متحدّثون: الوطن العربي بأمسّ الحاجة إلى تعزيز الإصلاح والتنمية والريادة العلمية

القضية الفلسطينية تتطلب الدعم والإسناد المباشر

 

 

أكد رئيس الوزراء الأسبق الأستاذ أحمد عبيدات أن الوطن العربي ما يزال يعاني من عدة أزمات سياسية واقتصادية في ظل الانفراد بالسلطة وفشل مشاريع التنمية.

وأضاف عبيدات في كلمة ألقاها خلال الحفل السنوي الثاني والثلاثين لمركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان مساء الأربعاء 29/3/2023، وحضرته شخصيات سياسية وأكاديمية ومسؤولين سابقين ودبلوماسيين عرب، إن فلسطين ما تزال تعاني من ظل الاحتلال الاستيطاني الإحلالي الذي يمارس البطش وتهويد الأرض والمقدسات، إلا أن الشعب الفلسطيني ما يزال صامداً وثابتاً على أرضه.

ودعا إلى توفير حاضنة عربية وإقليمية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومساندته في مواجهته للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يؤمن بالسلام.

من جهته قال رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور علي محافظة إن مركز دراسات الشرق الأوسط استطاع الاستمرار في تأدية مهامه السياسية والعلمية والثقافية بنجاح، وتمكن من تقديم المشاريع والاستراتيجيات التي تخدم السياسات الوطنية والعربية، وعمل على توسيع برامجه التي بلغت خلال العام الماضي 27 برنامجاً، بالإضافة إلى استقطاب باحثين جدد.

وأشاد محافظة بما يصدر عن المركز من مجلة دراسات شرق أوسطية العلمية المحكمة، والدراسات والتقارير الصادرة في الشأن السياسي المحلي والفلسطيني والعربي، كما أشاد ببرامج التثقيف والتدريب والتأهيل العلمي والبحثي التي يعقدها المركز، حيث عقد المركز أكثر من 45 محاضرة ودورة في عام 2022، واستضاف خلالها 38 عالماً وخبيراً من الأردنّ ودول عربية وأجنبية، وقدّم استشاراته لجهات ومؤسسات أردنية وعربية.

بدوره قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات إن المنطقة العربية شهدت العديد من التحديات بسبب التدخلات الخارجية، مشيراً إلى أهمية دور المراكز البحثية في رصد الظواهر وتحليها ومحاولة التنبؤ بمسارها، مؤكدا أن الدول المتقدمة تعتمد على مراكز الدراسات والتفكير عند اتخاذ قراراتها، ما يساعدها على اتخاذ القرارات الصائبة، داعياً إلى تطوير عمل المراكز الأردنية عبر مزيد من الانخراط في النشاطات السياسية والثقافية والإعلامية، والحفاظ على استقلاليتها.

وأشاد شنيكات بإنجازات المركز في مجال إعداد الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشأن الأردني والفلسطيني والعربي، وتكريس المنهج العلمي والبحثي في إنجازاته.

من جهته أكد رئيس الجمعية الاردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع الدكتور رضا الخوالدة على أهمية مساهمة البحث العلمي في تحقيق الريادة والإبداع وجعله محط اهتمام التربويين والباحثين وتطوير العملية التعليمية عبر تحسين المناهج وتدريب المعلمين وتأهيل البنى المدرسية التحتية والاهتمام ببناء مهارات التفكير الناقد والعملي لتحفيز الإبداع.

وأشار إلى الحاجة إلى تطوير الأنظمة التعليمية ولاستراتيجيات تعليمية جديدة تدعم التفكير والإبداع والابتكار، مبيناً أن نسبة الرياديين الأردنيين بلغت 23% من رياديي الدول العربية.

من ناحيته أوضح مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور بيان العمري أن الواقع الأردني الوطني يشهد تحديات محلية وإقليمية تواجه الأردن، سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، ما ينعكس على مصالحه العليا، ولكنه يمتلك مقوّمات تتيح له تجاوز هذه التحديات، الأمر الذي يحتّم رسم رؤية استراتيجية تقوم على تعزيز الإصلاح وتحقيق الاستقرار السياسي، والتماسك الاجتماعي الذي يشكّل جبهة داخلية صلبة وقوية أمام المخاطر الخارجية، مع ما يتطلبه ذلك من تطوير إداريّ وتنمية اقتصادية شاملة، وعلاقات خارجية متنوّعة ومتوازنة، تساهم في تعزيز دور الأردن الخارجي.

ومن جهة ثانية بيّن العمري أنه نجاحات الشعب الفلسطيني تتطلب بناء الحاضنة الفلسطينية والعربية والإسلامية له وحماية ظهره، وليس تأييده فقط.

أما على صعيد الواقع العربي فأشار العمري إلى أنه يشهد مقدّمات لتحولات جديدة توقّعها المركز بعد ندوته عام 2018 بعنوان "العالم العربي، من الانقسام إلى المصالحات"، بأن يكون عام 2020 هو عام المصالحات العربية والإقليمية، الأمر الذي فتح الباب أمام الانتقال الفعلي نحو واقع جديد في العلاقات الداخلية في كل بلد عربي بين الأنظمة والتيارات السياسية والاجتماعية، وفي العلاقات العربية البينية، وكذلك في العلاقات العربية- الإسلامية تجاه كل من تركيا إيران.

وكان رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الأستاذ جواد الحمد قد رحّب بالحضور وشكرهم على تفاعلهم ومساهماتهم العلمية والفكرية مع المركز، وانتهى الحفل بتقديم الشكر والهدايا لزملاء المركز وللحضور الكريم، ثم تناول طعام الإفطار على شرف الحضور.

أضف تعليقك