محاولات الانتحار في الأردن الأغلب من المراهقين

محاولات الانتحار في الأردن الأغلب من المراهقين
الرابط المختصر

قصة مراهقة كادت ان تفقد حياتها بسبب جرعة زائدة من عقار مهدئ سرقته من غرفة نوم والدتها .. دقائق معدودة لتنهار وتصل الى احد المستشفيات الخاصة لانقاذها ... والسبب مريول مدرسة

في بداية مشوارهم تعرفوا على الفشل مبكرا والنتيجة التي لا تحسب لها العائلة حساب ...انتحار المراهقين والمراهقات , اوضاع عائلية وربما مشاعر مختلطة وصراع نفسي وفشل   يقف وراءها بين الصواب والخطا , قصة مراهقة حدثت قبل 3 اشهر في احدى مناطق عمان الغربية " م " 15 عاما كشفت من خلال متابعة قصتها افتقارنا الى مؤسسات اجتماعية ونفسية تتعامل مع هذه الفئة العمرية التي لا تجد من ماوى تلجا اليها عند حاجتها الى مساعدة ارشادية بسبب حجم المشاكل التي تعانيها داخل المنزل , المدرسة , علاقتها مع الاخرين .. وربما كان الحب سببا للانتحار.

ونتواصل مع قصة " م " والتي بدات حديثها الينا " امي وشقيقتي الكبرى هما السبب " كيف ؟
تتابع لا احد يفهمني , وشقيقتي دائما تثير الشكوك حولي فانا اعرف الصح من الخطا , واريد ان انجح في المدرسة ,بعد ان تعرفت الى صيقة اختي الاخرى التي اهتمت بي ورعتني كابنة لها وحببتني بالدراسة الا ان امي وشقيقتي لا تقتنعان ربما اخطات في السابق دون قصد فانا لا اعرف الكثيرعن الحياة ..

وتواصل في احدى المرات توسلت الى امي ان اذهب برحلة المدرسة فرفضت , وفي احدى المرات ذهبت الى منزل صديقتي دون علم عائلتي , يسمح لصديقاتي بزيارتي في المنزل لكن انا لا يسمح لي بزيارتهن غامرت وذهبت لزيارتها وعدت في موعد " ترويحة " المدرسة الى المنزل الا ان امري انكشف فاخذت امي تشتمني بكلمات مهينة حتى انها طلبت من شقيقتي ان تصطحبني الى الطب الشرعي لفحصي .. ودائما ما تردد هذه العبارة .
وتواصل لا اجد الرعاية والاهتمام الكافي فكل شي ممنوع حتى ما تناوله على الغذاء يجب ان يكون حسب ما تحب عائلتي ولهذا لا اؤكل في المنزل .

في احدى ليالي تشرين الاول اخذت " م " اكثر من 20 حبة مهدئ وادخلت الى المستشفى  بعد  اجراء غسيل المعدة الى العناية المركزة للمراقبة , والمستشفى تعامل مع حالتها تسمم دوائي , وخلال وجودها في المستشفى الخاص كان الطبيب على يقين انها انتحرت لكن لم يحضر اليها احد لسؤالها عن السبب ...


تقول " م " اخي الكبير شاهد مريول مدرستي فلم يعجبه وحدثت مشادة كلامية بيني وبينه وعندما تدخلت امي اثارتني كثيرا بكلماتها وشتمها لي بكلمات عيب ان تلفظ فقلت لها اذا بدكم ترتاحوا مني ان بريحكم دخلت الى الغرفة واتناولت الحبوب ولم اعد اعي ما حدث بعد ذلك .. وكل هذه الاهانات من اهلي بسبب مريول المدرسة علما باني  ارتدي بنطلون تحت المريول وهو كباقي مراييل الطالبات المدرسية .


الحديدي : لا يوجد لدينا قاعدة معلومات تسجل حالات الانتحار

ويؤكد رئيس المركز الوطني للطب الشرعي المشتشار اول د مؤمن الحديدي  على وجود نقص وفجوات ظهر خلال التعامل مع حالات انتحار المراهقين والمراهقات بنقص مراكز الارشاد النفسي ذات الخبرة بالتعامل مع مثل هذه الحالات في الاردن .

ويقول  ان انتحار اليافعين من المراهقين  والمراهقات من الامور النادرة للغاية والاحصاءات في الاردن تدل على ان عدد من الوفيات قد حدثت في عمر اليافعين ,فحوادث الانتحار بالشنق تعزى لحادث ربط الحبل حول العنق اثناء اللعب او تناول الادوية تعزى الى تسمم الدوائي او اسباب عرضية مبينا من المحتمل ان تكون الوفيات هذه هي بسبب انتحار او ايذاء النفس الا انه من غير الممكن الجزم بذلك دون وجود منظومة للتحقيق تتعامل مع مثل هذا النوع الحوادث فتبدا بجمع البينات الظرفية والادلة المادية والاستماع الى جميع الشهود ووضعها في قالب قانوني يتم بعدها الوصول الى نتيجة الى ان الوفاة كانت بسبب الانتحار او غيره .

كم منتحر سنويا من اليافعين في الاردن .. ؟ ويجيب  د . الحديدي " من غير الممكن في هذه المرحلة ان نحصي اعداد  المنتحرين , ويعتبر هذا السؤال دافع وحافز للبدء بتحليل لجميع المعلومات السابقة لوفيات اليافعين  , نحاول جمع معلومات اكثر ومراجعة هذه الوفيات , لدينا بينات ظرفية بموجبها يمكن ان نقول انها انتحار كحالات الشنق لكن يصعب الجزم بذلك , المركز الوطني للطب الشرعي يعتبر من مراكز عنوانها الحقيقة , وبدانا نوجد قاعدة معلومات لتسجيل حالات الانتحار .

ويوضح ان حالات الانتحار بالاردن لا يعاقب عليها القانون  ابتداءا بسبب ان المنتحر هو ضحية بحاجة للعلاج الا ان العقاب هو على المحرض .

وعن اخلاقيات مهنة الطب عند تشخيص الطبيب لحالة الانتحار وتشخيصها بالتسمم الدوائي او بالاختناق .. يقول د . الحديدي لا خوف من ابلاغ الشرطة بالمشكلةمن خلال الجهات الطبية  مشيرا الى عدم وجود مؤسسات قادرة على تقديم المعالجة النفسية والاجتماعية من شانها الوصول الى الظروف المؤدية للانتحار, فاذا الطبيب احالها لجهة بيعرف انها تحل المشكلة ممكن ظروف الانتحار تكون اكثر قساوة ولهذا فان تعزيز الجانب التمثيلي النفسي والمعالجة النفسية يمرون بمراحل .


ويقول يتطلب الموضوع البحث في غرف الطوارئ فمعظم الحالات التي تحضر للطوارئ تقيد جرعات زائدة من الادوية او المؤثرات العقلية  وتكون سببا من اسباب الانتحارايضا
ويوضح ان اليافع يسعى الى التخلص من الظروف الصعبة  بسرعة ولهذا يلجا للتخلص من خلال ايجاد  ( مهرب سريع ) وهو الانتحار ,و اعتقد اننا بحاجة للتعامل مع القضايا بصورة صحيحة .


حالة " م " لم تكن الوحيدة بل كانت هناك حكاية اخرى تعامل معها الامن العام خلال شهر تموز الماضي  دون كشف تفاصيلها الا انه وعلى بعد بضع كيلو مترات , قامت فتاة في مقتبل العمر وفي الصف الأول الثانوي بإلقاء نفسها من شرفة منزل ذويها الواقع بالقرب من مدرسة العروبة الثانوية في منطقة عرجان, ونقلت على أثرها إلى مستشفى في طبربور, وقد وصفت حالاتها الصحية بالحرجة, ولم يتم الكشف عن أسباب محاولتها الانتحار.

 

معلمة مدرسة : عوامل خارجية تدفع الفرد للانتحار


احدى معلمات وزارة التربية والتعليم طلبت عدم ذكر اسمها  كان لها دور في منع احدى طالباتها من الانتحاروتقول المعلمة اذا اردنا التطرق الى حالات الانتحار التي تقع بين طالبات المدرسة واللواتي تمتد اعمارهن من 12-14 سنة , فلا شك ان العامل الاول والاهم لدفع الطالبات الى هذا العمل يقع على عاتق الاسره التي تعتبر اللبنة الاولى في تكوين الفرد بتجلياته الجسدية والنفسية .


وتضيف اذا امتدت الاعمار فوق 14 سنة فهناك عوامل خارجية تدفع الفرد للانتحار مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي .

اما الطالبات اللواتي لا يتجاوزن 14 سنة  فبالتاكيد الامر يختلفكثيرا فالطالبة في هذا العمر لا تفكر بالانتحارطالما  ان الظروف العائلية هادئة والعلاقات الاسري تسير وفق المنهاجية العائلية الهادئة .

وتقول شهدت من خلال علاقاتي الخاصة مع الطالبات اللواتي يشعرن معي بالاتياح شديد وعلاقة فيها الكثير من الخصوصية .. اؤكد ان الاضطرابات العائلية والظروف النفسية والعلاقة بين الاب والام وطريقة التعامل مع هذا السن يدفع الطالبة  .الى الانتحار ولو من باب الاستعراض او التنبيه الى وضعها الاجتماعي


وتقول استطعت من خلال علاقاتي المميزة مع الطالبات منع احداهن من الانتحار وذلك بالتحدث اليها والتعرف على ظروفها النفسية والا جتماعية حيث تعاني من مشاكل عائلية لا تنتهي .. بدءا من السباب والشتائم مرورا بالضرب واتهامها باخلاقها مما دفع الطالبة الى التفكير بالانتحار والقاء نفسها تحت عجلات السيارة لكن زميلاتها استطعن منعها في الدقائق الاخيرة وملاطفتها الى حين وصولي والتحدث معها .. واكتشفت ان والدها يسبب لها ولوالدتها واخوانها كثير من الاذية الجسدية والنفسية والعلاقة بين والديها مستحيلة .. حيث انهما لا يتحدثان الا بالسباب والضرب وطرد الام من المنزل .


وتوضح المعلمة هذا يؤكد وجهة نظري لا سيما في هذه الاعمار فقط , وقد يكون احيانا المستوى التعليمي للطالبة سببا في دفعها للانتحار خاصة اذا كانت من المتفوقات فالملامة والتقليل من شانها ومقارنتها بمن في عمرها يدفعها الى هذا الامر للتخلص من الوضع النفسي الذي تعيشه .. وهو ما استطعت معرفته من خلال طالبة لا تفتا تحاول الانتحار بسبب تاخرها في التحصيل العلمي متناسين ان العمر كلما ازداد العمر تبدا الطالبة بالاهتمام بامور جسدية او تجمييلية بعيدة عن تحصيلها العلمي وهو بطبيعة الحال امر عادي لكن علينا الانتباه الى مثل هذه الحالات .


وتضيف ان من الامور التي يجب مناقشتها وضع الطالبة في الاسرة حيث تعاني الكثير من الطالبات سوء المعاملة بسبب الفكرة الذكورية وهذا ايضا يدفع بعضهن الى التخلص من حياة بائسة ينظر لها كانها نذير شؤم او عيب يجب ان نخفيه
وتقول استطيع القول ان الاسرة هي العامل الاول والاهم في لجوء بعض الطالبات للانتحار وفق العمر الذي اشرت اليه وبطبيعة الامر فان العائلة اذا لم توفر لهذه الاعمار حالة نفسية اجتماعية جيدة فلن تستطيع الاطراف الاخرى الغاء الفكرة ولو بعد حين .
انتحار


د . دليمي : حالات الانتحار حساسة جدا ويبلغ عنها


ويعتبر د. سامي دليمي مدير مستشفى الامير حمزة ان هذه الحالات تعتبرحساسة جدا في المجتمع كونه مجتمع محافظ ولدية قيم انواع الانتحار تناول دواء معين مجرد الطبيب اللي عنده خبرة كافية يستطيع ان يميز العلاج عن غيره احيانا وان يحدد اذا كان تسمم او لا مثلا اذا حاجنا حالة تسمم بالمبيدات الحشرية مجرد النظر الى عين المربض وتوسع البؤب ممكن نقول ان ناتج عن مادة المبيجد والذي يعزز التشخيص اذا استمع الطبيب الى صدر المريض ويكون  صدره غير نظيف ويوجد حشرجة كبيرة يتدخل الطبيب في هذه الحالة  ويعتبرها حالة قضائية ويمكن الاستعانة  بافراد الامن العام وتسجل على انها حاة قضائية بحاجة للمتابعة.


ويوضح  ليست جميع الحالات هي انتحا ر فيمكن ان يكون العامل في مجال المبيدات قد اساء استعمال المبيدات ,عدم معرفة او خبرة , وعدم اخذ الاحتياطات الللازمة عند استعمال المبيدات الحشرية وعدم اخذ الحيطة قد يتعرض للتسمم ,اما  اذا كانوا مراهقين فقد يلجاون الى هذه الطريقة التي تودي بحياتهم وملابسات الحادث عندها يكشف التحقيق من قبل الامن العام السبب وراء ذلك  قد يكون انتحار او حادث عرض كتناول الادوية التي تخفض الضغط فهذه تخفض الضغط وتؤدي الى الوفاة او تناول  الحبوب او دواء  معالجة المفاصل هذا قد يؤدي الى نزيف بالمعدة وهذا يتطلب تدخل  طبي سريع لغسل المعدة من هذه المواد سواء طبية اومبيدات فجميعها  تودي بحياة الانسان .


ويقول اولا علينا تحديد الحالة انها حالة انتحار ام لا , واذا ثبت انها حالة انتحار نقوم بالاجراءات الطبية اللازمة لانقاذ حياة المريض ويترك الامر الاخر لرجال الامن العام لاستكمال التحقيق حالة واحدة  مواطنة غير اردنية خادمة تعمل في منزل ولامت حالها من الطابق الرابع موودة لبالمستشفى ابلغت المستشفى والامن ان وراء الانتحار اسبابها الخاصة .


ويضيف دورنا ينحصر بالتعامل  مع الحالة بغض النظر عن الاسباب وما يهم سرعة التدخل الطبي واجراء كل مل يلزم لانقاذ المريض .


ويقول د . دليمي لا بد من ابلاغ الشرطة حتى لو طلب الاهل عدم الابلاغ  او لم يطلبوا منا  ابلاغ في حالات معينة محددة بموجب القانون او السقوط او حادث سير اعتداء جسدي تناول مواد كيماوية واعتداء لا يبوجد مجال نخبي ممكننتعامل لا يوجد حالات انسانية للكن نتعامل مع خصوصيته ولا تعطى الا للمعنيين سواء اهل المريض اوالشرطة فيها تحفظ .


علم الاجتماع يؤكد انتحار المراهقين والمراهقات يعبر عن الفشل

ويكشف عالم الاجتماع د . مجد الدين خمش استاذ علم الاجتماع في لجامعة الاردنية ان حالات الانتحار بين الشباب وخاصة المراهقين والمراوهقات مشكلة كبيرة وهي تعبر عن الشعور بالفشل .


ويقول في الاردن حالات محدودة تستحق الاهتمام والدولة لكن في مجتمعات اخرى مثل الصين واليابان واوروبا مشكلة كبيرة حالات الانتحارعديدة في الاردن السبب الاساسي يتعلق بالعلاقات الاسرية وليس الفقر والبطالة انما الاسرة وكيف تتعامل مع المراهق او المراهقة ونلاحظ نسبة من الاسر في المناطق الشعبية والبيئة الريفية يكو ن فيها نوع من التسلط والديكتاتورية , والتعامل مع المراهق يتميز بالتسلط وعدم اشعار المراق بالاحترام والتقبل , اذ ان التنكيل المستمر على المراهق من قبل الاب اة من قبل الوالدين احيانا الاخ الاكبر وتكرا%D