مختصون: الحركة الإسلامية استطاعت اختراق الأرياف وتنظيم أبناء العشائر
أكد الدكتور محمد المصري الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ، أنه لا يمكن الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن دون التطرق إلى واقع العشيرة والدولة.
وشدد المصري خلال ندوات اليوم الثاني والأخير من مؤتمر "دور العشيرة السياسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" الذي ينظمة المركز في الجامعة الأردنية، على عدم وجود أدوار سياسية للعشائر في الأردن، وافتقار البلاد لبرنامج سياسي تتبناه العشائر.
وذكر المصري أن التأسيس لعلاقة العشائر في الأردن مع الحركة الإسلامية، يعود إلى فترات قديمة منذ تأسيس "الإخوان المسلمين" في الأردن، مؤكدا أن الحركة في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات، كان أغلب المنتسبين فيها من الطبقات المثقفة، والتجار، ولم تستطع الحركة آن ذاك اختراق الأرياف والقرى التي يغلب عليها صفة التجمعات العشائرية.
وبعد ذلك استطاعت الجماعة اختراق الأرياف وتنظيم أبناء العشائر، عن طريق أبناء ذات المناطق الذين ذهبوا إلى الدراسة في الجامعات الأردنية وخارج الأردن، "فتم التأثير عليهم وتنظيمهم في صفوف الحركة، وبعد العودة إلى مسقط رؤوسهم، تمكنوا من اختراق العشائر وتنظيم عدد من أفرادها...".
وفي الأثناء أشار المصري إلى أن الحركة الإسلامية استخدمت منابر المساجد، وساحات الجامعات، والمؤسسات الخيرية كجمعية المركز الإسلامي، والنقابات، ولجان الزكاة، والانتخابات، لبسط نفوذها، والوصول إلى صفوف العشائر، والاستفادة منها.
وقال أن قادة الإخوان في المناطق الريفية من أبناء العشائر، تمكنوا من التحول إلى قادة محليين في مناطقهم، عن طريق تقديم الخدمات للمواطنين، من خلال شبكة العمل الاجتماعي الخاصة بالحركة الإسلامية والمنتشرة في جميع محافظات المملكة.
ولفت المصري إلى أن هنالك عشائر أردنية محسوبة على الحركة الإسلامية من وجهة نظر الدولة، على اعتبار أن قادة بعض العشائر هم قادة أيضا في صفوف الحركة الإسلامية.
وفي سياق متصل أكد المصري أن الحركة لم تواجه صعوبات في محاولة إعادة صياغة المنظور القيمي للعشيرة الأردنية، حيث تجاوبت العشيرة معها لاتسامها بالمجتمعات المحافظة.
وعلى الشأن الدولي أكد ممثل المرصد اليمني عادل الشرجبي في محاضرته التي حملت عنوان "تلاقي الأبوية والقبيلة مع الأخوية الاسلامية"، أن القبيلة في اليمن تتصف بأنها شديدة التراتبية، وفيها يمثل الشيخ الدولة أمام أبناء العشيرة.
وأشار الشرجبي إلى أن الدور السياسي في اليمن محصور على مستوى القبائل بشيخ العشيرة، وأن الإخوان المسلين في اليمن أرادوا أن تكون لهم قوة من خلال القبائل، التي كانت هي الأخرى بحاجة إلى الإخوان لتدريسها الثقافة والعلوم، على اعتبار أن كثيرا من أبناء العشائر أميين.
ولفت الشرجبي إلى أن الإخوان أرادوا أن يصلوا من خلال القبائل إلى مناطق الزيديين لاختراقها، وفي المقابل كانت السلطة المحلية تريد الوصول إلى الإخوان عن طريق العشائر، بهدف السيطرة عليهم وإجهاض مشاريعهم.
الباحث في المركز الفرنسي للشأن الأدنى يحي الكبيسي تحدث في المؤتمر عن "العشيرة والإسلام السياسي في العراق"، مؤكدا أن الأحزاب الإسلامية الشيعية في العراق كانت تسعى إلى تسييس الهوية بعكس الحزب الإسلامي السني الذي لم ينتبه للقضية المذكورة باعتبار أن الدولة العراقية قبل الغزو العراقي كانت تمثل بشكل رئيسي السنة.
ولفت الكبيسي إلى أنه من الصعب ربط الانتماءات السياسية بين العشائر في العراق والحركات السياسية جميعها، كما لا نستطيع الربط بين الجماعات المسلحة والعشائر، فجميع القوى والأحزاب العراقية لا تحسب على العشائر وهو الأمر الملاحظ على الأرض على حد قوله.
وفي جلسة "المرأة والمشاركة السياسية"، قالت الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ياسمين الطباع أن العشائر في الأردن باتت تقوم بعملية ترشيح النساء في الانتخابات البلدية والنيابية من غير تعقيد، والدليل على ذلك "ما شهدته الانتخابات في العام 2007، حيث قامت العشائر بتنفيذ حملات دعائية لمرشحاتها". لكن الطباع دعت إلى مزيد من تنشيط العمل السياسي للمرأة في الأردن.
المحاضرة في جامعة بغداد أسماء جميل أشارت إلى أن بنية العشيرة في العراق قائمة على هيمنة الذكور، وهنالك آليات يتم فيها الإبقاء على تراتبية المرأة ومكانتها التقليدية.
وتضيف: "في العراق يتم مصادرة حق المرأة من قبل العشائر، ومنعها من إبداء الرأي، والسيطرة على حسدها، كالقتل غسلا للعار باعتباره ملكا للعشيرة، والزواج المبكر، وفرض الحجاب بالقوة، فضلا عن منعها من المشاركة الفاعلة في الانتخابات..".
ونبهت جميل إلى أن العام 2003 شهد قليلا من حصول المرأة على حقوقها ليس بفضل العشائر، وإنما بفضل القوانين الجديدة التي باتت تحكم الدولة العراقية.
من جهتها قالت نائب رئيس السلطة الوطنية لمحاربة الفساد في اليمن بلقيس أبواصبع أن هنالك معوقات كثيرة تقف في وجه المرأة اليمنية، فبعض التجمعات والأحزاب السياسية إضافة إلى القبائل، تعتبر أن دور المرأة يقتصر فقط على المنزل، وأن الأحزاب التي تتحدث في شعاراتها عن حقوق المرأة، تجد نفسها عاجزة عن ترشيح العنصر النسائي وإنجاحه.
يشار إلى أن المؤتمر سيبحث الدروس المستقاة مما طرحه المشاركون من الدول العربية والاجنبية، وسيخرج بعدد من التوصيات التي ستكون مدار أبحاث قادمة للجامعات والمراكز البحثية العالمية.











































