محتال العشرين: ضحاياه كبار الشخصيات وأنباء عن هروبه إلى روسيا

الرابط المختصر

"إن يكون خبيرا في جمع الأموال؛ فهو أكثر من ذلك"، "48 مليون دولار مبلغ في فترة قليلة، معناه أن في كل عام من عمره مليونان وأكثر"، تلك كانت حديث الشارع الأردني هذه الأيام، المتابع عن كثب قضية المحتال الأردني شريف محمود حسن، الذي نصب على سياسيين واقتصاديين أردنيين بمبالغ وصلت إلى ملايين الدولارات. القضية لم تكن عادية قبل أن تنشر الصحافة عن أردني نصب بمبالغ مالية كبيرة على مسؤولين، لكن عندما بدأت بسرد تفاصيل ومجريات الاحتيال ودخول أسماء سياسيين وأصحاب أموال فيها، بدأت الصحافة تنشر بإسهاب ما تبثه الدوائر الأمنية والمعطيات المتوفرة من شركات استثمار تعاملت مع شريف وهنا بدأ المواطن الأردني يتابع الأحداث.



الرقم المتوفر حتى الآن في سلسلة نصبه هو 48 مليون دولار، وشخصيات أردنية معروفة وغير معروفة، طالها النصب، وعدد المنصوب عليهم 1500 شخصية بينها شخصيات رفيعة المستوى من وزراء حاليا وسابقين، إضافة إلى محافظ عاصمة سابق وهو لوحده خسر مبلغ 900 ألف دولار.



شريف الحسن مواطن أردني، يبلغ من العمر 25 عاما، ويقول أحد الشبان الذين كانوا على معرفة به، أنه من المولعين بالتعامل مع البورصات والأسهم، وظروفه المادية لم تكن ممتازة كما أصبحت في الفترة الأخيرة، وهذا ما انعكس على نمط حياته، فالبذخ والصرف كان فوق الخيال كما وصف من حوله".



تغير أحوال شريف المادية، ودخوله في عالم البورصات و"اللعب بالأموال" كان المؤشر على تغير شخصه وظروفه، حيث كان كل يوم اثنين حتى الخميس، متفرغا لتوزيع الحصص والأرباح المكتسبة من البورصات، إلى المتعاملين والذين أغرتهم "المدة القصيرة والرقم الكبير في الربح بنسبة 200% وهو ما زاد عددهم، وبالتالي جذب السياسيين.



وكان يتعامل شريف مع وسطاء لشخصيات هامة، بالإضافة إلى تعامل مباشر مع عائلات أرادت الكسب، قائلا الشاب "كان يتفاخر في أحاديثه مع الشباب، أنه على تواصل مع وزراء ومسؤولين، وأنه يساعدهم في الربح".



قائمة ضحايا النصب تزداد يوما بعد يوم، وما يؤخذ على ذلك هو رفض تسجيل بعضهم شكوى، نظرا لأنهم "شخصيات سياسية أو عامة ترفض تسجيل أسماءها بالتحقيق حفاظا على سمعتها".



شريف الحسن لم يكمل دراسته الجامعية، والذي كان في تخصص هندسة كمبيوتر في جامعة العلوم والتكنولوجيا وانتقل بعدها إلى جامعة عمان الأهلية، ولأجل تعلقه بالبورصة ترك الدراسة منذ ثلاث سنوات.



معروف عنه الذكاء، وشخصيته البارعة في الإقناع والمحادثة مع الآخرين، كما يشير من حوله، وبحسب الشاب والذي رفض الإفصاح عن أسمه، فإن شريف "تلقى دروسا في أحد المعاهد الخاصة في الأردن والتي تدرس فنون التواصل والإقناع".



وفوجئ من عرف شريف بأنه قام بعمليات نصب وصلت إلى ملايين الدولارات، وبحسب المعطيات فإن نيابة أمن الدولة سوف تتولى ملف القضية، نظرا لارتفاع عدد المقدمين للشكوى للمدعي العام، وعن العقوبات التي ستقع على شريف هي الحبس من سنة إلى سنتين كحد أعلى، ليعلن المحامي عبد الفهيم الجبور وكيل عدد من المتضررين أن نحو 5ر3 مليون دولار أمريكي وصل في شكواهم.



المصرفي منجد القصراوي عبر عن صدمته من قيام شاب صغير العمر يقوم بمثل هذه الأعمال، وقال لعمان نت "أعتقد أن العملات والتداول لم تتأثر من هذه القضية".





يشار إلى أن الأنباء تقول أنه موجود الآن في روسيا عبر مساعدة أصدقاء له، وبانتظار أن يقوم الانتربول بملاحقته وإعادته إلى الأردن لمحاكمته.

أضف تعليقك