارع الأبقار لا تزال تورد إنتاجها من الحليب لمصانع الألبان على السعر الذي استقر مؤخرا ما بين 45-46 قرشا، وان هذه الأسعار لم تنخفض خلال الفترة الماضية مع انخفاض أسعار المشتقات النفطية المتتالي.

وتوقع الخطيب، أن يترفع ثمن كيلو الحليب قرشا واحدا في المستقبل بسبب ضعف المنتج وقلة أعداد الأبقار بعد أن لجأ العديد من مربيها إلى بيعها لتسديد التزاماتهم وشراء الأعلاف لما تبقى لديهم من قطيع.
 
وكانت مصانع الألبان قد خفضت أسعار منتجاتها 7.5% بعد مد وجزر بين وزارة الصناعة والتجارة، حيث سيبدأ التخفيض اعتبارا من الخميس القادم، بعد أن لوحت الحكومة باللجوء لتسعير منتجات الألبان في حال رفض المصانع التخفيض.
 
وكان السبب بإصرار أصحاب المصانع على عدم التخفيض يعود إلى عدم انخفاض أسعار الحليب والبلاستك، الذين كانا السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الألبان للمستهلك بنسبة عالية خلال الأشهر الماضية.
 
وقال الخطيب لعمان نت، "إن سعر الحليب المباع إلى أصحاب المصانع يتراوح ما بين 45-46 قرشا،" في السابق كانت أسعار الحليب تتراوح ما بين 35-36 قرشا، وطن العلف بـ 360 دينار، ومع استمرار غلاء الأعلاف ونقص إنتاج الحليب بسبب لجوء بعض المزارعين إلى بيع أبقارهم لأجل شراء الأعلاف، اضطر المزارعون إلى رفع أسعار منتجاتهم من 45-46 قرشا فقط ولم يتم رفعها أكثر من ذلك كما يزعم أصحاب مصانع الألبان".
 
وبين أن أصحاب مصانع الألبان يحققون أرباح فاحشة سنويا، مشيرا إلى أن على أصحاب المصانع تخفيض أسعارهم أكثر تماشيا مع انخفاض أسعار النفط عالميا.
 

من جهتها، تلقت جمعية حماية المستهلك أمس نتائج دراسة تحليلية وردت للجمعية من احد مصانع الألبان حول تكاليف وأرباح إنتاج الكيلو الواحد من اللبن الرايب وفق معطيات السوق الحالية والتكاليف التشغيلية التي تؤكد أن السعر العادل للمستهلك النهائي بعد احتساب جميع التكاليف يتراوح بين 84 إلى 85 قرشا.
 
د. عبد الفتاح الكيلاني، نائب رئيس جمعية حماية المستهلك، تنمى أن تمارس الحكومة صلاحيتها بتحديد الأسعار، وأضاف،" إصرار أصحاب المصانع على عدم التخفيض يعتبر موقف مستهجن وغير مقبول مطلقا، وكما هو معروف أن أصحاب مصانع الألبان هم الذين يتحكمون بأسعار الحليب حيث أن باستطاعتهم إلحاق الضرر في الأسواق وتحديدا المزارعين ولا تزال أرباحهم مرتفعه"، مؤكدا أن أسعار الحليب لم ترتفع.
 
من جانبه، قال زكريا الفقيه أحد أصحاب مصانع الألبان لعمان نت إن تحديد الأسعار لجميع المصنعين هو أمر غير منصف بسبب اختلاف جودة المنتج من مصنع لآخر تبعا لاختلاف كلف التصنيع.
 
وأضاف الفقية،" ارتفاع أسعار الحليب ما بين 47 إلى 50 قرشا فضلا عن ارتفاع أسعار البلاستيك أدى إلى رفع أسعارنا تماشيا مع الوضع القائم في البلد، عندما نبيع علبة اللبن للمستهلك بـ 1.15 قرشا هناك نسبة أرباح تذهب لتاجر التجزئة نبيعه اللبن بـ 1.10 قروش  بالإضافة إلى خصم بنسبة 10% إلى 12%، أي تصبح نسبة تخفيض عبوة اللبن مع الضريبة 4 % والفارق في السعر حوالي 23 قرشا يذهب لبدل خدمات".
 
موضحا الفقية، انه في حال انخفاض أسعار الحليب حتى لو قرشا واحدا ستنخفض أسعار مشتقات الألبان بالمقابل، متوقعا أن تصل أسعار مشتقات الألبان إلى دينار واحدا في بداية شهر شباط من العام المقبل.
 
هذا وكان رئيس الوزراء نادر الذهبي -حسب وكالة الأنباء بترا – أكد حرص الحكومة على تخفيف العبء عن المواطنين والذي تجسد في عدد من الإجراءات الحكومية وخاصة تخفيض أسعار المشتقات النفطية ثماني مرات متتالية.
 
جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء مع منتجي الألبان في دار رئاسة الوزراء مساء الثلاثاء لبحث تخفيض أسعار منتجات الألبان وذلك بحضور وزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي ورئيس غرفة صناعة الأردن حاتم الحلواني حيث استجاب منتجو الألبان لدعوة رئيس الوزراء لهم بضرورة خفض أسعار منتجاتهم وتقرر تخفيضها بنسبة 5ر7 بالمئة على كافة مشتقات الألبان اعتبارا من يوم بعد غد الخميس.
 
إلى ذلك، قال حسونة محيلان مدير مراقبة الأسواق في غرفة الصناعة والتجارة، لعمان نت "إن الوزارة ستتابع مسالة التقيد بمواصفات الجودة لدى هذه المصانع في حال تم اخذ قرار إلزام هذه المصانع بالتخفيض".
 
وفي ذات السياق، أعلنت المؤسسة الاستهلاكية المدنية عن طرح عطاء لشراء منتجات ألبان أجنبية نتيجة لوجود فارق سعري يصل إلى 60 بالمئة عن السوق المحلي ولتغطية حاجة المواطنين.