محرك سيارة اردني يوفر الوقود
دفعت ظروف العمل الصعبة رجل الأعمال محمد أسندر إلى الانخراط في مجال العمل مبكرا وهو في السادسة عشرة من العمر، حيث التحق بالجيش ليعمل في مدرسة الدروع ميكانيكيا للدبابات لينتقل بعدها للعمل في مجال الشحن البري.
فبعد تلقيه تعليما بسيطا في طفولته خرج أسندر لميدان العمل لم أكمل تعليمي الجامعي حيث دفعتني ظروف الحياة إلى الخروج مبكرا من المدرسة لالتحق بعدها في الجيش وأعمل كميكانيكي دبابات، ثم انتقلت للعمل في مجال الشحن على الطرقات يتابع: بعد ذلك عملت في الشيشان وخلال الأعوام 1989-1994 وقع الاختيار علي للعمل كمفوض للرئيس الشيشاني في الإمارات .
المعاناة التي شهدها أسندر خلال رحلات عمله الطويلة على الطرقات بسبب عدم كفاءة محركات السيارات وتعطلها المستمر والكلف التشغيلية العالية جعلته يفكر في حل يساهم في القضاء على هذه المشاكل نهائيا الصعوبات التي واجهتني خلال تنقلي المستمر على الطرقات إلى جانب التكلفة العالية دفعتني للتفكير باختراع محرك جديد بسعة أقل وبقوة أكبر من المحرك الاعتيادي للسيارات .
رحلة الاختراع التي بدأها أسندر بدأت في العام 2005 في دبي بتمويل مجموعة الرفاعي الإماراتية التي اقتنعت بفكرة المشروع وقدمت له الدعم المالي والفني يقول أسندر عندما فكرت باختراع هذا المحرك قبل 3 سنوات رغبت أن يكون أصغر حجما وبقوة أكبر من المحرك الاعتيادي للسيارة وأقل استهلاكا للوقود وبعد عدة تجارب نجحت الفكرة والمشروع قيد التنفيذ بصورة نهائية خلال الأشهر القليلة القادمة .
عملية تطوير المحرك الأعجوبة كما يحلو للبعض تسميته تمت في المنطقة الحرة بالزرقاء يوضح أسندر عندما بدأنا بتطبيق فكرة المحرك على أرض الواقع قررنا الانتقال إلى الأردن نظرا لوجود كافة التسهيلات الفنية واللوجستية إلى جانب الكفاءات الهندسية ذات المستوى العالي .
خلال السنوات الثلاث الماضية تم تنفيذ 8 نماذج أولية للاختراع إلى أن تم التوصل إلى المحرك الجديد بصورته الحالية حيث يعرض خلال اليومين القادمين في ملتقى الاستثمار الأول في المناطق الحرة الذي بدأ أعماله أمس في فندق الرويال.
وحسب أسندر يمتاز المحرك الأعجوبة بأنه رباعي الأشواط، سعة 800 CC، يعمل بنظام الدحرجة، تبريد هواء ويمكن استعمال كافة أنواع الوقود، متوقعا أن تبلغ قوة المحرك الجديد 20 ضعف المحرك التقليدي ويقلل استهلاك الوقود بنسب تتراوح ما بين 60-70%، إلى جانب أن عدد القطع فيه لا تتجاوز 154 قطعة مقارنة بـ3000 قطعة في المحرك الاعتيادي.
ويتوقع أسندر أن يتم إنتاج المحرك الجديد بصورة تجارية قبل نهاية العام الحالي على أبعد تقدير، وذلك بعد استكمال كافة التجارب اللازمة التي تثبت كفاءة المحرك، مشيرا الى أنه سيقوم بعد ذلك بإنتاج ناقل جديد للحركة جير يتناسب والمحرك الجديد.
وبلغت كلفة الاستثمار في مشروع إنتاج المحرك 5 ملايين دولار رغم أن الدراسات الأولية للمشروع أكدت أن الكلفة المتوقعة ستفوق 15 مليون دولار.
وأشار أسندر إلى أنه قد تم إيداع طلبات لتسجيل براءة اختراع في 45 دولة أجنبية، موضحا أن عملية التسجيل ستنتهي خلال الأشهر الستة القادمة، مؤكدا أن اختراعه في الأردن قد لاقى الدعم الكامل من كافة الجهات الحكومية حيث تم عرض المشروع على مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير.
من جانبه أشاد الرئيس التنفيذي لمجموعة الرفاعي حيدر وردة للمشروع بفكرة المحرك الاعجوبة مشيرا الى أن المجموعة وهي الجهة الممولة قد آمنت منذ البداية بفكرة المشروع الذي وصفه بـ الريادي
وأضاف ان المجموعة قد بدأت اتصالاتها المباشرة مع دول غربية وشركات عالمية متخصصة بصناعة السيارات للتباحث معها حول امكانيات التعاون، موضحا ان دراسات تجرى حاليا لاقامة مصنع لانتاج السيارات والمحركات في المملكة.