مثقفو الأردن يتضامنون مع مجلة الآداب البيروتية
أصدر عدد من الكتاب والمثقفين والفنانين والناشطين الأردنيين بيانا تضامنياً مع مجلة الآداب اللبنانية المعروفة، ورئيس تحريرها سماح إدريس، وذلك بعد أن أصدرت محكمة لبنانية حكماً بالغرامة على المجلة ورئيس تحريرها لنشرها مقالاً بقلمه ينتقد فيه المثقفين الذين يبررون للاحتلال الامريكي للعراق ويتعاملون معه ومع السلطة السياسية التي نشأت تحت ظله.
وكان مستشار الرئيس العراقي فخري كريم قد رفع القضية في العراق وصاحب دار المدى ومهرجان المدى الذي يعمل على جمع المثقفين العرب في إربيل تحت رعاية الحكومة العراقية الخاضعة للاحتلال، واعتبرت القضية والحكم الناتج عنها ضربة ساحقة لحرية الرأي والتعبير في لبنان والوطن العربي.
هذا وقد أعرب العديد من المثقفين العراقيين في بيان وقعوه مؤخراً عن تضامنهم مع الآداب، كما عقدت فعاليات ونشاطات تضامنية ومن ضمنها تشكيل جبهة لتعديل قوانين المطبوعات والنشر في لبنان.
يذكر أن مجلة الآداب تأسست عام 1953، وكانت وتبقى السجل الأبرز لحركة الأدب والثقافة في العالم العربي حتى اليوم، وهي منذ سنوات تصدر ست مرات في العام (96-136 صفحة)، وتتضمّن ملفات في الفكر السياسي، والشعر، والرواية، والقصة، والسينما، والمسرح، والثقافة العامة، كما تعتبر الآداب اليوم درّة المنابر الثقافية العربية، برغم حالة الحصار التي تفرضها عليها الرقابات العربية، والترعة الاستهلاكية المتفشّية.
وتاليا نص البيان وأسماء الموقعين.
تضامناً مع الآداب: مع الحريّة، ضد الاحتلال وعملائه إنّ تَقَمُّص القتلة دورَ الضحيّة ثنائيةٌ ألفناها جيداً: سواءٌ جاؤوا من خلفِ البحارِ ينْفضون رمادَ حرائقَ لم نشعلْها أصلاً، شاحذين أسنانَهم "الطيبة" لابتلاعِ أرضنا بأكملها؛ أو جاؤوا يَجُرُّون خلفَ دبّاباتهم "تمثال الحرية العظيم من نيويورك" ليزرعوه على أجسادِ أبناء عِراقنا حقولاً للتنقيبِ واستخراجِ النفطِ وتكريره، ناثرين مع الصواريخ الذكيّة واليورانيوم المنضب أعراسَ المحرَّرين الكاذبة؛ أو جاؤوا ليقيموا الديمقراطية الدموية بالقتل والطائفية والرؤساء والمستشارين الذين يُدارون عن بُعد؛ أو جاؤوا بهيئةِ حكمٍ قضائيٍّ يدين المقاومين النظيفي الأكفّ ويُبَرّئ المتهمين بشتى الشائنات وبالتعامل مع الاحتلال: فيُحكم على مجلة الآداب ورئيس تحريرها سماح إدريس "بالذمّ والقدحِ" لأنهما قالا لا لزمنٍ أصبحتْ فيه الخيانةُ والاختلاس والارتزاقُ مجردَ وجهة نظر... بل بُطولة!
جئنا هنا، كتّاباً ومثقفين من الأردن، لا للتضامنِ مع "الآداب"، بل للتخندق معها في الموقع ذاته، مواجهين جميعَ المتقمّصين لدور القاتلِ/الضحيةِ، رافضين صيغة الزمنِ الأمريكي، مُتَبَنّين كلَّ ما ورد في افتتاحية سماح إدريس في العدد 5/6 أيار ـ حزيران 2007، رافعين صوتنا وصوتَ "الآداب"، مطالبين بأن نخضع نحن أيضاً للمساءلة والاستجواب أسوةً بـ "الآداب".
فنحن نرفض الاحتلالَ الأمريكي للعراق، ونشجب العملية السياسية العميلة للاحتلال، وندين ونواجه جميعَ المتأمركين والمتصهينين مواقفَ ومالاً وسياسةً. فإن أردتم أن تُخرسوا "الآداب" عن أداء دور النقد الحقيقي والقاسي، فعليكم أن تُخرسونا أيضاً؛ فـ "الآداب" ليست وحدها في هذه المواجهة. خلفيّة:في 1/3/2010، صدر عن محكمة المطبوعات في بيروت حكمٌ في دعوى القدح والذمّ التي أقامها فخري كريم مستشار "الرئيس العراقي" تحت الاحتلال ضدّ مجلة "الآداب"، وقضى بتغريم رئيس تحريرها سماح إدريس بصفته مالكاً وكاتبَ مقال، وعايدة مطرجي بصفتها مديرةً مسؤولة، مبلغَ ستة ملايين ليرة لبنانيّة لكلٍّ منهما، وإلزامِهما أن يدفعا بالتكافل والتضامن مبلغ مئة ألف ليرة كتعويض رمزي، بسبب نشر المجلة افتتاحيّة العدد 5 ـ 6/2007 بعنوان: "نقد ’الوعي النقدي‘: كردستان - العراق نموذجاً"، وفيها يفضح سماح إدريس أدعياء اليسار ومبرري الاحتلال ومستشاري السلاطين وأعداء الحرية.
لقراءة المقال:
http://www.adabmag.com/node/287
الموقّعون:
سميحة خريس – روائية، ليث شبيلات – نقيب المهندسين الأسبق، نزيه أبو نضال – كاتب وناقد، سعود قبيلات – قاص – رئيس رابطة الكتاب الاردنيين،يوسف عبد العزيز – شاعر، هدا السرحان – مديرة تحرير الدائرة الثقافية - صحيفة العرب اليومي، وسف ضمرة – قاص، موسى حوامدة - شاعر، هشام البستاني – كاتب وقاص، خالد رمضان – ناشط سياسي، محمد نصر الله – فنان تشكيلي، ناصر أبو نصار – شاعر، سالم النحاس – كاتب وقاص وأمين عام حزب الشعب الديمقراطي سابقاً، عبد الله حمودة – باحث – مقرر لجنة الحريات في رابطة الكتاب الاردنيين، عائد نبعة – مخرج سينمائي، محمد بني هاني – مخرج مسرحي، محمد سويدان – صحفي في صحيفة الغد، علي حتّر – كاتب، سليمان صويص – ناشط في حقوق الانسان، أسعد العزوني – قاص وروائي وصحافي، ماجد المجالي – شاعر، سمير القضاة - شاعر، عاطف الكيلاني – كاتب وناشر ورئيس تحرير موقع "الأردن العربي"، ليلى الزعبي – ناشطة، سارة القضاة – صحفية، يحيى أبو صافي – باحث وكاتب، نضال الخيري – رسام كاريكاتير، محمد بدر – مخرج منفذ، إكرام عقرباوي - ناشطة، لمى قلعجي – ناشطة، عصام حمبوز – ناشط، صلاح غرايبة – طبيب أسنان، زينة كرادشة – محامية، منى العاصي – مهندسة، رشا الوحش – مراسلة صحفية، غسان الفالوجي – مهندس، محمد فرج – كاتب وناشط شيوعي، رائد عودة – مخرج مسرحي وتلفزيوني، خلود أبو حجلة – فنانة تشكيلية وناشطة، طارق حمدان – شاعر، كامل النصيرات – كاتب صحفي – جريدة الدستور، سعاد نوفل – صحافية مستقلة، رامي ياسين – شاعر، إياد عودة – ناشط، علي الدغليس – ناشط، ريما العيسى - مترجمة.