مثقفون أردنيون: نستذكر العقاد بأسى بالغ ونحن أيضا ضحايا الإرهاب

مثقفون أردنيون: نستذكر العقاد بأسى بالغ ونحن أيضا ضحايا الإرهاب
الرابط المختصر

لم تستطع
ثقافة الإنفجار أن تنال منا، ومع أننا ضحايا حالة الإرهاب - كما يقول مثقفونا –
إلا ذلك لم ينل من انتمائنا القومي العربي والديني والإسلامي، والوجع الاكبر كان
رحيل العقاد أعظم المخرجين العرب،

...هكذا قرأ المثقفون الأردنيون ذكرى تفجيرات عمّان.

بالنسبة للثقافة،
فقد ظهرت الصرخات هنا وهناك منددة بما جرى ورافضة له، ولأن الشعراء والكتاب
والأدباء لا يستطيعون إلا أن يشجو بكلماته بما يعتصر القلب، فقد قال هؤلاء كلماتهم
وسالت دموعهم.

والشاعر
الأردني ووزير الثقافة السابق حيدر محمود كان له موقفه في هذه الذكرى الإليمة،
"أذكر عمّان الآمنة المطمأنة المفتوحة لكلّ الناس، والتي جرحت في صميمها
ونزفت دماً غير مبرر لأن هذا الدم ينبغي أن لا ينزف من عمان، عمان كانت للعرب دائما
وهي خيمة الأمن والطمأنينة، وما استهدف كان فندقاً يقيم فيه بعض الناس أفراحاً،
فاغتالوا الفرح واغتالوا العرس، فتصور أي جريمة لا تغتفر".

وتابع الشاعر
حيدر محمود "الشعب الأردني كله مع أخوته ولم يكن في أي يوم من الأيام قطرياً
كما هو الحال في بعض العواصم الممتدة مشرقاً ومغرباً فنحن الأردنيين مشرقيّو الهوى
متصفون في عروبيتنا كما هي المحبة الإلهية، جزاء عمان أن تواجه هذه الهجمة
المجنونة التي أودت بحياة أكثر من 60 شخصاً ليستشهد أهل العروس واهل العريس، فتخيل
أي مشهد هذا وهل يمكن ان يغفره الإنسان، نحن نسامح كثيرا في هذا البلد لكن مثل هذه
الجريمة لا تغتفر أو أن ننساها".

وعن دور
المثقفين في استذكار ما جرى قال حيدر "المثقفون كانوا أول من استنكروا هذه
الجرائم، وما زلنا نستنكر كل الجرائم أينما كانت، وقد تفاعل الشعراء والكتاب
والفنانون تفاعلاً مرضياً مع الحدث وأظنهم عبروا عنه التعبير المناسب، والآن هم
يقيمون احتفالات في مختلف أنحاء الوطن لكي لا ننسى هذه المأساة لاننا لا ينبغي أن
ننسى تلك الأيادي المجرمة وما فعلته، وقد سرقت منا الفرح الذي نحتاجه".

وتابع "سنقيم
احتفالات كثيرة لتذكر أهلنا الذين سقطوا في العرس ولاستنكار الجريمة بحد ذاتها في
كل مكان، لكن الجرح النازف من القلب يختلف عن الجرح النازف من بعيد، وهذا المعنى
الذي نحاول أن نعبر عنه بأشعارنا وبكتاباتنا وأغانينا في أمانة عمان هناك أمسية لي وللشاعر سميح
القاسم واحتفالات للتعبير عن الجرح والغضب الذي نشعر به".

وخاطب الشاعر
محمود أهالي الضحايا قائلاً "صبرهم الله على هذا المصاب، ولكن نقول لهم نحن
أهلكم ونشد على أياديكم ونحتسب هؤلاء الشهداء عند الله يشفعون لنا وقت الحساب".

أما الناقدة
والروائية رفقة دودين فقد شددت على أن ما جرى لا يمت للإسلام بصلة، وقالت: "لابد
من الوقوف أمام هذه الذكرى كثيرا لأخذ الدروس والعبر، فلا يمكننا بأي حال من الأحوال
أن نوجد مسوغات لهذا الاعتداء الغاشم على الناس الآمنين، لا دينيا ولا خلقيا ولا
من أي ادعاء كان، والإسلام كان واضحاً من هذا القتل غير المسوغ".

واستذكرت
فاجعة العرب في المخرج العربي الكبير مصطفى العقاد "نستذكر استشهاد المخرج العربي
العالمي مصطفى العقاد والمفارقة أنه صاحب فيلم الرسالة وأن يكون شهيدا في هذه
التفجيرات".

"هذه
الاحداث فرضت علينا استحقاقات لم نكن بحاجة إليها" هكذا عبرت دودين وأضافت
"مثل الإجراءات الأمنية والقوانين التي سميت لمكافحة الإرهاب، وقد كنا نسرح
ونمرح في وطننا دون أن يرف لنا جفن، الآن نحتاج الى إجراءات أمنية حتى نخرج وندخل
أي مكان وصرنا نحن أيضا ضحايا لحالة الإرهاب".

وشددت على أن
علينا أن نسترد الشعور بالأمن وأن لا نعلّق كل شيء على الإسلام "يجب أن نسترد
حالة اليسر والرحمة في ديننا وأن لا نجعل الدين يساوي الإرهاب بالعرف العالمي وأن
نسعى جاهدين أن نبقي الوطن زاهراً، وأن يكون الفكر السائد فيه هو الفكر المستنير
وأن تظل الحريات مصونة".

وأكملت "ولا
يظل إلا أن نترحم في هذه الذكرى المؤلمة على شهدائنا الذي ذهبوا ونحتسبهم عند الله".

والكاتب رسمي
أبو علي وافق على آراء الجميع، وقال "كان يوما أسودا، قتل فيه أبرياء دون أي
ذنب سوى الرغبة المجنونة لدى بعض المتطرفين الذين يدعون الإسلام، فمهما كانت دوافعهم
فهي ليست من الدين في شيء، فديننا لا يقول بقتل الأبرياء مهما كانت الأهداف التي
يريدون الوصول إليها، فمن يقتل بريئا لا يمكن أن ينظر إليه باحترام ، فالأهداف
ينبغي أن تشبه الغايات".

ووصف أبو علي
الحالة التي وصلنا إليها في الأردن الآن "بعد هذه لتفجيرات من الواضح أن سدا
منيعا من الدولة والحكومة والشعب وقف في وجه هذا الجنون الذي يستهدفنا جميعاً، وكل
مواطن في الأردن معني لأنه كان من الممكن أن يكون أنت أو انا أو شقيقي أو شقيقتي
في أحد هذه الفنادق فكان الاستهداف ضد الشعب بأسره".

متمنياً أن
يستمر الهدوء والطمأنينة "نأمل أن يستمر الهدوء وأن يظل البلد آمنا ومحصنا ضد
هذا الجنون المدان دينيا وأخلاقيا وعلى كافة الأصعدة".

وأخيراً واسى أبو علي أهالي من غابوا "أهالي
الضحايا هم أهلنا وجرحهم هو جرحنا فليحتسبوا شهدائهم عند الله، ونحن نتمنى أن نستطيع
التخفيف عنهم بمصابهم رغم أنه أمر صعب، كما أننا نستنكر بشكل خاص سقوط المخرج
الكبير مصطفى العقاد الذي جاء بمصادفات خارقة ليلتقي ابنته التي كانت في بيروت ليلتقيا
ويذهبا لحضور زفاف أحد أقاربهم في العقبة".

أضف تعليقك