محاكمة صدام على بسطات عمان!

الرابط المختصر

لم يكن الأشخاص المتجمهرين أمام شاشة التلفزيون الملحقه ببسطة صغيرة لبيع الأقراص المدمجة يشاهدون فليم " اكشن للممثل الأمريكي بروس ويلز"،إنما كانوا يتابعون تفاصيل محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وقد بدأت عليهم أثار الانفعال والغضب في نفس الوقت.مصائب قوم عند قوم فوائد! ..يبدو ان مصطفى البائع على بسطة " السيدهات"، لم يكن يعلم ان اعتقال الرئيس العراقي المخلوع ومحاكمته ستعود عليه بالربح المادي، إذ يبيع ما معدله 20 سي دي يوميا، ويقول " أصبح هناك حركة على البسطة، فقد تصدرت أقراص محاكمة الرئيس صدام حسين وأغاني الحرب على العراق مبيعات البسطة، لدرجة ان سي دي محاكمة صدام قد نفذ منذ ساعات النهار الأولى".





وعن مصدر هذه الأفلام يقول مصطفي " ان معظم هذه السيدهات يأتي من سوريا أو نسخا عن الفضائيات كما هو الحال مع محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين".



ويتابع مصطفى ان الفضول والحماسة هو الذي يدفع الأشخاص للإقبال على هذا النوع من الأفلام خصوصا فيما يتعلق بالعراق وفلسطين، حيث حقق فيلم الحرب على الفلوجة إيرادات عاليه، ويبلغ يبلغ سعر الفيلم في بعض الأحيان دينار بينما سعره الأصلي هو نصف دينار".



الفيلم يتحدث عن قافلة أمريكية رصدتها أعين المقاومة العراقية وهي تتقدم نحو مدينة الفلوجة وقامت بنصب كمين لها وحاصرتها في احد الشوارع الضيقة وخاضت حرب شوارع ضدها استخدمت بها مختلف الأسلحة تمكنت من خلالها من قتل أفراد القافلة بكاملها.



المشاهد للفليم يعتقد للوهلة الأولى أن هذه المعركة حقيقية، لكن بعد التدقيق في مواقع الكاميرا وتنقلها داخل عربة الجنود الأمريكيين تارة وبجانب أفراد المقاومة تارة أخرى يجعلك تدرك أن تصوير هذه الأحداث تم بإخراج تلفزيوني بهدف الدعاية والحرب النفسية خصوصا أن الأغنية التي رافقت هذا الفيلم كانت تمجد سوريا والرئيس بشار الأسد لدعهما المقاومة العراقية عن طريق فتح الحدود أمام المجاهدين حسب الشريط، الأمر الذي يدفعنا للاعتقاد أن هذا الربط متعمد.





أغاني تمجد صدام... وأخرى تمجد المقاومة الفلسطينية



"صدام أنت عقال الراس"....... كانت تلك إحدى الأغنيات التي تصدح بها بعض البسطات في شوارع العاصمة عمان، ممجدة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، حيث تلاقي هذه الأغنيات - والتي يعود بعضها لقبل الحرب على العراق- رواجا كبيرا عند العديد من الأشخاص، ويقول خالد صاحب محل لبيع الأقراص المدمجة ان العديد من الأشخاص يرتادون محله بحثا عن أغاني وأفلام الحرب على العراق.



كما تُشكل القضية الفلسطينية مادة خصبة لهذه "السيدهات" حيث يُبرز بعضها صورا للمقاومة الفلسطينية وهي تقصف بعض النقاط الإسرائيلية بصواريخ " القسام"، وبعضها الأخر يصور المجازر الإسرائيلية في المدن الفلسطينية مصحوبة بأغاني وطنية حماسية، وأخرى تحرض على الولايات المتحدة وتدعوا للاستشهاد.



وعلى النقيض الآخر تنتشر على البسطات أيضا أفلام تتحدث عن أنواع وأساليب التعذيب التي كانت تمارس في عهد الرئيس السابق صدام حسين، كما تعرض هذه الأفلام لعمليات إعدام ميدانية قام بها نظام البعث السابق في العراق.



السياسة ليست بعيدة عن بائعي البسطات! فعند سؤالنا لأحد بائعي البسطات إذا كان يبيع "سي دي" محاكمة صدام صرخ بوجهنا قائلا " أتراني عميل للأمريكان؟! من يحاكم صدام أنهم الأمريكان وتريد مني ان أبيع لهم هذه المحاكمة؟ هذا صدام زلمة العرب".



يبدو ان محاكمة صدام حققت النفع المادي لبعض الأشخاص، فبالإضافة لمصطفى صاحب بسطة سيدهات فقد حققت مبيعات خياط الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ارتفاعا كبيرا بفضل النقل التلفزيوني للمحاكمة والفضول الذي أثارته البذلة التي كان يرتديها وعليها اسم الخياط التركي الذي صنعها.