محمد طمليه قطّ حاول التسلق على جدار أملس
ما هو التجديد في الادب؟ وكيف يتم؟ التجديد في الادب ، باختصار شديد ، هو تجديد في النفوس وليس في تغيير الأشكال والمواضيع،.التجديد يعني رسوخ مفاهيم تقدمية جديدة من شأنها توليد شعور جديد في نفوس الادباء،
.بالنفوس المهترئة العتيقة المسكونة بالعقائد والمفاهيم والقيم المنحرفة
لا يمكن توفير الشعور الجديد ، وهما الشرط الهام والضروري لانتاج
التجدد،،.قيل الكثير في محمد طمليه،. وأكثر ما جاء في تصنيفه انه كان
«كاتباً ساخراً» بل ان بعضهم ذهب في وصفه الى انه كان «اول من حمل لقب
الكاتب الساخر في الاردن»،.وبالمناسبة ، فان الكتابة الساخرة عندما
يمارسها الكاتب المؤهل المثقف (المليان) تعتبر اصعب انواع الكتابة ، لانها
بالاساس ، تعبير ضاحك باك جميل وجاد بالغ الجدية،،. بل ان تأثيرها في نفس
القارىء ، أعمق وأشد صرامة من الكتابة غير الساخرة،،.ومحمد طمليه الذي
حاول ، احيانا المزج بين الادب والصحافة ففشل ، هو.. كاتب جاد.. جاد ومجدد
بالوقت نفسه،.محمد طمليه أثبت ان بامكانه ان يبني من الكلمات والالفاظ
السوقية والمبتذلة ، قصراً من رخام ساحر،، وهو أمر يصعب وربما يتعذر
استيلاده أو السطو عليه،،.وبالطبع... ما كان ليكون كما عرفناه وخبرناه
وقرأناه مسكونا بظاهرة المرارة الحقيقية ، وليست المفتعلة،. كان احساسه
بالمرارة دافعاً للايحاء بضرورة الهدم ، طلبا للبناء... بناء النظيف
الراقي من مقومات الحياة النظيفة الجميلة الخالية من ظاهرات الرجعة
والانحطاط سواء كانت اساليب حكم أو تقاليد أو... وساخة،،.وبالرغم من خلفية
محمد الماركسية إلا ان تجديده للصورة الادبية انحصر في جانبه الشعوري ولم
يتجاوزه الى البعد العقائدي الفكري،،. وحسب تقديري. وقد اكون مخطئاً ، فان
الدافع الى اجتنابه التورط العقائدي هو... اليأس من احقاق الحق وترسيخ
العدالة،،.هكذا كان شاعرنا الاكبر عرار ، وهكذا كان ، الى حد ما ، الاديب
والشاعر المرحوم محمود المطلق والشاعر المرحوم اسد قاسم،،.المشكلة هنا..
ليست في تسرب اليأس الى النفوس ، فليس من احد في بلادنا لم يمر بهذه
الحالة الطارئة ، ولكن رسوخ الايمان بالشعب ومصالح الشعب وقدرة الشعب على
التغيير ، هو ما شفع ولم يزل يشفع لذوي النفوس الكبيرة الجبارة من جعل
اليأس حالة دائمة،،.الا نفهم من محمد طمليه الا بأنه... كاتب ساخر فيه ظلم
كبير على الاديب اليائس الذي استخدم لغة السخرية وسيلة للهدم الضروري
لعملية البناء،،. بالرغم من محاولاته التي ظلت اشبه ما تكون بمحاولات القط
حين يريد تسلق الجدار الاملس،،.هروب محمد الى الشرب والتدخين الشره ،
والصعلكة ، هو... ضرب من الاحتجاج على اوضاع بائسة ومناخات هزائم،.وصحيح
ان محمد طمليه قد توارى ، ولكن ظله المخيم سيبقى يمتد وينظر الينا نظرة
الاشفاق و... السخرية،،.











































