مجاري تختلط بمياه الشرب في أحياء عمان الشرقية
" لكل مجتهد من اسمه نصيب" لا ينطبق هذا المثل على حي عدن في جبل النصر احد مناطق عمان الشرقية، إذ يعاني الحي من مشاكل بيئية عديدة ونقص في البنية التحتية...
إذ تختلط مياه الشرب مع المياه العادمة المتسربة من الحفر الامتصاصية بسبب عدم شمولهم بالصرف الصحي.
ويتخوف السكان من ان تصيبهم "لعنة التلوثات التسممات" التي أصابت المملكة مؤخرا بسبب الوضع البيئي السيئ الذي يعيشوه،والمتمثل بسيلان مياه المجاري بجانب أنابيب الشرب القديمة، فخلال الجولة الميدانية في الحي استطعنا ان نرصد اكثر من منطقة تتسرب فيها مياه المجاري من الحفر الامتصاصية التي يعجز معظم أهالي الحي عن إفراغها بسبب التكلفة المادية المرتفعة والتي تبلغ 25 دينارا للمرة الواحدة حسب خالد طه احد سكان الحي.
وعدن احد أحياء جبل النصر والبالغ عددها خمسة عشر حيا تقريبا، والمشكلة في الحي تكمن في البناء العشوائي للمنازل كون أراضي الحي " أراض مشاع وغير مفروزة" الأمر الذي يصعب إيصال الخدمات إليها، لذا يلجأ سكان الحي الى التشارك بخطوط المياه والكهرباء مع الأجزاء المخدومة من الحي.
وتمتاز اغلب مناطق عمان الشرقية بضيق الأزقة والشوارع والممرات وانتشار القاذورات و الحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة، بالإضافة لانتشار الشقوق والبالوعات المكشوفة التي تشكل مصدرا للبعوض والذباب والجرذان.
ويبين سكان الحي "لراديو عمان نت" الوضع الصعب الذي يعيشونه ويقول خالد طه 38 عاما " نعاني في الحي من اكتظاظ سكاني مرتفع جدا بسبب رخص سعر الأرض بالمقارنة مع المناطق الأخرى، هذا الأمر اوجد لدينا مشاكل عديدة إذ نعاني من مشاكل في الصرف الصحي حيث ان جزء من الحي مخدوم بصرف صحي والجزء الأكبر غير مخدوم وخصوصا الأحياء الداخلية، وما زاد الطين بله ان صهريج النضح لا يستطيع الموصول الى بعض المنازل في بعض المناطق لذا يقوم بعض الأهالي بحفر حفر امتصاصية جديدة والبقاء على القديمة التي تكون مكشوفة في بعض الأحيان، هذا الوضع أدى الى انتشار البعوض والذباب بشكل كبير نتيجة سيلان مياه المجاري في الشوارع ناهيك عن الرائحة الكريهة المنبعثة من الحفر الامتصاصية الأمر الذي ينذر بتهديد بيئي على صحة من يسكنون الحي خصوا ان مياه المجاري تكاد تختلط بمياه الشرب".
وتنتشر في الحي أيضا الحاويات المكشوفة في الشوارع وبين الأزقة متسببة بروائح كريهة مع تدني مستوى النظافة، حيث اشتكى الأهالي من تجاهل عمال النظافة للحي مما يؤدي الى تراكم النفايات.
وتعهد سكان الحي لشركة مياهنا -الجهة المسئولة عن تقديم خدمات المياه والصرف الصحي في عمان- بان يتحملوا تكاليف مد شبكات الصرف الصحي على نفقتهم الخاصة، ويقول محمد رشيد احد سكان الحي " نحن على استعداد ان نتحمل تكاليف تمديد الصرف الصحي لمنازل الحي لتجنب الأضرار البيئية التي تلحق بنا نتيجة مياه المجاري المتسربة من الحفر الامتصاصية، فكثير من الحوادث وقعت بالحي نتيجة هذه الحفر التي تعتبر مكره صحية فعلى سبيل المثال وقبل أيام وقعت انزلقت إحدى المركبات داخل حفرة امتصاصية".
من جهتها رحبت شركة مياهنا بتحمل الأهالي كلفة مد شبكة الصرف الصحي للحي، ويقول الرئيس التنفيذي للشركة المهندس كمال الزعبي " بالنسبة لحي عدن وغيرها من الإحياء والمناطق في شرق عمان المشكلة تكمن أننا استلمنا مسؤوليتنا كشركة مياهنا اعتبارا من عام 2007 وعندها وجدنا في عمان منازل وتجمعات سكانية مناطق غير مخدومة بالصرف الصحي وقدرنا كلفتها بـ14 مليون دينار وسبب تراكم هذه الأمور كون الشركة السابقة لم تكن من مهماتها تمديد شبكات الصرف الصحي، وبسبب التكلفة العالية لمد شبكات الصرف الصحي لهذه المناطق قمنا بالعمل على نظام الأولويات كون المبالغ المالية المتاحة لنا لا تسمح باستبدالها خلال عام او عامين لذا قمنا بطرح 3 عطاءات بقيمة 3 مليون دينار بشكل عاجل هذا العام لاستبدال بعض الخطوط" .
وعن وضع شبكات المياه في العاصمة يبين الزعبي "عمان بها شبكات مياه قديمة وبحاجة الى استبدال في إذ ينقسم وضع الشبكات في عمان الى ثلاثة أقسام فهناك شبكات رئيسية وشبكات فرعية وشبكات منزلية، الشبكات الرئيسية بحالة ممتازة وتم استبدال معظمه، لكن المشكلة تكمن في الوصلات المنزلية التي تخدم عدد من المنازل إذ ان هذه الوصلات في حالة سيئة ويجب استبدالها وتبلغ تكلفة ذلك 50 مليون دينار".
ولا ينكر الزعبي وجود حالات تلوث بمياه المجاري في بعض إحياء العاصمة عمان، ويقول " خمس حالات اختلاط مياه عادمة بمياه الشرب تسجل كل سنة في العاصمة عمان، وحالات التلوث التي تصيب المياه تحدث ذا ما وجد مصدر للمياه العادمة سوأ كانت حفرة امتصاصية او خط صرف صحي فهو يشكل مصدرا محتملا للتلوث خصوصا إذا كانت جانب المياه العادمة خط مياه فيه ثقب فان المياه العادمة حتما ستختلط بمياه الشرب هذا الوضع واجهنا في عمان ويتكرر في السنة بمعدل خمسة مرات لهذا شكلنا خط استجابة سريع لهذا الموضوع إذا شعر أي مواطن ان هناك تغير في لون او رائحة الماء يكون هناك تحرك سريع".
وبخصوص الخدمات المقدمة للحي يقول عضو أمانة عمان عن منطقة جبل النصر احمد العابد " منطقة عدن مقسومة الى قسمين جزء تخدمه شبكة الصرف الصحي وجزء غير مشمول الان بدأت شركة المياه بوضع المخططات لتمديد شبكة الصرف الصحي وسيتم توسيع الشبكة خلال العام القادم وسيشمل معظم المنازل في المنطقة، اما بالنسبة للوضع البيئي في المنطقة فالحي يعاني من هذه المشكلة كون المنطقة مرتفعه وتنتشر فيه الحفر الامتصاصية الأمر الذي يؤدي الى تسرب المياه العادمة منها خصوصا بعد قص الجبل".
وفي رده على سبب عد الاهتمام بنظافة الحي يقول العابد ان السبب يعود لنقص الأيدي العاملة في الآمنة بسبب عزوف العديد عن العمل كعمال نظافة، لهذا قامت الأمانة برفع رواتب العاملين في هذا المجال لتشجيعهم لدخول هذه المهنة، النقطة الأخرى ان بعض المواطنين يقومون بإلقاء القمامة بشكل عشوائي أمام المنازل وفي الشوارع الأمر الذي يسبب مكره صحية".
ولا يختلف وضع شبكات المياه والصرف الصحي في العاصمة عن محافظات المملكة إذ ان العديد من مناطق العاصمة وخصوصا التي ضمت حديثا تعاني من تلف الأنابيب وتداخل مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب في بعض الأحيان الأمر الذي يعيد للأذهان حادثة تسمم المنشية وساكب التي قالت الحكومة إنها غذائية بينما يقول أهالي القرية إنها بسبب مياه المجاري المختلطة بمياه الشرب.
إستمع الآن











































