ماضي: كلمة الملك عبدالله الثاني تؤسس لمعادلة متوازنة بين دعم غزة واستقرار الأردن
في قراءة تحليلية لكلمة الملك عبدالله الثاني الأخيرة، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر ماضي أن الخطاب الملكي يحمل دلالات سياسية وأمنية بالغة الأهمية، في ظل استمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة بقاء الأردن قويًا داخليًا ليواصل دوره الإقليمي والإنساني.
وفي مقابلة مع برنامج "طلة صبح" عبر أثير إذاعة راديو البلد، قال الدكتور ماضي إن الملك جدد التأكيد على أن "غزة بحاجة إلى أردن قوي"، وهي رسالة تنبع من قناعة استراتيجية بأن الاستقرار الداخلي شرط أساس للقيام بأي دور خارجي فاعل، خصوصًا في ظل تقاعس دولي عن نصرة الفلسطينيين، بحسب تعبيره.
وأضاف أن الأردن لطالما سعى لملء الفراغ السياسي والإنساني الناتج عن الغياب العربي والدولي، انطلاقًا من اعتبارات الجوار والمصير المشترك والعلاقات التاريخية بين الشعبين الأردني والفلسطيني.
وفي سياق التحديات، أوضح ماضي أن الحرب على غزة انعكست بتداعيات سياسية واقتصادية وأمنية على الداخل الأردني، مشيرًا إلى أن بعض الأصوات الداخلية تنادي بمواقف تصعيدية تتجاهل واقع القدرات الأردنية وحدودها، في وقت تغيب فيه الإرادة العربية والدولية الجامعة.
وحول الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى ماضي أن دعوة الملك لاحترام اختلاف وجهات النظر دون تشهير أو تهجم تمثل دعوة للعقلانية، وتحذيرًا من تحوّل بعض المنصات إلى أدوات تخدم أجندات خارجية تهدف إلى الإساءة للدور الأردني وتصويره كطرف مقصّر.
كما حذر من أن الاحتجاجات غير المنضبطة والمستمرة قد تضر بالاقتصاد الوطني، مؤكدًا أهمية الموازنة بين التعبير الشعبي عن دعم غزة والحفاظ على السياحة والاقتصاد والاستقرار الداخلي.
وختم الدكتور ماضي بالتأكيد على أن الموقف الرسمي الأردني – وعلى رأسه تحركات الملك الخارجية – كان متقدمًا وثابتًا في دعمه لغزة، مضيفًا أن "الدعم الشعبي مهم، لكنه لا يجب أن يُفهم كتعويض عن موقف رسمي متخاذل، لأن الواقع يُثبت العكس تمامًا".
وختمت المقابلة بالتشديد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، بوصفها صمام الأمان في مواجهة التحديات، وهي الرسالة التي سعى الملك لتأكيدها في خطابه الأخير.











































