محترف الرمال من مكب للنفايات الى منارة للابداع
حال أن تدخل منزله تشعر بالحيوية والنشاط يملأ المكان ... فمنزل عبد العزيز يختلف عن منازل الكثيرين، فعبد العزيز أبو غزالة اختار أن يكون منزله متميزاً. وذلك عندما قام قبل عشر سنوات بفتح مرسمه الخاص داخل بيته حتى يستعمل أي شخص مرافقه من مراسم وغرفة صلصال وأماكن للجلوس والقراءة.
قبل أن يسكن فيه، كان هذا المنزل القديم مكبا للنفايات. وحوله عبد العزيز إلى مكان جميل مليء بالحياة والألوان، واستخدمه لينقل ويعلم خبراته في النحت والرسم لمن يرغب. و قد أطلق عليه اسم "محترف الرمال"، والاسم يصف تماماً المكان فهو يعني مكان الاحتراف .. ومكان العمل بالفنون، واستخدام الرمال التي تعتبر أساس كل الأشياء الفنية الجميلة.
ومنذ ذلك الحين أصبح للمنتفعين مكان يذهبون إليه ويقصدونه من أجل الاستمتاع بالفن وتعلمه بطريقة جديدة ومبدعة ومسلية. وإلى جانب ذلك يقوم عبد العزيز بالتطوع في بعض محافظات المملكة لتعليم الأطفال الفن، حيث يعمل مع الهيئة الوطنية لنزع الألغام في محافظة المفرق، ومع مبادرة ذكرى في غور المزرعة.
قد تردد على مر السنوات على "محترف الرمال" الاف الاصدقاء والزوار، فنانون وموسيقيون وأدباء، وأصبحوا يملكون نفس الروح للعمل وحب التطوع، وفي أيام الصيف يصل عدد الزوار إلى سبعين شخصا في اليوم.
تنصب كل الأموال التي يحصل عليها عبد العزيز على هذا المشروع، فهو يعمل كمدرس فن، كما أنه يقوم بنحت بعض الديكورات للمسلسلات التاريخية الأردنية. بالإضافة الى تقديمه بعض الدورات الفنية بأسعار رمزية، إلى جانب المبالغ القليلة (ثلاثين قرشاً – نصف دينار) التي يحصل عليها من الخدمات البسيطة التي تقدم للزائرين في "محترف الرمال" كتقديم الشاي والقهوة.
قد يكون الدافع وراء مساهمة عبد العزيز إحساسه بالمسؤولية تجاه مجتمعه في محاولة لنشر الوعي، ولتحقيق حلمه حصل على منزل قرر تحويله الى "محترف الرمال" ليكون ملاذا لكل من يريد تعلم الفن.
ويفتح "محترف الرمال" أبوابه أمام الجميع يومياً من الساعة الحادية عشر صباحاً وحتى الحادية عشر مساءً ما عدا يوم الثلاثاء.
يواجه عبد العزيز (المرشح لاهل الهمة) بعض المشاكل المادية من وقت إلى آخر، إلا أنه و بالرغم من قلة الموارد استطاع أن يدعم الحركة الفنية في مجال الفن التشكيلي والنحت من خلال إقامة ورشات عمل، ومهرجانات وساعد عدداً من الشباب في تطوير مهاراتهم.
يتمنى أن يصل إلى عدد أكبر من الناس. وأن يقوم بتطوير "المحترف" ليخدم اكبر عدد من محبي الفن خاصة خارج عمان. ويتمنى أن تتغير نظرة الناس إلى الفن والفنانين. فهو يرى أن هنالك العديد من المبدعين الذين يرتادون "محترف الرمال" والذين يمكن أن تصل أعمالهم إلى جميع أنحاء العالم ولذلك يجب دعمهم ومساعدتهم.











































