ما تبعات انضمام الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى الحرب الإسرائيلية ضد إيران

الرابط المختصر

في تعليق تحليلي على تطورات المشهد الإقليمي المتفجر، اعتبرت أستاذة العلوم السياسية الدكتورة أريج جبر أن انضمام الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران يمثل "تحولاً استراتيجياً" في طبيعة الصراع، ويشكّل إعلانًا غير مباشر لحالة حرب مفتوحة بين واشنطن وطهران، وإن كانت الحرب لا تزال ضمن حدود الطرفين، دون اتساعها إلى حرب إقليمية شاملة.

وفي مقابلة لراديو البلد  أوضحت جبر أن "الولايات المتحدة لم تكن متحالفة فقط مع إسرائيل، بل كانت تقود الهجمات منذ البداية، وانتقلت من دور الظل إلى الاشتباك المباشر"، معتبرة أن هذه الخطوة تعكس سعي واشنطن لتأكيد سيطرتها العسكرية والسياسية على النظام الدولي، ورفضها لأي قوى تهدد هيمنتها في الإقليم.

وذكرت أن الضربات التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية جاءت بعد تحذيرات سابقة، وأن إيران، بإقرارها أن هذه المواقع خارج الخدمة، تسعى لامتصاص الضربة واحتواء التصعيد، مشيرة إلى أن الرد الإيراني سيبقى منضبطًا وقد يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية، مع استبعاد استهداف مباشر للمفاعل النووي في ديمونا أو للقواعد الأميركية في الوقت الراهن.

وأضافت جبر أن تصريحات إيران المتضاربة بشأن التفاوض تعكس "صراعًا داخليًا بين الرغبة في الرد والحرص على ضبط النفس"، لافتة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "دخل الحرب دون تفويض من الكونغرس"، ما يضعه في مواجهة تحديات قانونية داخلية إلى جانب التوترات الخارجية.

أما بشأن الموقف الأردني، فأكدت جبر أن الأردن "ينأى بنفسه عن الانخراط في هذه الحرب"، مشيرة إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني يقود جهودًا دبلوماسية بالتنسيق مع مصر ودول عربية وازنة، لتعزيز الموقف العربي الرافض لمشاريع التقسيم والتهجير، والداعي لحل عادل للقضية الفلسطينية.

وشددت جبر على أن القوات المسلحة الأردنية "قادرة على حماية السيادة الأردنية بكفاءة واقتدار"، مؤكدة أن المملكة لن تكون ساحة لتصفية الحسابات بين الأطراف المتصارعة.

وختمت حديثها بالقول إن "الحرب لا تزال في طور الصراع المحسوب"، مرجحة أن تسعى الأطراف الفاعلة دوليًا إلى تهدئة التصعيد خلال المرحلة المقبلة.