مراقبون:قانون الانتخاب الجديد لن يحقق الإصلاح السياسي
مع إقرار مجلسِ الوزراءِ لقانونِ الانتخاب الجديد المؤقت، ما زالت وجهاتُ النظر مختلفةً حيال الجديد الذي يحمله في تغييرِ قواعد اللعبةِ السياسية على الساحة الداخلية وتحقيق الاصلاح السياسي الذي تدعو له جهاتٌ خارجية خلال الاونة الاخيرة، وخاصة انه يقوم على تقسيم المملكة الى دوائر فردية لكل دائرة مقعد نيابي واحد وصوت واحد بما يعرف بالدوائر الوهمية بحسب مراقبين.
مسالة تقسيم الدوائر الانتخابية ورفعها من 40 دائرة لتصل الى 108 دائرة هل سيلعب دورا في اختيار المرشحين على اساس برامجي بعيدا عن العشائرية والطائفية مما يعني رفعا لسقف الاصلاح السياسي ؟
النائب السابق بسام حدادين يرى ان قانون الانتخاب الجديد لم يغير شيئا في قواعد اللعبة السياسية ،ولم يعط ميزة للتنافس على قاعدة سياسية او برامجية "ما زال الانتخاب يتم للافراد على قاعدة مكوناتهم الشخصية ومنبتهم العشائري او الجهوي او الطائفي".
ويتفق الكاتب والمحامي محمد الصبيحي مع النائب السابق حدادين بان هذا القانون سيقسم اطياف المجتمع الاردني وسيزيد التحشيد بناءا على العشائرية "عندما تكون التجاذبات متناقضة من عشائرية وسياسية وامنية في قانون انتخاب كالقانون الاردني سيولد قانون هجين بعيد عن الإصلاح السياسي".
وينتقد الكاتب الصبيحي الحكومة عدم نشرها مسودة للقانون الجديد لكي يتمكن الاردنيون من مناقشته دون اعتمادهم على تسريبات صحفية من حين لاخر " لماذا لم ينشر القانون ولم يعطى الشعب الاردني مدة زمنية للاطلاع على مشروع القانون قبل إقراره ".
وبرأي حدادين ان القانون الجديد وبتطبيقه على ارض الواقع لا يحمل العدالة والشفافية في التنافس على المقاعد الانتخابية بين المرشحين " قد يخسر احد المرشحين في دائرة ما حصل على أصوات أعلى من فائز في دائرة أخرى" .
ويضيف حدادين " هذه الطريقة تعطي مرونة للتجمعات العشائرية وسيعيد المعادلة القديمة الاصطفاف على أساس روابط الدم وليس على أسس برامجية .
كما توقع حدادين وجودا كاسحا لنواب محافظين مستقلين وحضورا قويا للتيار المحافظ الاسلامي في مجلس النواب الجديد.
النائب السابق حدادين والذي يؤيد فكرة زيادة عدد الكوتا النسائية في المجلس يعلن عن وجود خطأ في القانون وبما يتعلق بإبقاء آلية احتساب الكوتا النسائية"بقاء توزيع الكوتا النسائية 12على حالها في القانون الجديد سيعني وجود 8 من اصل 12 سيدة من الكوتا المسيحية أو الشركسية وذلك لان حجم الناخبين في دوائر الكوتا المسيحية والشركسية قليلة جدا " .
ويختلف الكاتب الصبيحي مع النائب السابق حدادين في مسالة زيادة عدد الكوتا النسائية والمقصود منها تمكين المراة ،ويرى ان تمكن المراة ياتي عن طريق اندماجها بالاحزاب وترشيحها من خلال الاحزاب السياسية "الكوتا التي تحتاجها المراة كوتا احزاب سياسية والتي تمثل 90% من الشعب الاردني وهي الاولى ان اردنا الصلاح سياسي حقيقي " .
ويعتقد النائب حدادين بان ممسالة إلغاء الامتيازات لنواب المجلس الجديد من إلغاء رواتب التقاعد ، وشطب إعفاءات جمركية ما هو الا ظلم للنواب الهدف منه تحجيم النائب .