أطلقت مؤسسة التدريب المهني في الأردن، مشروعا لاستخدام ثمار شجرة البلوط بديلا عن طحين القمح في صنع الحلويات تحت شعار "شجرة البلوط ثروة وطنية فلنستثمرها".
وجاءت فكرة استخدام "طحين البلوط المر" بدلا من الطحين في استخدام الحلويات بالصدفة، عندما زار مواطن كوري جنوبي منطقة غابات برقش (70 كم شمالي العاصمة عمان) وهي منطقة تنتشر فيها أشجار البلوط والثروة الحرجية.
ويروي المهندس حسين الربابعة أن المواطن الكوري الذي استقبله أبدى استغرابه من عدم استثمار البلوط واستخدام طحينه، كما يفعلون في كوريا الجنوبية.
وهنا بدأت الفكرة تلمع في رأس مدير المعهد الأردني الكوري للتكنولوجيا، الربابعة الذي قال لـ"عربي21 لايت" إنه أخبر المواطن الكوري بأن البلوط يستخدم علفا للأغنام، فأخبره الأخير بأنه يستخدم لصناعة الحلويات في كوريا الجنوبية.
وتابع بأنه أرشده إلى طريقة الطحن، التي بدأت بشكل غير جيد، ثم ما لبثت تتحسن مع مرور الوقت، وأصبحت طريقة الصنع متقنة.
وعن الطريقة، يقول الربابعة إن المعهد الكوري الأردني، أطلق ورشة تدريبية لتعليم طريقة تحضير الطحين من ثمار البلوط، عبر نقعه في الماء لمدة أسبوع، مع ضرورة تغيير الماء يوميا، إلى حين اختفاء المرارة منه، ويبدأ في التحول إلى مادة نشوية، ثم يطحن بعد ذلك ويستخدم لصنع الحلويات بعد إضافة المكونات الأخرى.
ويرغب الربابعة في أن يتم تعميم ما لهذا الطحين من فوائد صحية، إلى جانب توفره بكميات كبيرة يمكن الاستثمار فيها كثروة في ظل الأزمة التي يمر بها العالم وارتفاع أسعار القمح نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب موقع "ويب طيب" المتخصص فإن البلوط يحتوي على كمية أكبر بحوالي خمس مرات من الدهون غير المشبعة مقارنة بتلك المشبعة، وهذا ما يجعله مفيدًا لصحة القلب إلى جانب تحسين صحة الفم وتحسين عملية الأيض، والحفاظ على صحة العظام.
وبحضور "عربي21 لايت"، أعد مجموعة من مدربي ومعدي الحلويات، قطع الكيك بواسطة طحين البلوط المُر، ومن بينهم الشيف عمر القضاة خبير الأغذية ومعد الحلويات، الذي أكد أن أسلافنا استخدموا في قديم الزمان البلوط لإعداد الخبز، على جانب نوى التمر واللوز.
وتابع القضاة، بأن "الفكرة دخلت إلى مؤسسة التدريب المهني، عبر المهندس الربابعة من خلال المتطوع الكوري، لكن الآلية الحالية بحاجة إلى مشاغل وآلات متخصصة للحصول على نتيجة أفضل في الحلويات المصنعة من طحين البلوط في حال استخلاصه بطريقة صحيحة وإضافة المحسنات لإنتاج الحلويات المختلفة".
وحول الفرق في الطعم يقول: "مع إضافة المحسنات سيكون من الصعب تمييز الطعم عن طحين القمح، لكن الفكرة بحاجة إلى جهة تتبناها، وتنشئ معملا لطحن البلوط الذي يعتبر غنيا بالبروتينات والدهون المركبة والمعادن".
ودفعت الفكرة مؤسسة التدريب المهني إلى عقد ورشة تدريبية لعدد من منتجي الحلويات لتعميم الفكرة، في محاولة لإنتاج حلويات صحية وفي نفس الوقت توفير مصدر دخل للأسر الفقيرة في المناطق التي يتواجد فيها شجر البلوط بكثرة.
ويصل عدد أشجار البلوط في الأردن إلى ثلاثة ملايين شجرة تقريبا، ويقدر إنتاجها من الثمر المر بعشرات الآلاف من الأطنان التي تذهب هدرا، بحسب مدير الاتصال والإعلام في مؤسسة التدريب المهني جميل القاضي.
ويقول القاضي لـ"عربي21 لايت": "نحاول خلق فرص عمل ومساعدة الأهالي، على أمل تبني هذا المشروع من القطاع الخاص كالمطاعم وشركات الحلويات للمساهمة في مساعدة الأسر في القرى والأرياف وتحقيق دخل لهم".
ويعتبر الأردن شجرة البلوط، شجرة وطنية للدولة، ويتواجد في الأردن عدة أنواع من البلوط أبرزها الملول، وهو من أنواع البلوط المتساقطة الأوراق والمعمرة ويطلق على ثمارها البلوط العقابي، إلى جانب البلوط دائم الخضرة، مثل بلوط غابات عجلون وبرقش.