مجمع الفقه الإسلامي يناقش التكفير وتجديد الخطاب الإسلامي في أسبوع

الرابط المختصر

طغت مواضيع القضايا الفقهية المعاصرة والتحديات الصعبة التي تواجهها المجتمعات الإسلامية في البلدان العربية والعالم في الوقت الحاضر، على الجو العام لافتتاحية أعمال جلسات الدورة السابعة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي اليوم السبت.ويشارك في الدورة التي تقام في الأردن في الفترة ما بين 24 و 28 من حزيران 2006 مجموعة كبيرة من علماء وفقهاء ومفكري العالم الإسلامي، حيث ألقى مدير مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي ابراهيم شبوح كلمة الافتاح متحدثاً عن أهداف الدورة السابعة عشرة وإقامتها في الأردن.

فيما قال الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجة، في كلمته أن "من بعد مؤتمر القمة الإستثنائي الثالث الذي انعقد بمكة المكرمة وعقب اجتماع المؤتمر الثالث والثلاثين لوزراء الخارجية للعالم الإسلامي الذي أقيم منذ أيام قليلة بباكو عاصمة جمهورية إذربيجان، اتسعت اهتمامات المحمع ومجالات النظر الشرعي فيه، فلم تبق جهوده مقصورة على درس وبيان الأحكام الشرعية من عبادات وأحوال شخصية ومعاملات ونحوها، بل تجاوزت ذلم الى العناية بالقضايا الإسلامية العامة الملحة، ومواجهة أنواع العدوان من حرب وبغي وإرهاب وعنصرية في العالم الإسلامي، بما يتطلبه ذلك من أعمال وجهود تخلص شعوبنا مما حل بها وتخرجها من سيطرة الظالمين المعتدين ووقوف المحاربين للدين من المعادين المضلين، ببيان وجه الحق فيما يثار من مشاكل من المعاندين المضلين ببيان وجه الحق فيما يثار من مشاكل تحتاج الى تفصيل وتصحيح".
 
وتحدث الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للدورة السابعة عشرة البروفيسور أكمل الدين إحسان اوغلى عن الاحوال التي تنعقد فيها الدورة قائلاً "تنعقد أعمال هذه الدورة والأمة الإسلامية تواجه تحديات خطيرة مقلقة على رأسها استمرار الهجمات على مقدسات الأمة وقيمها وثقافتها وتصاعد ظاهرة كراهية الإسلام مع استمرار الترويج لأفكار التعصب والغلو وفتاوى التكفير التي تتناقض مع روح الشريعة الإسلامية السمحاء، وأملنا معقود على مجمع الفقه الإسلامي الدولي في ثوبه الجديد أن يواجه هذه التحديات باستخدام لغة العصر ومناهجه واساليبه بما يتوافق مع قيمنا وخصوصياتنا الثقافية والحضارية وبما يخدم أهداف الامة الإسلامية في التقدم والرفعة".
 
وألقى الأمير غازي بن محمد كلمة نيابة عن الملك عبدالله راعي الدورة تحدث فيها عن أهداف إقامة الدورة في الأردن رحب فيها بالمشاركين وتحدث حول الفكر التكفيري والتسامح الإسلامي والهدف من انعقاد المؤتمر مطالبا الجميع بذل كل الجهود لوضع الحلول الشاملة لكل المشاكل والتحديات التي تواجهها أمتنا الإسلامية.
 
وعلى هامش الافتتاح قال الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين مشارك من المغرب في حديث لعمان نت إن "هذه الدورة تاتي في ظروف تجتاز فيها الامة الإسلامية منعرجات إن كانت مقلقة شيئا ما فإنها مثبطة للعزائم، لكن الإسلام دائما يواجه هزات يخرج منها منتصرا ويخرج أبناؤه اكثر تماسكا وقوة وأكثر دعوة الى العدل، وههذه الدورة اتجهت الى مواضيع حساسة ومواضيع حفظ دماء المسلمين وقد استمعنا في كلمة الملك عبدالله توجيهات استشرفت مصالح المسلمين وعكستها على الأوضاع التي تعاني منها الامة الإسلامية، ويقيني أن العلماء المشاركين سيستحضرون كل هذه الأوضاع وسيعكسون عليها النصوص الإسلامي الداعية الى الأخوة والمحبة والسلام وفتح المجال أمام لتجد الدعوة الى الله آذانا صاغية".
 
فيما تحدث الشيخ فاضل الدبو أستاذ سابق في جامعة بغداد  في حديث جانبي قائلاً "رسالة الدورة عامة لكل الامة الإسلامية، حيث ظهرت هناك بعض الإنحرافات الخطيرة لتفسير الفكر الإسلامي، والواقع أن هذه الانحرافات ضرر على الإسلام، ومنها مسألة التكفير من قبل الناس الذين ليس لديهم وعي فقهي يحاولون الأخذ بظاهر الناس ويكفرون الناس وهذا يؤدي الى إثارة الفتنة والى قتل الإبرياء وسفك الدماء دون مبرر، فأنا لدي بحث في الإفتاء وشروط المفتي، فسنحاول أن نضع الشروط والضوابط لعملية الإفتاء وهي جزء من وجودنا في المؤتمر".
 
وتبدأ جلسة اليوم الأول تحت عنوان (الإسلام والأمة الواحدة، المذاهب العقدية والفقهية)، فيما تتناول جلسات الأيام التالية مواضيع منها (الإفتاء :شروطه وآدابه)، و(موقف الإسلام من الغلو والتطرف والإرهاب) و (أوضاع المرأة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي).
 
ومجمع الفقه الإسلامي تأسس تنفيذا للقرار الصادر عن مؤتمر الفقه الإسلامي الثالث (دورة فلسطين والقدس) الذي انعقد في مكة المكرمة بالسعودية في شهر كانون الثاني عام 1981 والذي تضمن إنشاء مجمع يكون أعضاؤه من الفقهاء والعلماء والمفكرين في شتى مجالات المعرفة الفقهية والثقافية والعلمية والإقتصادية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لدراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهاداً أصيلاً فاعلاً بهدف تقديم الحلول النابعة من التراث الإسلامي والمنفتحة على تطور الفكر الإسلامي.

أضف تعليقك