مارسيل خليفة: لا أزال موجودا لكن صوتي خافت وعندما قصفت بيروت في السبعينيات غنيت أمي

الرابط المختصر

هو ذا صوتي آت...، أنه مارسيل خليفة، صوت المقهورين صوت الأحرار، صوت من لا صوت لهم، تستفيق من عتمة يوم ظالم على صوته؛ يقول لك صباحك وطن، كم هي قريبة المسافة بين صوته والحرية، كم تبعد المسافة بين الإسفاف والجمال واحترام العقل عند مارسيل. ويقول في مؤتمره الصحفي الذي عقده قبل حفلته"اعتدت دائما أن أحتضن آلة العود لأقول اللغة، الكلام، الشعر...وأن أرتجل قبل البدء بالعزف أو الغناء بعضا من الحكي، ولكن في حضرة الأساتذة الصحافيين والإعلاميين والنقاد، سأنحي العود جانبا، وأستعين بالكلمة التي ليس بيني وبينها عداء، وهي كانت جزءا من مشروعي، فأنا عشت، لا يكف عن استدراج الكلمات للرقص على الأوتار".



ويتابع ..."التدهور والانحطاط الذي ينهار وينهار بنا بعيدا عن الجوهر الثقافي من خلال ما نراه وما نسمعه وما نشاهده ويسيء إلى تاريخنا وحاضرنا. يجري إلهائنا بإغراقنا في أشكال وألوان من الفنون الرخيصة والتسلية المنهكة للعقل والخيال، ومنافسات ليست لإذكاء روح المنافسة، بل تحويل الطاقات والهويات بعيدا عن الانشغال بالهموم الحقيقية للمجتمع والاشتغال بها".



"الناس الآن في حاجة إلى أوطان حقيقية إلى الخبز والورد وإلى الخروج من مستنقعات التخلف والقهر والكبت والبؤس والنقص الفادح للحرية فهذه معضلات إنسانية ليس مقبولا للفنان أن يكتفي بالتفرج عليها، عليه أن يخلق الحوافز التي توصل وتؤدي إلى تغيير الواقع فما قيمة الفتى إذا لم يكن مخلصا لقضية تحرر الإنسان وتحرره، وما قيمة الفن إذا لم يكن متمردا، فالحضارة صنعتها لحظة تمرد!".



ويرى مارسيل خليفة أن الأوطان حينما تحتل فإن الثقافة غير محايدة، "أصدقائي، عندما يكون الوطن محتلا، فليست الثقافة محايدة. أنها تقاوم الاحتلال وموقع المثقف ليس إلا في قلب المواجهة المحررة للوطن، المحررة الإنسان".



تعاون جديد بينه وبين الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، يقول "سأقدم عملا جديدا، للشاعر الكبير محمود درويش عنوانه يطير الحمام، وهي حوار بين رجل وإمرأة، قصيدة حب مختلف، وعملت عليها كثيرا موسيقيا، وستقدك قريبا".



وحول توزيع أغنياته القديمة في الحفلات، يقول خليفة "لا أحب أن أقول الشيء ذاته دائما، مثلا ريتا نضجت كثيرا، ومن هنا أقوم بإعادة الصياغة للأغنية، فهي جميلة وإكراما لها أعيدها مرة أخرى بأسلوب جديد، وبالمناسبة عام 2 005 سأقوم بإعادة توزيع أول عمل لي وعود من العاصفة والذي سيمر عليه 30 عاما".



ويرى خليفة أنه لا يزال مسموعا من جميع الأجيال، "والدليل على ذلك هو الجمهور الذي يأتي حفلاتي، فأرى الأب والأم والجد والجدة، والابن والحفيد، متفاعلين خصوصا مع القديم الذي ولد قبلهم"



وحول معنى المقاومة، وكيف يراها في هذا الوقت، "أنا أقاوم من خلال أعمالي، كلنا مقاومون، في مجالاتنا بالحياة، كونشرتو الأندلس أعتبره نوع من أنواع المقاومة، وكما غسان كنفاني في عمله القنديل الصغير؛ هذا العمل البليغ في معناه المقاوم، وانظروا عندما قصفت بيروت في السبعينيات غنيت أحن إلى خبز أمي وهي غير مباشرة، التي أرفضها دوما" مشيرا "ما هو الوطن ليس أرزة أو أرضا أو جبلا، إنما أناس أنت وأنا وجميعنا نشكل وطنا".



وعن الأغنية الوطنية، يقول خليفة أنه لم يعمل بها، "لا أحب الأناشيد، تلك التي تعلمناها في المدارس، فهي تخلو من الحياة، أحب الروح الإنسانية في الأعمال الغنائية وهي مشروع مختلف، فأنا ضد الشعارات والهتاف".



ما يبث على الفضائيات من أغنيات هابطة، وإسفاف بعقل المواطن العربي، كانت جدل الصحفيين في المؤتمر، يقول خليفة حولها "لا يوجد (هيصه) في حفلاتي، وتختلف عن الحفلات والبرامج التي ينتظر جمهورها إشارة التصفيق من رجل كي يتفاعلوا، مثلا في غنية ريتا تجد الجمهور يدندن الأغنية بخشوع، وهذا شيء جميل جدا".



وعن خصوصية علاقته بدرويش، يعلق "لم أكن أعرف الشاعر الكبير محمود درويش، بعدما غنيت له بسبع سنوات، ومن تعرفنا على بعض، وبدأت أخذ من قصائده وألحنها، ومنها أحمد العربي ذلك العمل المهم بالنسبة لي".



ويضيف أنه ما يزال موجودا في الساحة، "لا أزال موجودا، لكن صوتي خافت ولست هتافا، نحتاج إلى لحظة وعي، فإذا لم تجدني على الشاشات فستجدني في مكان ما ووعي ما".



يشار إلى أنه أطلق مؤخرا وبالتعاون مع الأمم المتحدة فيديو كليب خاص عن كارثة تسونامي تضامنا مع الضحايا في دول جنوب آسيا، وعنوان العمل "ونحن نحب الحياة" ومدته سبع دقائق.



مسيرة هذا الفنان الملتزم بفنه واحترامه للمستمع العربي، تحفل بالعديد من الألحان لفرقة "كركلا" اللبنانية والإنتاج الموسيقي ومنها "وعود العاصفة" و"أحمد العربي" و"ركوة عرب" و"حلم ليلة صيف" و"موسيقى الجسد" و"سيمفونية العود" و"جدل" وكان آخر إصداراته "مداعبة".



وأشتهر أيضا بغنائه لقصائد أشهر الشعراء العرب ومنهم محمود درويش، أدونيس، سميح القاسم، والحلاج ومن أغانيه بالأخضر كفناه، الحلوة، أني اخترتك يا وطني، قطر الندى، أحن إلى خبز أمي، جواز السفر، وعودة من عاصفة، ريتا، سلام عليك، وأنا أمشي، طلعت يا محلى نورها، يا بحرية، وقفوني على الحدود، منتصب القامة، أنشودة الحجر، تصبحون على وطن.

أضف تعليقك